الموقع : في قلب الامةتعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
10062011
الرجل المخلص والخيانة الزوجية
الرجل المخلص والخيانة الزوجية
الخيانة هل هي جينية؟
احدى المحاولات لفهم ظاهرة الدون جوان والخيانة في العلاقة العاطفية والزوجية قامت بها العالمة الامريكية Justin Garcia وزملائها من جامعة بينغهامتون في مختبرات الانسان التطوري والصحة اظهرت ان خلف الخيانة بين الشريكين يقف الجين، او بالاحرى طفرة في احد الجينات. التجربة التي جرت على مئتين شخصا من مرتكبي الخيانة بين الحبيبين، بما فيه خيانة العلاقة الزوجية، ظهر ان جميعهم بدون استثناء يملكون جين مطفر برمز اليه بالرمز DRD4 وهو المسؤول عن الاتصال بمنظومة المتعة الجنسية. هذا الامر يحدث بأفراز هرمون الدوبامين في الدماغ و يتلقاه مُستقبل خاص.
الطفرة، التي هي عبارة عن تغيرات في سلسلة تتابع الحمض النووي، تصبح اكثر حساسية للدوبامين وتحصل عليه بكمية اكبر مما يحدث عند الاشخاص المخلصين. والمرء يصبح منجذب الى المتعة ، بفضل الهرمون، بطريقة ادمانية تماما كالادمان على المخدرات وبدونه يمكن ان ينهار، ولذلك يسعى للجنس الغير شرعي بدون قدرة على المقاومة. الخيانة كما هو معلوم تحمل في طياتها خطر الفضيحة، وهذا بدوره يضخ الدوبامين ويحقق الرضا، حسب كارسيا. والباحثة تشير الى انه من الضروري استمرار الابحاث للعثور على جينات اخرى تتحكم بسلوكنا الحنسي وتخلق معضلات للعلاقة بين الشريكين.
غير ان علماء سويديين من معهد كارولينا في ستوكهولم ، وعلى الرغم من انهم يتفقون مع الامريكيين في ان الخيانة، على الاقل من طرف الرجل، لها علاقة بالجينات الا انهم يعتقدون ان ليس الدون جوان نتيجة الطفرة وانما المخلص القابل بالعلاقة الاحادية. حسب معطياتهم فإن كروموسوم الخيانة جزء من الجين RS3 حيث يظهر بجميع تشكيلاته. عند المخلصين نجد افتقاد للتشكيلة من نوع 334 وبالتالي يوجد اختلال جيني، اي طفرة. تخلقات التنوع الجيني المستمر ظهر بنتيجته الرجل الراضي بشريكة واحدة كخاصية تنافسية. فهل اصبح لدينا فرع انساني جديد، الرجل الذي يكتفي بواحدة؟
الدون جوان يواجه صعوبة متميزة في الصراع ضد قوى الطبيعة لحثه على نقل جيناته الى اكبر عدد من الاناث.
البحث عن الاسباب الجينية للخيانة العاطفية والزوجية بدأت منذ فترة طويلة، ولكن على الفئران. بين هذه الفئران توجد مجموعتين الاولى تعيش في الحقول والاخرى في المروج . الذكر في المجموعة الاولى لايتوقف عن ملاحقة الاناث واغتصابهم في حين ان ذكر المجموعة الثانية يقضي حياته بكاملها مخلصا لانثى واحدة. هذه الاختلاف اراد العلماء دراسة اسبابه.
البروفيسور Larry Young من جامعة اموري في جورجيا الامريكية يقول:" ابحاثنا التي جرت على موديل بيلوجي، نسبيا بسيط، اظهرت ان زيادة تحفيز نشاط جين واحد يؤدي الى تغييرات عميقة في السلوك الاجتماعي".
لوحظ ان:
في دماغ الجرذ المخلص والغير مخلص توجد كمية مختلفة من المستقبلات المتخصصة لتلقي هرمون vasopressin. هذا الهرمون يجري معالجته في الدماغ في منطقة معينة في حين يجري استيعابه في منطقة اخرى. يعتبر الخبراء ان هذا الهرمون يخلق مشاعر التعلق والاعتدال.
من اجل التأكد من ذلك قام اختصاصيي الاعصاب البيلوجية الامريكان بنقل جين المسؤول عن مستقبلات فازوبريسين من فأر المروج الى فأر الحقول والنتائج كانت مبهرة. الفأر الدون جوان اصبح مخلصا لزوجة واحدة لايبدلها.
نتائج مبهرة مماثلة تم الحصول عليها منذ عام 2004 ولكن لكونها جرت على " موديل بيلوجي مبسط" لم تكن تثير الحماس لعدم توافر الثقة في إمكانية قياسها على " موديل اكثر تعقيدا" وبالتحديد الانسان. هذه الشكوك كانت تراود السويديين ايضا.
في دراسة طازجة بقيادة البروفيسور Hass Valum اكتشفوا تماثل مثير للدهشة بين الفئران والانسان في مجال طبيعة التغييرات الكيميائية. لقد ظهر ان دماغ الانسان يتبادل التأثير مع هرمون vasopressin بنفس الطريقة التي تحدث عند القوارض. عند الازواج المخلصين وجدوا الهرمون بكمية اكبر و جرى امتصاصه افضل، في حين لدى الشركاء الخونة كان الامر على العكس.
يقول البسيكولوجي الروسي Андрей Сахно :" وحتى في افضل التقديرات يكون عدد الخونة من الذكور اكبر من عدد المخلصين. كان بودي ان اكذب لصالح الرجال ولكن للاسف الجنس القوي هو الجنس " الاضعف" في هذه المقارنة ". العديد من الابحاث تؤكد ان الرجال لديهم قابلية لاقامة علاقات مع العديد من النساء في نفس الوقت، ويبدو ان هذا الامر اسبابه جينية، ماورثه الرجل من حياته الحيوانية السابقة لازال محفوظ ويدفعه لخداع المرأة وتخديرها للوصاية والسيطرة على عملية الخصب في حياتهم.
إذا نظرنا الى عالم الحيوان القريب منا نجد ان الذكر تحيط به مجموعة من الاناث ويقوم بمراقبتهم ومنع الذكور من الاقتراب منهن. على النمط نفسه من السلوك كانوا اجدادنا المبكرين يفعلون. والانسان الحديث لازال لايختلف عنهم كثيرا. حتى الان يستخدم الذكر تعبير "حريمي" او "نسواني" ويقصد به جميع الاناث اللواتي حدثت له معهن علاقة حميمة. هذه الصورة نرى بوضوح اكثر عند المقارنة بين الرجل الخائن والمرأة الخائنة. الرجل يخون زوجته او حبيبته، ومع ذلك إذا علم انها تخونه يعتبرها خائنة على الرغم من انه لايعتبر نفسه خائن ابدا.
حسب الاختصاصيين، كان اجدادنا البريين خاضعين لنداء الطبيعة التي تطالبهم بتوزيع جيناتهم على اكبر عدد ممكن من الاناث، بما فيه عن طريق الانقضاض على الاناث بحملات النهب والسبي المشهورة. الان نجد طبيعة الحياة الحديثة تشجع على علاقة جنسية محدودة. وكما تشير ابحاث الباحثةالبروفيسورة Anne Campell فإن 80% من الرجال ينظرون الى ذلك بشكل ايجابي، إذ ان ذلك يقدم لهم فرصة واحدة مضمونة على الاقل.
توضح البروفيسورة قائلة:" التطور يبرز من خلال سمات المشاعر الايجابية والسلبية. هذه المشاعر إما تدفع للقيام بعمل محدد او تمنع عن القيام به، وتقود الانسان اليوم بنفس الطريقة التي قادت فيها اجدادنا الى مانحن عليه اليوم. لذلك الجينات ومن ثم اداتها المشاعر هي وسيلة التطور للوصول الى الهدف.
يقول البروفيسور David Buss من جامعة تكساس ومؤلف كتاب "Evolution of desire", " الشبق هو العصا التي نُجلد به وهذا الذي يشكل التهديد الرئيسي للاستقرار الاجتماعي. مشاعر الشبق هي التي تخلق الحاجة للخيانة بين الحبيبين والشريكين العاطفيين او بين الزوجة وزوجها مما يؤدي الى التوتر ونشوء الصراعات وانهيار العلاقة، في حين ان الجين يلعب دورا خلفيا على الاغلب"..
مجموعة من الباحثين بقيادة البروفيسور Tim Spector من مستشفى القديس توماس في لندن تمكنوا من البرهنة على صحة الفرضية التي تقول ان الجينات التي تحث النساء على الخيانة اقوى من عوامل الضغط الاجتماعي بمرتين على الاقل. ايضا جرى البرهنة على ان منحى خيانة العلاقة يجري توريثها عن طريق خط الام.
في معالجة معلوماتية لمجمع المعلومات الكمبيوترية في الولايات المتحدة الامريكية ظهر ان عشرة بالمئة من السكان والدهم البيلوجي ليس هو المذكور في الاستمارات. في ولاية كارولينا الشمالية الامريكية يوجد قانون يعبر عن الكثير. يقول القانون انه إذا استأجر رجل وامرأة ( ليسوا بزوجين) غرفة مشتركة لليلة واحدة في فندق فيجب ان يكون في الغرفة سريرين منفصلين عن بعضهم بما لايقل عن 60 سم ، وكل منهم مجبور على النوم على سريره فقط. كما يمنع ممارسة الجنس في المسافة بين السريرين. وإذا كانا غير متزوجان وقاموا بتسجيل استمارة وجودهم في الفندق كزوجين يصبح ذلك زواجا نافذا على الفور . ذلك يعني ان المرأة والرجل على الدوام يمكنهم ممارسة الجنس مع اشخاص جدد بدون ان يكونوا قد مارسوا علاقة خارج الزواج، لان العلاقة قانونية. هل يتشابه ذلك مع زواج المتعة والمسيار؟ لربما.