** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
فائض القمع والاتجاه المعاكس  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 فائض القمع والاتجاه المعاكس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

فائض القمع والاتجاه المعاكس  Empty
09062011
مُساهمةفائض القمع والاتجاه المعاكس

فائض القمع والاتجاه المعاكس  No





أحمد ابن الصديق


Thursday, June 09, 2011

اتهموها بالزندقة ووصفوها بالإلحاد و نسجوا حول ميلادها شبهات التآمر مع الأعداء، وفبركوا لها صورا وهي تغازل الخصوم وتتنكر لتعاليم الدين الحنيف، وورطوها في التشيع والتنصير والتصهين و حاولوا جهدهم وأدها قبل المهد وهي نطفة قبل أن تصير مضغة ثم علقة، واتهموها فجيشوا الأقلام والكاميرات وعقدوا الندوات الصحفية العاجلة لإعلان الإجهاض لما توهموا موتها وهي جنين في بطن أمها ساعات قبل المخاض، فزغردوا و رقصوا و لكنها أصرت على اقتحام الواقع حية ترزق و صرخت صرخة مدوية لما استنشقت كتل الهواء الجوية المفعمة بحب الحرية و التشبث بالكرامة ذات يوم من أيام فبراير، فذهلوا جميعا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

و
عندما فرضت نفسها بسرعة وعمت نسائمها الطيبة الوديان والسهول، و نبتت
أغراسها في المدن والقرى، منهم من ازدراها وانتقص من مفعولها حيث اختزله
في أفعال صبيانية غير مسؤولة، ومنهم من زعم أنه ضبطها وهي تتناول المخدرات
ومنهم من غازلها وعانقها في الطرقات وأصر على التنويه المزيف. تسابق بعضهم
للانتماء لقبيلتها، و بعضهم أسرع فغير معطفه بسرعة البرق ليلائم ألوان
الربيع، ومنهم من أحدث في خطه التحريري منعرجا من 180 درجة فأنشد المديح
بعد أن أوغل في الهجاء، ومنهم من ادكر بعد أمة أن نسائمها من فيض مبادئه و
أن جوهر مطالبها من عبق أدبياته متناسيا أن مخزونه النضالي قد نضب و أن
نبعه قد شح صبيبه منذ أن ارتمى في أحضان التوافقات و رضخ للإغراءات، فلا
جديد إذن تحت الشمس لأن منطقه لا يتجاوز مبدأ نحن السابقون ونحن اللاحقون
ونحن من كل مائدة آكلون، لن يصيبكم الغيث إلا و قد كنا أول من استسقى، و
لن تنزل عليكم بركة إلا ونحن بها أحق وأولى.


وعندما
تحركت على مضض عجلة الإصلاح المتعثرة، انطلقت معها معارك الإضعاف و
محاولات الإنهاك، من جنود مجندة لتشويه الصورة، و قرصنة لصفحات الفايسبوك
اللعينة، ومسلسلات القمع والتنكيل، و محاولات نسف الحركة المباركة من
الداخل لتفجير تنظيمها المتعدد المشارب والقناعات وتحويلها إلى أنقاض،
ولكن الصبية الصغيرة لم تلبث تنمو و تنمو وأصبحت مصدر إزعاج شديد و هي على
مشارف مائة يوم من عمرها، فجن جنون الكهنة الكبار وحراس المعابد، فكشروا
عن أنيابهم المخزنية وأضراسهم و مخالبهم العلنية والخفية، والخفية دائما
أشد فتكا و أكثر إيلاما من العلنية.


خلال
هذا العمر القصير جدا والحافل جدا كذلك، كلما اقتربت الحركة العشرينية
الصبية –التي نمت بسرعة و أصبحت طفلة – كلما اقتربت من جوهر المنظومة
السياسية التي ولدت أصلا لإصلاحها إصلاحا عميقا بل لهدم بعض أركانها ثم
إعادة بناءها بناء سليما على قاعدة ملكية برلمانية و ديمقراطية حقيقية،
كلما اختفى التسامح المؤقت و عاد أدراجه تاركا المجال للمعقول، أي
الانتقام الوحشي، و مذكرا أن الاحتقار والقمع ولو نتج عنهما الاغتيال وسفك
الدماء، هما القاعدة وأن التهدئة و"التمياك" ما هي إلا استثناءات مرحلية
ترسخ القاعدة وتؤكدها.


هناك
حرمات و محرمات لا يجوز حسب المنطق السلطوي الاستبدادي التهاون معها تحت
أي ذريعة كانت. منها معتقل تمارة المقدس للخدمات السياحية الرفيعة الذي لا
يستحسن النبش في ماهيته أكثر من اللازم مخافة إظهار أحد الجوانب المظلمة
جدا من تاريخ المغرب المعاصر وحاضره، و منها مهرجان موازين وما أدراك ما
موازين و تمويله المشبوه الذي وصلت أنباءه إلى المحاكم الأمريكية، و رئيسه
الذي أصبح رمزا لاستغلال النفوذ، ومنها كذلك محاولة التظاهر السلمي في
الأحياء الشعبية التي لا يجوز أن تتلاحم مع الحركة أو ينتبه وعيها إلى وطن
آخر ممكن، أقل ظلما و أقل فسادا و أكثر احتراما لإنسانية الإنسان.


كلما
تحركت الجموع وارتفعت الأصوات أكثر مما يطيق العقل السياسي الحاكم وذراعه
الأمني ذو المزاج المضطرب - حيث لا ندري من الذي يتحكم في الآخر في جو
يطبعه غياب المبادئ و تغييب الأخلاق- كلما توارى الخطاب الناعم الحضاري و
اختبأ المفهوم الجديد للسلطة النظري ليحل محله المفهوم القديم الجديد
التطبيقي – المعقول مرة أخرى – فـتنهال العصي و تنكسر العظام وسط صمت رهيب
من طرف كبار رجالات الدولة لأن عدم تحمل المسؤولية ماركة مخزنية بامتياز و
خاصة في اللحظات المظلمة. بموازاة مع ذلك تنطلق الماكينة الدعائية للإعلام
الرسمي يتزعمها الناطح - نعم نعم بالحاء- الرسمي باسم الحكومة محاولا
إقناع الخارج والداخل أن الصبية العشرينية استنفذت وظيفتها و أدت دورها و
إن لم تقم بعملية هاراكيري اختيارية فإننا من منطق الشفقة والرحمة سوف
نعجل بذلك لكي لا نتركها فريسة المتطرفين والظلاميين و المتآمرين و بضعة
جرذان يفسدون في الأرض ولا يصلحون، و خطاب الناطح هذا فزاعة لم تنفع في
تونس و لا في مصر و لا أي بلاد من أرض الله الواسعة.


إن
إرادة التغيير الإيجابي، والطموح المشروع والطبيعي للحرية والعدل
والكرامة، لا ينهكه القمع بل قد يقويه، ولا تخيفه أساليب العنف ولا
مناورات الخداع و تجليات الإفلاس المعنوي و الأخلاقي، بل تنتج عكس ما تصبو
إليه، وأكبر دليل أن اغتيال الشهيد كمال العماري بمدينة أسفي لم ينتج
الخوف والاستسلام بل أعاد الوهج لجذوة الصمود، وأجج الإصرار لدى الطفلة
الصغيرة التي فرضت نفسها في المشهد السياسي والاجتماعي واشتدت لديها
الرغبة على مواصلة التظاهر السلمي وانتزاع مساحات إضافية من الحرية
ومقاومة الفساد الذي ينخر جسم الدولة ومؤسساتها، فساهم استشهاده رحمه الله
في الرفع من المعنويات و اضطر العقل السياسي وذراعه الأمني أن يتراجعا
أمام تحدي الطفلة، رغم أنهما أعلنا عن منعها من الاحتجاجات تحت ذريعة واجب
احترام القانون وتوعدا من يتظاهر بالويل والثبور، فانتصر منطق الصمود
الصادق على منطقهما البئيس الذي أغفل أن " الروح عزيزة عند الله ".


هكذا يحصد فائض القمع نتائجه في الاتجاه المعاكس.

لا
يهم لدى محاربي الإصلاح إن زاد الاحتقان، ولا يهم لو امتزج مداد الدستور
الجديد بقطرات من دم، ولا يهم لو تآكلت مصداقية المؤسسات و ارتفع سقف
المطالب و لهجة الشعارات التي ربما تقتبس آخر إبداعات القاموس التونسي و
المصري و اليمني و السوري، المهم لديهم ولدى من آزرهم بصمته هو ربح الوقت
مهما كان الثمن الذي سيؤديه الجميع من أبناء الوطن.

هذا
الفائض سيساهم في نمو الطفلة فتصبح مراهقة مشاغبة يستحيل لجم طاقتها،
ويزداد نضجها وتتحصن ضد الاستفزاز و تحافظ على تعدد مرجعياتها و تنجح في
تدبير اختلافاتها و تتمسك بمطالبها و أهدافها الإصلاحية و منهجها السلمي
وما ذلك على الله بعزيز.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

فائض القمع والاتجاه المعاكس :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

فائض القمع والاتجاه المعاكس

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ارتفاع فائض طاقة إنتاج النفط بالعالم
» الاتجاه المعاكس: من منزل عال إلى خفض؟ أحمد عمر
» حتى لا يتحول 'الاتجاه المعاكس إلى 'بلا حدود'؟ أحمد عمر
» الربيع العربي.. لبنان في الاتجاه المعاكس نهاية الحداثة
» بشرى سارة: مطرقة في برنامج 'الاتجاه المعاكس' بدلا من الاكورديون

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: