** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 اين بيروت من دمشق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3164

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

اين بيروت من دمشق Empty
24052011
مُساهمةاين بيروت من دمشق

اين بيروت من دمشق؟


الياس خوري










2011-05-23




اين بيروت من دمشق 23qpt998

















لم ار بيروت حزينة كما اليوم.
لم ارها عاجزة عن
الكلام، وغارقة في الخجل مثلما هي اليوم.
حتى عندما كانت تحت القصف
والخوف، لم تكن بيروت خائفة كخوفها اليوم.
لا، هذه ليست بيروت.
هذه
مدينة لا تشبه بيروت، مدينة تختنق فيها الكلمات ولا تجد فيها الحرية زاوية
تلتجىء اليها.
هذه مدينة مخجلة ومتواطئة مع القاتل.
بيروت تعرف ان
الصمت مشاركة في الجريمة، ومع ذلك تصمت.
في الشام يقتل شعب بالرصاص
وتداس وجوه الناس بالأحذية، في الشام شعب كامل ينتفض لكرامته وحريته وحقه
في الحياة.
والشام ليست بعيدة عن بيروت، ولكن بيروت تبتعد عن نفسها.
صحافتها
نصف صامتة، واعلامها اخرس، واذا تكلمت فالخجل يتكلم من خلالها وليس
الحرية.
ساحاتها خالية، واذا جرؤ بعض الشبان والشابات على تنظيم اعتصام
صغير صامت، كي يضيئوا الشموع تحية لأرواح الشهداء في سورية، يأتي شبيحة
النظام الأمني المشترك ويدوسون الشموع، ويزأرون بهتافات تمجد الديكتاتور.
مثقفوها
يدارون خجلهم وصمتهم متعللين بالظروف، وان حكى بعض الشجعان فيهم، فان
كلامه لا يبرىء الصمت من صمته.
هذه ليست بيروت.
اما السياسيون
فيتصرفون كرجال المافيا. يتغرغرون بكلام سمج عن عدم التدخل في الشؤون
الداخلية السورية، بينما يعرقل رجال الأمن قدوم اللاجئين السوريين الهاربين
من المذبحة.
الأمن الموازي يهدد السوريين في لبنان، ويتم احصاء
النازحين، وتوجه الاهانة الى من اثبت انه شعب على استعداد للموت كي لا
يهان.
لن اتحدث عن ابطال 'الممانعة'، لن اسأل المقاومين كيف يغمضون
عيونهم. فأنا اعرف ان الطائفية لا تغلق عيون اللبنانيين فقط بل تحولهم الى
عنصريين.
كل طائفي عنصري، وكل بنية طائفية هي شكل عنصري.
لن اسأل
زعماء الطوائف عن صمتهم، فالأفضل ان يصمتوا، بعدما استمعنا الى ما قالوه
عبر فضيحة وثائق ويكيليكس.
والطائفيون يكررون اليوم خطيئتهم الأصلية.
حلفاء
النظام السوري مخطئون في حماستهم لنظام يترنح، لأنهم يخافون من ان يكون
سقوطه مقدمة لاسقاط هيمنتهم السياسية التي هي الاسم الآخر لفسادهم ونهبهم.
واعداء
النظام السوري مخطئون في انتظاريتهم، لأنهم ينتظرون اشارة لم تأت من سيدهم
السعودي، وهم متخوفون من اللا قرار الامريكي حول مصير النظام، ومن التعاطف
الاسرائيلي مع نظام شرح لنا المليونير رامي مخلوف معانيه.
كل هذه
الحثالة من السياسيين تتلوث اليوم بعار الصمت والتواطؤ.
الشعب السوري في
انتفاضته البطولية المجيدة، في صبره وتفانيه وشجاعته، يعلن فضيحة مزدوجة:
فضيحة النظام السوري بالقمع الوحشي والدم المراق، وفضيحة النظام اللبناني
بالجبن والسفاهة.
نستطيع ان نحلل اسباب هذا الصمت المتذاكي، او اسباب
الدعم المتغابي للنظام السوري، كما نستطيع ان نفهم ان لبنان الذي استطاعت
الطوائف اجهاض استقلاله وتحجيم مقاومته وتصغيرها، بات عاجزا ومشلولا وفاقد
الارادة.
لكنني لا استطيع ان افهم لماذا تنتحر بيروت بالصمت.
المدينة
التي قاومت الغزاة الاسرائيليين واحتملت القصف والجوع والحصار، تبدو اليوم
خائفة من مجموعة من الزعران والبلطجية الذين يصادرون صوتها.
شارع
الحمرا، الذي كان عنوانا ثقافياً للحرية تستولي عليه مجموعة من الفاشيين
الذين يروعون الناس بأسلحتهم الجاهزة للاستعمال.
هذه البيروت ليست
بيروتنا،
وهذه الصورة الخانعة لثقافة الصمت ليست ثقافتنا،
وهذه
اللامبالاة الذليلة ليست لا مبالاتنا.
لا اعرف كيف اداري خجلي من نفسي
ومنكم ايها الناس.
السوريون والسوريات يواجهون القمع بالموت، اما بيروت
التي استقالت من نفسها، وصارت مجرد زواريب للطائفيين والفاشيين فانها تموت
من دون ان تواجه، تنتحر ويُنحر صوتها على مذبح الخوف والمهانة.
لا اعرف
كيف انهي هذا المقال، فلقد بدأت في كتابته كرسالة اعتذار من بيروت الى
دمشق، وكوعد بأن لقاء الحرية لا بد وان يجمع المدينتين اللتين عانتا كثيرا
من القمع والترهيب.
كنت اريد ان استعيد صوت سمير قصير الذي كان اول من
زرع ياسمين الحرية في الشام، وروى بدمه ربيع العرب قبل ان يبدأ.
لكنني
عاجز عن الكلام.
اشعر بالعار والعجز، واحس ان صوتي يختنق، وان بيروت
التي كتبتها وكتبتني تتلاشى امام عيني، وانا ارى كيف تغرق المدينة في الخوف
وتفترسها اللامبالاة.
لكن رغم القمع والخوف فان لا شيء يستطيع ان يمحو
واقعا مشتركا تعيشه المدينتان المسورتان بالتخويف.
سوف يفي الوعد
بوعوده، وسيحملنا الحلم صوب الشام وفلسطين.
اما مرحلة هيمنة الخوف
فستنطوي كذاكرة لا نريد لها ان تعود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

اين بيروت من دمشق :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

اين بيروت من دمشق

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: