انباء عن 'محاولة انقلابية لاعادته للحكم ضمن الثورة المضادة' بعد شهر على
تنحيته
مبارك من امبراطور غير متوج في قصر
'الجواهرجي' الى متهم 'مش لاقي حد يدافع عنه في الجنايات'
2011-03-11
لندن 'القدس العربي' من خالد الشامي: مع مرور شهر
على تنحية الرئيس المصري السابق حسني مبارك، تتضارب التكهنات حول حالته
الصحية والنفسية، بعد التغييرات الهائلة التي طرأت على اسلوب حياته
وعلاقاته داخل مصر وخارجها.
وحسب تصريحات المستشار عاصم الجوهري مساعد
وزير العدل للكسب غير المشروع، فان مبارك اصبح مواطنا عاديا بلا اي حصانات،
وسيمثل شخصيا امام جهات التحقيق اذا تم استدعاؤه لاستجوابه حول التهم
الموجهة اليه، وهي التربح من وظيفته العامة، وتسهيل الاستيلاء على المال
العام. وهكذا فان مبارك قد يجد نفسه متهما امام النيابة خلال ايام، بعد ان
نادى الحاجب في محكمة جنايات القاهرة على اسمه كاملا (محمد حسني السيد
مبارك) الاسبوع الماضي، ولم يجب، كما لم تجد المحكمة محاميا موكلا منه، الا
ان ذلك لم يمنعها من تأييد القرار الصادر عن النائب العام بمنعه من السفر
والتحفظ على امواله مع افراد عائلته.
وكان المحامي محمد حمودة الذي وكله
مبارك امتنع عن الحضور بعد ان قرر الانسحاب من القضية، كما رفض محامون
اخرون الدفاع عن مبارك، كل لاسبابه، فقال مرتضى منصور انه اعتذر عن عدم
الدفاع عن مبارك حتى لا يظن البعض انه حصل على مكاسب في عهده تلزمه بذلك،
كما تحجج رئيس البرلمان الدكتور فتحي سرور وهو احد جهابذة القانون الجنائي
في مصر بأن منصبه التشريعي في عهد مبارك يمنعه من الدفاع عنه امام المحكمة.
اما المحامي فريد الديب، المعروف بقبوله القضايا الصعبة والمثيرة
للجدل، فقال لـ'القدس العربي' حول ان كان قبل الدفاع عن مبارك 'الموضوع في
غاية الحساسية، وارجو ان تعفيني من الاجابة، فانا اريد ان اؤدي واجبي بعيدا
عن الاعلام'. ونقل عن المحامي المخضرم بهاء ابوشقة انه رفض طلبا من جمال
مبارك بالدفاع عنه. ونقل شهود اثناء اجتماع رئيس الحكومة مع عدد من رؤساء
التحرير امس الاول، عن النقيب المستقيل للصحافيين مكرم محمد احمد انه سخر
من الحديث حول 'الثورة المضادة'، وقال 'هو مبارك لاقي حد يدافع عنه'.
مبارك،
الذي كان اي محام مصري يحلم بأن يتلقى اتصالا منه قبل اسابيع، اصبح يواجه
صعوبة في العثور على محام يقبل ان يدافع عنه. فأين ذهب المستشارون
القانونيون الذين طالما استعان بهم لتعديل الدستور والقوانين بين ليلة
وضحاها؟
ولكن اولئك المستشارين او 'ترزية القوانين' كما يسمونهم في مصر
لم يختفوا وحدهم من حياة مبارك التي تبدلت بشكل دراماتيكي منذ خطاب عمر
سليمان الشهير في الحادي عشر من الشهر الماضي. اذ ان الرئيس السابق لم يعد
يستطيع ان يكلف السفارات المصرية في اوروبا لاستحضار ملابسه وملابس العائلة
من ارقى بيوت الازياء.
وحسب الدكتور بطرس غالي في كتابه 'خمس سنوات في
بيت من زجاج' فان مبارك كان مولعا دائما بالبذلات الفخمة، رغم انه كان
يقول في بعض احاديثه انه فلاح ويحب الحياة البسيطة. كما سيفتقد مبارك المقر
الرئاسي في القاهرة او قصر العروبة الذي يسميه مساعدوه قصر 'الجواهرجي'
بسبب فخامته وسعته. ولقد كان هذا القصر في العهد الملكي واحدا من اعظم
الفنادق في الشرق، وكان يدعى 'هليوبوليس بالاس' ويضم اربعمئة غرفة نوم.
وسيفتقد
مبارك الجيش العرمرم من الحراس والسكرتارية والمساعدين والموظفين الذين
كانوا يعملون تحت اشرافه وامرة زكريا عزمي امين رئاسة الجمهورية، الذي نجح
في 'الاستفراد بأذني' الرئيس ومنع اي شخص من ان 'يبلغه بحاجة تزعله' حفاظا
على صحته. ويبدو ان الرئيس كان مولعا اكثر مما يظن بكرة القدم اذ طلب من
مساعديه تركيب شاشة ضخمة في غرفة نومه، لمشاهدة المباريات وهو يرتدي
البيجاما حسب تقارير.
وتناقلت مواقع على الانترنت امس انباء عن محاولة
انقلابية قام بها مقربون لمبارك لاعادته الى الحكم بحجة انه لم يوقع على اي
ورقة تفيد بتنحيه، وان ما حدث في الحادي عشر من الشهر الماضي هو انقلاب
عسكري مدعوم من الولايات المتحدة. وكانت صحف اسرائيلية نقلت كلاما مماثلا
عن مبارك في محادثة هاتفية مع العاهل السعودي عقب عودته من الخارج. وقالت
المواقع ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة سمح للمتظاهرين باقتحام مقار امن
الدولة انتقاما للمحاولة الانقلابية، وهو ما كان يلمح اليه رئيس الحكومة
قبل يومين عندما اشار الى 'ادلة على وجود ثورة مضادة'.
وقال مؤيدون
للثورة ان نشر الفوضى والفتنة وانهيار الدولة وحده يمكن ان ينقذ مبارك
واعوانه من محاكمات ستنتهي بهم الى السجن، متوقعين ان تستمر القوى المضادة
للثورة في عملها