إلى قائمة طويلة من الدول العربية التي تواجه حركات احتجاجية متواصلة،
بعدما شارك الآلاف في تظاهرات في مدن عدة، بينها الرباط والدار البيضاء،
للمطالبة بإصلاحات سياسية في المملكة. وخرج أكثر من ألفي شخص إلى شوارع
العاصمة الرباط وهم يهتفون «الشعب يريد التغيير». وردّد المشاركون في
الاحتجاج شعارات ترفض الدستور، بعدما قالوا إنه صيغ للعبيد، وطالبوا بإسقاط
الحكم المطلق.
وطالب البعض رئيس الوزراء عباس الفاسي بالرحيل، لكن اللافتات والشعارات
لم تتضمن هجمات مباشرة على الملك، فيما تظاهر أكثر من ألف في الدار البيضاء
يطالبون بـ«الحرية والكرامة والعدالة».
وفي إيران، ذكرت مواقع عديدة للمعارضة الإيرانية، على الإنترنت، أن عدداً
من المدن، بينها طهران وأصفهان وشيراز، شهدت تظاهرات مناهضة للحكومة، فيما
اعتقلت السلطات الإيرانية، لبعض الوقت، ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي
رفسنجاني، لمشاركتها في الاحتجاجات. وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»
أنه «جرى التعرف إلى فائزة رفسنجاني واعتقلتها قوات الأمن في طهران أثناء
إدلائها بتصريحات فظّة وترديدها هتافات مستفزّة».
أما في الكويت، فقتل شخص وأصيب العشرات بعدما أطلقت الشرطة الكويتية الغاز
المسيل للدموع على 300 من أفراد فئة البدون المطالبين بتسوية وضعهم ومنحهم
الجنسية الكويتية. وفي السياق، نقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن ناشطين
حقوقيين قولهم إن نحو 120 شخصاً اعتُقلوا خلال التظاهرات، مشيرةً إلى أن
وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح أقرّ باعتقال 42 شخصاً فقط، مطالبة
بالإفراج عنهم أو إحالتهم على القضاء.
من جهتها، شهدت الجزائر أول من أمس صدامات بين شرطة مكافحة الشغب وقرابة
500 محتج حاولوا تنظيم مسيرة بدعوة من جماعات حقوق الإنسان وبعض نقابات
العمال وأحد أحزاب المعارضة، متحدّين قراراً يحظر التظاهر في العاصمة.
وردّد المحتشدون هتافات تطالب بالحرية والديموقراطية، وحاولوا الوصول إلى
ميدان «أول مايو»، ولكن الشرطة أبعدتهم إلى مكان قريب باستخدام الهراوات.
ودُفع المتظاهرون إلى فناء مجمع سكني، حيث أحاط بهم رجال شرطة بخوذ ودروع
واقية، إضافة إلى مئات من المارة وبعض المتظاهرين المؤيّدين للحكومة، فيما
ألقت الشرطة القبض على بلعيد عبريكة المعارض البارز والمدافع عن حقوق أقلية
البربر في الجزائر.
وفي جيبوتي، أعلن المدّعي العام، جاما سليمان، اعتقال السلطات ثلاثة
سياسيين بارزين من المعارضة، بعدما شهدت البلاد، على مدى يومين، صدامات بين
شرطة مكافحة الشغب ومحتجين مناهضين للحكومة يطالبون بتنحية الرئيس إسماعيل
عمر جيلي، الموجود في السلطة منذ عام 1999، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح
العشرات.
في غضون ذلك، أكد أمين أمانة الشباب في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في
السودان، عبد المنعم السني، أن الرئيس عمر البشير لن يترشح لدورة رئاسية
جديدة، وأنه سيرشح شخصاً آخر في نهاية دورته الحالية. ونفى السني أن يكون
شباب الحزب قد طالبوا بتنحّي البشير، بعدما قدّموا رؤية لإصلاح هيكلية
العمل داخل الحزب، فيما أعلن الرئيس السوداني توجهاً نحو إجراء تعديلات
واسعة في الدستور الانتقالي لبلاده، متعهّداً بتوسيع المشاركة السياسية
«بمفهوم يختلف عن مفهوم الأحزاب المعارضة المرتكز على الحكومة القومية أو
الانتقالية».
أما في العراق، فقد حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من احتمال استهداف
المتظاهرين في العراق من قبل أشخاص يرتدون زيّ الشرطة، مؤكداً أنه «ليس
لدينا في السجون غير الإرهابيين»، ولا وجود للإعلاميين وسجناء الرأي»، فيما
نفت قيادة عمليات بغداد «أن تكون وفاة مواطن يدعى رياض عبد الزهرة، أثناء
تظاهرة سلمية في منطقة الباب الشرقي في بغداد أول أمس، ناجمة عن اعتداء
القوات الأمنية عليه».
وفي الأردن، أعلن الملك عبد الله الثاني أنه لا شيء يمكن أن يؤثر على سياسة
الانفتاح وثقافة التعددية كثابتتين أردنيّتين، مؤكداً ضرورة «التوافق على
قانون الانتخاب»، فيما أعلن المعارض الأردني البارز ليث شبيلات أنه يخضع
لحراسة أمنية مسلحة منذ أيام، «خشية تعرّضه لأيّ اعتداءات من بعض
المتذبذبين للنظام».