لم يتعلّم الغبيّ القذّافي الدّرس من صديقه العزيز عليه زين العابدين بن عليّ إذ ردّ بالدّم على المٌحتجّين فكان مآله الطّرد رغم دعمٍ لامحدودٍ حضِي به من مافيات واشنطن/باريس ولم يتفادى الخلع،ولم يتمعّن المعمّر في ما جرى في ميادين الحٌرّية في مصر من بلطجة وقمع

[b]لم يتعلّم الغبيّ القذّافي الدّرس من صديقه العزيز
عليه زين العابدين بن عليّ إذ ردّ بالدّم على المٌحتجّين فكان مآله الطّرد
رغم دعمٍ لامحدودٍ حضِي به من مافيات واشنطن/باريس ولم يتفادى الخلع،ولم
يتمعّن المعمّر في ما جرى في ميادين الحٌرّية في مصر من بلطجة وقمعٍ أسود
فإنتهج نفس الدّرب مع جماهير خرجت عليه من حيث لم يتوقّع مطالبةٍ إيّاه
بالرّحيل فردّت قواه القمعيّة بإطلاق الرّصاص الحيّ على صدور عٌزّلٍ ملكوا
من السِّلاح حناجر تهتزّ لها العروش،وكان الإسناد الرِّجعيّ الآخر مجموعات
مٌسلّحة بالهراوات من بلطجيّة أفارقة مستفيدين من مِنح العقيد وعطايا لجانه
الرِّجعيّة،ومنذ الخامس عشر من شباط/فبراير،خرج ما يٌقارب من 12ألف متظاهر
في بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبيّة في الشّمال الشّرقيّ من البلاد على ضفاف
المتوسّط تنديدًا بعقود تجاوزت الأربعة من حكمٍ هجين غريب خارجٍ عن
التّاريخ للقذّافي وعائلته،ومباشرةً،وبدون تمهيدٍ،إرتفعت شعارات مدوِّيةٍ
تٌنادي بإسقاط النِّظام ليردّ الأمن القمعيّ بإطلاق رصاصٍ مطّاطيٍّ وقنابل
غاز مٌسيلٍ للدٌّموع وهجومٍ لأعوانٍ في زيٍّ مدنيٍّ خلّفوا أكثر من 14جريحٍ
وقتيلٍ واحدٍ على الأقلّ،الحصيلة لم تتوقّف ولم تضعف وتيرة الإحتجاجات
التي أخذت في التّوسّع غربًا وجنوبًا،وأخذت منحى خطير على النِّظام وواعد
للشّعب ووصلت حدود الزّنتان وأنباء عن يفرن وموجة مسيرات في الكٌفرة في
أقصى جنوب شرق البلاد لتٌسفر عن حرق مراكز أمن القذّافي ومقرّات لجان
رجعِيّة ويتمّ الإعلان عن خميس الغضب وتكون مجزرة بكلّ ما في الكلمة من
معنى يرتكبها الأرعن المدعوم من مافيا روما وتتجنّبه عصابات واشنطن وتلتزم
الصّمت لندن إزاءه ومن قال أنّ أوكار اللّيبراليّة قديمها وحديثها بمنأى عن
تداعيات إنتفاضات الشّعوب إن لم تكن المٌتسبِّب الرّئيسيّ فيها.

في
مدينة البيضاء شرق البلاد على تخوم بنغازي،أعلن الاهالي مدينتهم مٌحرّرةً
من سلطة العقيد،وقاموا بتحرير سٌجناء لدى "الأمن العامّ"،وقاموا بحرق كلّ
ما له علاقة بنظام القذّافي،ومنهم من حرث مهبط الطّائرات في الأبرق منعًا
لهبوط تعزيزات من الجوّ،وحاول النّجل المرغوب أوروبيًّا سيف الإسلام
التّفاوض عبر مستشاريه مع الأهالي فجٌوبه بالرّفض القاطع وتعالت هتافات
للإطاحة بالقذّافي.
إختارت جماهير الغضب في ليبيا يوم الخميس
17شباط/فبراير لرمزيّته العالية،فقبل خمس سنوات في ذات اليوم،خرجت مسيرة في
بنغازي للتّنديد بتصريحات الوزير الفاشيّ الإيطالي روبرتو كالديرولى فحصدت
بنادق حليفه القذّافي أرواح عددٍ من المتظاهرين،ولا تزال نفس البنادق تقوم
بدورها في أجدابيا بعدما حصدت بالأمس 24شهيدًا معظمهم في البيضاء
المٌحرّرة،وإعترف أحد الجنود الأفارقة بتلقّيهم وعدًا من السّاعدي القذّافي
بمبلغ 1200دولار مقابل كلّ جثّة مخرّبة بالرّصاص،علمًا وأنّ هناك مواطنين
متجمهرين في مركز قوّة العقيد أي العاصمة طرابلس إقتحموا وحداتٍ سكنيّةٍ
وٌعدوا بها ويتأهّبون كما تتناقل المنتديات الإجتماعيّة لحملة مسيرات تٌسقط
مشاهد مسيرات الولاء والتّأييد لنظام متآكل.

إقتصاديًّا،حلت ليبيا
الثامنة عربيا والـ57 عالميا بنصيب فرد 14884 دولارا في العام 2010 مقابل
14328 دولارا في العام 2009، وذلك في قائمة مجلة "جلوبال فاينانس" لأغنى
وأفقر دول العالم عربيا وعالميا من بين 182 دولة شملتها هذه القائمة ،كما
توقعت خبيرة نفطية دولية أن تؤدي عمليات البحث والتنقيب الجديدة في ليبيا
إلى تحقيق اكتشافات إضافية، ترفع حصيلة الكميات الموجودة حالياً في البلاد
من النفط والغاز إلى مستويات أكبر من المتصور، معتبرة أن هذا الأمر يبرر
مسارعة كبرى شركات الطاقة لمحاولة دخول هذه السوق.السّؤال هنا إلى أين تذهب
هذه الثّروات التي تقابلها مشاهد بؤس وفقر وتلوّث وحسابات متضخِّمة للعقيد
وأبنائه ومن هم في بطانتهم،مرفوقة بعمليّة سياسيّة هزليّةٍ تقطع مع كلّ ما
له علاقة بالتقدّم وإنخراط متسارع في لبرلة الإقتصاد المٌركّز في خدمة
طٌغمة ومباركةٍ من عصابات الحكم في عواصم اللّيبراليّة التي حرّكت التّاريخ
للوراء وعطّلت تنمية الشٌّعوب فلا معنى لأرقام نصيب الفرد من الناتج
المحلّي الإجمالي إذا لم يتمكّن من قبض هذا المبلغ ولا معنى لخدمات موجودة
كمباني لكنّها مٌفرغة من وظائفها ولا معنًى لمراتب عالميّة متقدِّمة في ظلّ
واقع شعبٍ يعاني تتآكل شبابه البطالة ونٌخبه مٌغيّبة والبؤس مظهر طاغي على
سمات المٌدن والعشائريّة مدعومة من العقيد لضمان دوام إطلاقيّة حٌكمه.

في
إجراءات فاشلة،قامت "السّلطة"بحجب مواقع للنت وصفحات نٌشطاء وإعتقالات
إستباقيّة ومداهمات في غرب البلاد وإغلاق معابر حدوديّة وإضعاف التغطية
الهاتفيّة مرفوقة بمراسلات من شركات الإتّصالات تتضمّن تهديدًا بالمساس
بأربعة مٌحرّمات عمودها العقيد وأبناؤه وأرجأت إنعقاد مهازل مؤتمرات الشّعب
العامّة وأرسلت تأجيلاً للقمّة العربيّة على مستوى الرٌّؤساء وأعلن المصرف
الرِّفيّ عن الشٌّروع في توزيع 3700 قرض فلاحيّ وتعالت النِّداءات
بالإلتحاق بالبنوك لقبض الأموال وكما أسلفنا القول:الرِّشوة الإجتماعيّة
المدفوعة من سلطة متآكلةٍ لا تنفع،فجماهير الغضب قالت كلمتها ولن تكون
بأقلّ من جماهير تونس ومصر وموجة التحرّر الدِّيمقراطيّ الحقيقيّ آتية لا
ريب فيها مٌسقطةً أنظمة/فوضات تدعمها مافيات الضِّفاف الشّماليّة
للمٌتوسِّط والأطلسيّ.

لشهداء ليبيا وأحرارها:لكم المجد

[/b]