الشرق الاوسط: الحقائق تشوش العقول
زلمان شوفال
2011-02-16
في محاضرة القاها في مؤتمر هرتسيليا الاسبوع الماضي
ادعى الجنرال المتقاعد جيمس جونز، الذي كان منذ وقت قصير مضى مستشار الامن
القومي للرئيس اوباما بان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو اصل كل المشاكل
في الشرق الاوسط، ولا سيما مشاكل الولايات المتحدة.
وبأسلوب شبه توراتي
تنبأ بانه 'لو أن الرب بعظمته كان يقف امام الرئيس اوباما ويسأله ما الذي
يختاره لو وقعت في يده امكانية ان يفعل شيئا ما، واحدا فقط كي يجعل العالم
مكانا افضل لرد الرئيس بحزم: اقامة دولتين في الشرق الاوسط.'
اذا كانت
اقوال جيمس جونز تعكس باخلاص المزاج النفسي لزعيمه السابق، فانها تشرح
بعضا من الخطوات التي اتخذتها الادارة في السنتين الاخيرتين.
ولكن
المسألة الحقيقية الان هي اذا كان ما يحصل في العالم العربي سيؤدي الى
تغيير في تقويم الوضع وسلم اولويات واشنطن في الشرق الاوسط ام ربما سيستمر
نهج 'لا تشوشوا عقولنا بالحقائق'، بالنسبة للواقع في منطقتنا.
محاضرة
جونز وان كانت لم تبعث على اهتمام عالمي كبير، ولكن يجدر اعطاء الرأي في
أنها عبرت عن الموقف السائد لدى جزء لا بأس به من المؤسسة السياسية
الامنية في الولايات المتحدة. وهذه نظرة يتشارك فيها الديمقراطيون
والجمهوريون، ولهذه المجموعة تأثير حتى وان لم يكن مقررا.
وهذا غريب.
اذ ان تونس ومصر واليمن، اثبتت على نحو بارز ان الموضوع الفلسطيني ورؤية
دولتين لا يوجد في بؤرة اهتمام الجماهير التي تظاهرت في الشوارع. ولكن لا
يمكن استبعاد امكانية أنه بينما في باقي المواضيع الشرق اوسطية ستنجر
امريكا واوروبا وراء الاحداث فانهم سيرغبون في الاثبات للعالم العربي
ولانفسهم بانهم بالذات في المسألة الفلسطينية 'يفعلون شيئا'، وذلك رغم ان
زعماء العالم العربي لم ينتعشوا بعد مما يفسرونه كخيانة من واشنطن لمبارك،
وما يهمهم حقا هو الخطوات التي تتخذها امريكا او لا تتخذها تجاه ايران. وفي
هذا الموضوع تجدر الاشارة الى أن الجماهير العربية قد يكون لها نهج يختلف
عن نهج زعمائها، الا انهم هم ايضا قلقون اساسا من مسائل داخلية وليس من
شؤون فلسطين.
الامور تتداخل مع اقوال وزير الخارجية البريطاني وليم
هيغ، الذي ادعى في نهاية الاسبوع بانه بسبب الاحداث في العالم العربي فان
'المسيرة السلمية قد تدحر الى الوراء.' ولكن اذا كان هكذا هو الحال، فكيف
يمكن للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني ان يعتبر أبا كل المشاكل في الشرق
الاوسط.
في واقع الحال، الوضع معاكس. الفوضى في العالم العربي تثبت
سخافة الادعاء بان الموضوع الفلسطيني هو مصدر كل المشاكل. فامام المسيرة
السياسية توجد بالفعل عوائق بعضها قديمة، بعضها جديدة ولكن اسرائيل تواصل
البحث مع الولايات المتحدة، بما فيها في هذه الايام، عن امكانيات مختلفة
لاعادة تحريكها. ليس بسبب الصلة المزعومة، برأي الجنرال جونز والوزير هيغ،
بل لان هذه مصلحة اسرائيلية.
رغم الاسف، فان القيادة الفلسطينية توصل
رفضها. فضلا عن ذلك فان وثائق الجزيرة تدل على ان التنازلات الاسرائيلية
مهما كانت سخية او حتى كما يمكن القول هاذية وخطيرة لم تدفع الفلسطينيين
الى التراجع عن مواقفهم. لا في موضوع 'حق العودة'، لا في موضوع القدس، لا
في موضوع الحدود ولا في موضوع الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي.
ومثلما يشهد اولمرت، بان الخرائط التي كان يشار فيها الى التنازلات
الاقليمية الاسرائيلية بقيت لدى ابو مازن الذي لم يكلف نفسه حتى عناء
العودة اليه.
اسرائيل اليوم 16/2/2011
ابوعبدالله العربي - في ثورة تونس ومصر كانت
القضية
الفلسطينية من الأولويات ولو بشكل غي مباشر لأن الشعوب العربية تعلم جيداً
ان تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة تبدأ بتحرير العالم العربي من
الحكام العرب عملاء امريكا واسرائيل