** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 لا فرعون بعد اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

لا فرعون بعد اليوم Empty
16022011
مُساهمةلا فرعون بعد اليوم

حتي يوم‏11‏ فبراير الماضي كانت ثقافتنا السياسية مؤسسة علي إضفاء هالة من القداسة علي الحاكم




واعتباره فوق مستوي النقد والمساءلة وأنه ملهم بقبس هابط من السماء‏.‏
وبالرغم من أن غالبية دول العالم قد نجحت في التخلص من هذه العقدة خلال
القرن العشرين‏,‏ فصارت تحترم حاكمها‏,‏ لكنها تعتبره إنسانا تحتمل قرارته
الخطأ والصواب‏,‏ فقد ظلت مصر والشعوب العربية لديها مناعة خاصة ضد هذا
التطور الحاسم في العلاقة بين الحاكم والمحكومين‏.‏
لذلك فقد كانت ثورة‏25‏ يناير إعصارا حطم أسطورة الزعيم المنزه عن
الخطأ‏,‏ وتكسرت ثقافة عبادة فرعون علي صخرة الإرادة الحديدية للأبطال
الذين سقطوا شهداء في ثورة‏25‏ يناير والملايين الذين أصروا علي عدم ترك
ساحة الاحتجاج قبل إسقاط النظام ورفضوا قبول التنازلات التي قدمها النظام
السابق بالقطارة‏.‏ لقد زلزلت الثورة كل المعتقدات البالية وفتحت الباب علي
مصراعيه أمام أجيال جديدة ستعيش بإذن الله في ظل الديمقراطية والحرية
والرخاء‏.‏
كانت ثقافة عبادة فرعون هي التي أخرت رحيل الرئيس السابق حسني مبارك وجعلت
الشارع المصري يغلي لمدة‏18‏ يوما سقط فيها أكثر من‏300‏ شهيد وآلاف
الجرحي‏.‏ كانت هذه الثقافة هي التي جعلت الكثيرين يقولون للثوار‏:‏
كفي‏..‏ عودوا إلي بيوتكم‏,‏ لقد تنازل الرئيس بما فيه الكفاية‏.‏
كانت هذه الثقافة هي التي جعلت الكثيرين يستهولون ما يحدث ويشيعون أن
الاقتصاد المصري سينهار وأن الخراب سيعم علي البلاد إذا ترك مبارك الحكم‏.‏
كانت هذه الثقافة السياسية راسخة في وجدان الناس وفي اللاوعي الجماعي
للإنسان المصري لأنها نتاج آلاف السنين من الخضوع للحاكم والقبول بحكم
الفرد‏.‏ ومن يقرأ تاريخ مصر يتضح له أن الشعب كان يثور علي الأجنبي غير
المسلم في عصور كانت فيه الهوية الدينية هي الأعلي‏.‏ فلم يثر الشعب علي
الأتراك عندما احتلوا مصر‏.‏ لكنهم ثاروا علي الفرنسيين خلال حملة بونابارت
ثم ضد الانجليز خلال ثورة‏1919‏ العظيمة‏.‏ أما الحاكم الذي يعتبرونه من
صلبهم لأنه من دينهم فكانوا يتحملون ظلمه وعسفه واستبداده‏.‏ وكانت
التقاليد المأخوذة عن الثقافة العربية أن شيخ الجامع يدعو للحاكم في نهاية
خطبة الجمعة ويسبح بحمده‏.‏
لكن الثوار كانوا يدركون بالحدس واللاوعي أنه لا بد من إسقاط النظام وأنه
لو بقي مبارك وخمدت ثورة الشعب فستظل ثقافة تقديس فرعون قائمة وسيظل
المصريون لا يجترئون علي انتقاد السلطة‏.‏
وقد استمات عبدة فرعون لإبقائه علي العرش‏,‏ ليس فقط لأنهم كانوا مستفيدين
من وجوده وإنما كذلك لأنهم مقتنعون بأن خلعه بإرادة شعبية سيغير إحدي أهم
ثوابت الثقافة السياسية وسيبدل وجه مصر تماما ويحدث ثورة في العقول ويقلب
كل الموازين التي استكان لها المصريون قرونا طويلة‏.‏ كان عبدة فرعون يصفون
الثوار في ميدان التحرير بأنهم شوية عيال ولا يعقل أن يطيحوا بالنظام‏.‏
لم يكن يدور بخلدهم أن السلطة والدولة بأجهزتها البوليسية والقمعية ستنهار
كقصر بني من أوراق الكوتشينة هبت عليه بعض الريح‏.‏
لكن هذا المنطق الذي ساد لأكثر من خمسة آلاف عام قد انهار وتداعي أمام
عزيمة الشعب المصري وإصرار الأبطال‏.‏ لقد دخلت مصر يوم الجمعة‏11‏ فبراير
في عصر جديد وأشرقت عليها شمس الحرية‏.‏ عصر انتهي فيه حكم فرعون الذي لا
يسأل عما يفعل ولا يحاسب وليس للشعب يد في اختياره‏.‏
هذا الشباب صنع ما لم يصنعه أحد في مصر منذ نشوء الأسرة الأولي علي يد
مينا موحد القطرين‏.‏ فقد كان حاكم مصر يتعرض للاغتيال مثلما حدث لأخناتون
وقطز وأنور السادات وغيرهم‏.‏ كان يقتله أو يخلعه من حوله من حاشيته ورجاله
كما حدث كثيرا في عصر المماليك‏.‏ كانت تخلعه سلطة أعلي مثلما حدث لشجرة
الدر وللخديو عباس حلمي الذي أقصاه الانجليز عن الحكم في بداية الحرب
العالمية الأولي وجاءوا مكانه بالسلطان فؤاد‏.‏ كان الحاكم يجبر علي ترك
السلطة بفعل انقلاب عسكري كما حدث للملك فاروق‏.‏
أما أن يسقط بإرادة الشعب وبثورة الجماهير وبرغبة الرعية المغلوبين علي
أمرهم فهذا لم يحدث منذ أن أنشأ الملك مينا أول دولة موحدة في مصر
نحو‏3200‏ قبل الميلاد‏,‏ أي منذ أكثر من خمسة آلاف عام‏.‏
ما حدث يوم الجمعة الماضي هو أعظم حدث في تاريخ مصر‏,‏ لأنه خلص الإنسان
من الخوف وحرره من التبعية وقضي علي فكرة أن الحاكم معصوم من الخطأ وأنه
وحده يعرف مصلحة الشعب‏.‏
لكن رحيل مبارك ليس سوي نصف الطريق‏.‏ فقد نجح شعب مصر في أن يخلع رئيسا
بإرادته وتصميمه وشجاعته‏.‏ لكن المهم الآن أن يقوم الشعب المصري باختيار
أول رئيس له بمحض إرادته‏.‏ رئيس تختاره جموع الشعب من خلال صناديق
الاقتراع دون غش وتزوير وتدليس كما تعودنا خلال العقود الماضية‏.‏
المهمة الكبري التي يجب أن يركز الجميع عليها اليوم هي التحضير لانتخابات
حرة ونزيهة تأتي برئيس جديد يكون أول حاكم يختاره الشعب منذ بداية الدولة
المصرية القديمة‏.‏ فقد كان حكام مصر دائما يفرضون أنفسهم علي الشعب
بالقوة‏.‏ ومنذ سقط الفرعون نخطمبو بعد غزو الأسكندر الأكبر لمصر عام‏332‏
قبل الميلاد كان حكام مصر دائما من الأجانب وكان كثير منهم لا يعرفون
العربية‏.‏
وكانت هذه الأوضاع مقبولة طوال القرون الماضية لأسباب يطول شرحها‏.‏ لكن
القرن الحادي والعشرين يحمل قيما جديدة وطموحات مختلفة‏.‏ وآن الأوان أن
يقدم الشعب المصري علي خطوة عظمي أخري في تاريخه المجيد بعد أن نجح في خلع
الرئيس وهي أن يختار من يحكمه من خلال عملية ديمقراطية‏.‏
وأري أنه من الضروري علي المجلس العسكري الأعلي أو أية جهة تتولي الحقبة
الانتقالية أن تتخذ كل التدابير اللازمة لفتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية
في أسرع وقت ممكن بعد التمهيد القانوني لذلك وخاصة من خلال تعديل مواد
الدستور التي كانت قد فصلت ليكون الرئيس من يختاره الحزب الوطني الذي كان
يحكم البلاد‏.‏
فالنظام في مصر هو نظام رئاسي وأعتقد أنه ينبغي أن يظل كذلك‏.‏ وبالتالي
فإن أهم خطوة قادمة هي انتخاب رئيس الجمهورية في سبتمبر المقبل أو بعد ذلك
بقليل‏.‏ لكنه سيكون علي المرشحين أن يقدموا برامج واضحة المعالم وعلي
الشعب أن يختار المرشح الأفضل علي أساس برنامجه وليس لأي معيار آخر‏.‏
بهذا فقط يتم تكريس انتهاء ثقافة الحاكم الأوحد والملهم إلي غير رجعة‏.‏
لكن الديمقراطية لا تقتصر علي اختيار الرئيس فهناك آليات ومبادئ وضوابط لا
بد أن نعيها ونتعلمها‏.‏ وسوف يستلزم ذلك بضع سنوات‏.‏ لكن المهم أن مصر
الجديدة التي قامت علي أنقاض نظام مبارك البوليسي سوف تبني علي أسس جديدة
وتختار من يحكمها بإرادة شعبها‏.‏
فدماء الشهداء عصفت في بضعة أيام بخمسة آلاف عام من حكم الفرد في مصر‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لا فرعون بعد اليوم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لا فرعون بعد اليوم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: