القاهرة ــ «الشعب أسقط النظام». اختارت صحيفة
«الأهرام» الرسمية هذه الجملة عنواناً عريضاً لعددها الصادر أول من أمس، أي
غداة تنحي حسني مبارك. كذلك أصدرت ملحقاً خاصاً بالمناسبة حمل عنوان
«انتصرنا». والـ«نا» هنا بدت مجهولة: هل هو الشعب؟ أم الصحيفة؟ أمام هذا
العنوان، تذكّر كثيرون فضيحة الصورة الشهيرة التي تلاعبت بها الصحيفة
بواسطة الـ«فوتوشوب» لتنقل الرئيس المخلوع من الصفوف الخلفية في البيت
الأبيض إلى الصفوف الأمامية. إذاً «الأهرام» ما بعد الثورة كانت مختلفة
تماماً عما قبلها. وهو ما ينطبق على «الأهرام المسائي» التي غيّر رئيس
التحرير طارق حسن خطها السياسي ليصبح عنوان الجريدة يوم السبت «عهد جديد».
واستعانت بكتّاب أوقفوا طوال أيام الثورة ليكتبوا الآن عن «اللحظة
التاريخية»! أما جريدة «الجمهورية» التي كانت لسان حال وزارة الداخلية أيام
الثورة، ودافعت عن الوزير دفاعاً شرساً، متّهمة «الإخوان المسلمين»
بالوقوف وراء التظاهرات، فغيّرت خطابها. هكذا كان عنوانها الرئيسي مساء
السبت: «مبارك يتنحى والجيش يحكم... انتصرت ثورة 25 يناير... القوات
المسلحة تحيّي مبارك على ما قدمه للبلاد حرباً وسلماً، وتؤكد أنها ليست
بديلاً للشرعية».
الفكرة نفسها كررتها صحيفة «أخبار اليوم» الأسبوعية. جاء في عنوانها
الرئيسي: «ورحل مبارك... قواتنا المسلحة: أنا الشعب». ودعا رئيس تحريرها
ممتاز القط إلى محاكمة الفساد والمفسدين «بعدما كشفت الثورة البيضاء
الحقيقة التي لم نكن ندركها ولا نعيها». على جبهة الصحف المستقلة، عنونت
«المصري اليوم»: «الشعب أراد وأسقط النظام». وأعادت نشر صور الشهداء الذين
اغتالتهم الشرطة المصرية في التظاهرات تحت عنوان: «لو مت يا أمي ما تبكيش
أموت علشان بلدي تعيش». «الشروق» من جهتها كتبت بالعنوان العريض «ارفع رأسك
أنت مصري»، بينما اختارت «الدستور» عنوان «أخيراً تنحى». انطلاقاً من
الواقع الجديد، طرد الصحافيون في مؤسسات «الأهرام»، و«الشرق الأوسط»،
و«صباح الخير» و«المساء» رؤساء تحرير هذه الجرائد من مكاتبهم ودعوا إلى
جمعية عمومية لتأسيس مجالس تحرير تدير هذه الصحف حتى اختيار رؤساء جدد لها!
الديكتاتوريات العربـية بداية النهاية