معة 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، بقلم موقع الأوان
ليست الموقعة التي ستشهد المنازلة الكبرى بين مصر والجزائر للتأهّل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 بأقلّ من تلك الأيّام التي يتنادى فيها الناس إلى البدار والذبّ عن الحمى والدار. والمطّلع على الصحف في البلديْن وعلى المواقع التفاعليّة في الفايسبوك والتويتر يقف مذهولا من هذا الكمّ الهائل من التحشيد والتحميس والشحن إلى درجة صارت معها العلاقات بين البلديْن مهدّدة حقّا بفعل الهوس الشعبيّ المدعوم بالهوس شبه الرسميّ.
ولقد بدا، منذ عشيّة الخميس 12 – 11 ، أنّ الفتيل اشتعل فعلا عندما تعرّضت حافلة المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة وهي في طريقها من المطار إلى الفندق. وجاء الرد الجزائري باستدعاء الخارجيّة للسفير المصري واستفساره عن سبب حدوث هذا الأمر الذي عدّ " سابقة خطيرة ".
جريدة ( الخبر ) الجزائريّة، لحينها، كتبت تعليقا تحت عنوان ( اعتداء وحشي على المنتخب الوطني في القاهرة ):
" تعرّضت، أمس، الحافلة التي كانت تقلّ المنتخب الوطني من مطار القاهرة الدولي إلى الفندق الذي تمّ اختياره للإقامة فيه، إلى اعتداء سافر ووحشي من طرف عدد من أنصار المنتخب المصري. تفاجأ الوفد الجزائري، خلال طريقه إلى فندق موفمبيك المحاذي للمطار، بهجوم عنيف من حشد جماهيري مصري، كان يتربّص بـ’’الخضر’’، حيث لم يقو أعوان الشرطة الذين تمّ تكليفهم بحماية المنتخب الجزائري على إبعاد الجماهير المصرية، التي رشقت الحافلة بالحجارة، وأشعل الأنصار الألعاب النارية وراحوا يشتمون اللاّعبين الجزائريين. وأمام سيل من الحجارة التي سقطت على حافلة المنتخب الجزائري، تعرّض ستة لاعبين من المنتخب الوطني، بعد تحطّم زجاج الحافلة عن آخره، إلى إصابات متفاوتة الخطورة، حيث أصيب رفيق صايفي على مستوى اليد والرأس ورفيق زهير جبّور ورفيق حلّيش وخالد لموشية على مستوى الرأس بعد إصابتهم بحجارة من أنصار منتخب مصر الناقمين على النخبة الوطنية. وعلمنا أيضا أن إصابة لاعب وفاق سطيف، خالد لموشية، هي الأكثر خطورة من بين عناصر المنتخب الوطني.."
أمّا جريدة ( الجمهوريّة ) المصريّة فبادرت إلى تكذيب الحادثة واعتبرتها مجرّد تمثيليّة، ونشرت تعليقا عمّا سمّته ( تحقيقات أوّليّة ) تثبت أنّ " لاعبي الجزائر ضربوا السائق وحطموا الأتوبيس" وقالت الصحيفة:
" أثبتت التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة حول واقعة تحطم زجاج أتوبيس لاعبي الجزائر أنّها حدثت من داخل الأتوبيس وليس بطوبة من خارجه. قال سائق الأتوبيس المخصص للبعثة في تحقيقات الشرطة إنّ لاعبي الجزائر هم الذين قاموا بتحطيم زجاج النوافذ كما قاموا بالاعتداء عليه وسحبوا مفتاح سيارته وحطموا الزجاج وقام سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والمهندس هاني أبو ريدة نائب رئيس الاتحاد بزيارة الفريق الجزائري في فندق الإقامة. وكانت البعثة ( الجزائريّة ) قد هددت بالانسحاب بعد تمثيلية إلقاء الطوب علي الأتوبيس.."
غدا السبت.. الرابع عشر منه. يوم آخر من أيّام العرب. لا صوت يعلو فيه فوق صوت المعركة. وما أخذ بالقوّة لن يستردّ بغير القوّة. كذا هي الرياضة أخلاق أو لا تكون!
تعليقات حول الموضو
الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:22 am من طرف سميح القاسم