مبارك يعاند شعبه ويعاند العالم
جمال سلطان |
02-02-2011 20:52 هناك
إجماع دولي تشكل الليلة بأن الرئيس مبارك يمثل خطرا حقيقيا على الاستقرار
في مصر ، وذلك بعد المشاهد المروعة التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية على
الهواء مباشرة لحظة بلحظة من الهجوم الوحشي على المتظاهرين المسالمين في
ميدان التحرير ، ومن الواضح أن الرئيس مبارك أصبح يتصرف بشكل غير محسوب مما
أوقعه في كوارث سياسية متلاحقة ، وقد خسر بما حدث الليلة التعاطف الذي حدث
له من بعض قطاعات المجتمع بعد خطابه أمس الذي استعطف فيه الشعب المصري لكي
يتسامح مع بقائه لعدة أشهر حتى يتم نقل السلطة إلى قيادة جديدة يختارها
الشعب .
إلا أن ما حدث الأربعاء أثبت للجميع أن بقاء مبارك أصبح خطرا حقيقيا على استقرار مصر وأمنها وسلامتها .
المشهد
الذي حدث الأربعاء عرض الجيش المصري للحرج الشديد ، لأن الاشتباكات التي
تدور بين الدبابات والحرائق التي اشتعلت في بعض المدرعات وقذف المتحف
المصري الذي يحميه الجيش بالقنابل الحارقة دون قدرة منه على ردع من فعلوا
ذلك ممن يقولون أنهم أنصار مبارك ، هذا المشهد لا يليق بجيش وطني مصري على
الإطلاق وإنما هو إهانة للجيش ولمصر كلها ، وهو الأمر الذي دعا الجميع إلى
التساؤل عن المقابل الضخم الذي من أجله يهين الرئيس به الجيش المصري إلى
هذا الحد ، هل ذلك لمجرد أن يبقى مبارك سبعة أشهر أخرى على كرسي الحكم ،
يحرق وطنا ومقدراته من أجل أن أن يبقى ـ فوق التسعة وعشرين عاما ـ سبعة
أشهر أخرى .
لقد قال محللون غربيون الأربعاء بعد مشاهدة ما حدث في
ميدان التحرير ، بأن مشهد الاعتداء على المتظاهرين أعطانا الجواب الكامل
والنهائي عن السؤال الذي طالما سألناه خلال الأيام الماضية : هل مبارك
ديكتاتور حقيقي لدرجة أن يكره كل هؤلاء الملايين ، وأضاف المحللون ـ حسب ما
نقلته شبكة السي إن إن ـ الآن عرفنا الإجابة بوضوح .
لقد قال
الرئيس أمس أن التاريخ سيحكم له أو عليه ، وأتصور أن ما حدث الأربعاء ،
يعطي الجواب والحكم الذي لا يحتاج إلى تاريخ ، لأن العالم كله رآه رأي
العين وشاهده بثا حيا لحظة بلحظة