لماذا كل مظاهر الفرح التي أظهرها مرشح الحزب الوطني بمجرد الإعلان عن وجود اسمه في قوائم الترشيح ؟ ولماذا يتكالب كل هؤلاء حرصا على ترشيح الوطني بالذات لهم..
فينفقون مئات الألوف من الجنيهات لشراء الأصوات أو في الاحتفال بالفوز بمباركة الحزب لهم وقبوله ترشيحهم على قوائمه .. هل كان يمكن أن يحدث ذلك لو لم تكن قوائم الحزب الوطني هي "المضمونة" عن غيرها من قوائم الأحزاب الأخرى؟
ويا ليت تلك القوائم قد اكتسبت ضمانها من ثقة المواطنين فيها ولكنها هي المضمونة بسبب توفير الحكومة لها ضمانات الفوز.
وأولها التزوير وعدم الشفافية والانحياز ولو بالقوة .. وكله بالقانون!!
لقد استبعدت الحكومة إشراف القضاة على الانتخابات بإصدار القوانين التي تضمن لها ذلك .. فهل رأيتم دولة فى العالم تستبعد رجال القانون .. بالقانون؟!
وحتى القانون الذي تم تفصيله على مقاس الحزب الوطنى ومرشحيه يتم تنفيذه فقط على مرشحي الأحزاب المعارضة , ويستثنى من تنفيذه مرشحى الحكومة , خذ أمثله على ذلك..
حين قام الدكتور مفيد شهاب مرشح الحزب الوطنى بزيارة لكنيسة "مارى جرجس" بالإسكندرية والاجتماع بالقساوسة بها في إطار الدعاية لحملته الانتخابية رغم أن القانون يحظر صراحة استخدام دور العبادة فى الدعاية الانتخابية , كما يحظر استخدام الدين أو الممارسات الدينية فى الحملات الانتخابية , ومع ذلك يصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية بيانا يؤيد فيه "باسم عشرة ملايين صوفي" ترشيح الرئيس مبارك لفترة رئاسية جديدة كما يؤيد مرشحى الحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية , وحين قام الشيخ أبو العزايم بتأييد البرادعي رد عليه الرئيس مبارك بإصدار قرار بتعيين الشيخ القصبي رئيسا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية رغم أن أبو العزايم كان هو الأحق بها , أليس هذا استخداما للدين فى الدعاية الانتخابية والنزول به إلى المعترك السياسي أم إن الطرق الصوفية ليست جماعة دينية ولكنها تتبع الطرق والكباري ؟!
كذلك فقد قام بطرس غالى مرشح الحكومة فى شبرا بتوزيع عدد من تأشيرات الحج كجزء من دعايته الانتخابية , أليس الحج من الدين أم إنه حفله تنكرية يدعى لها الأصدقاء ؟!
هكذا يمكن استخدام الدين فى الانتخابات إذا كان المستفيد بذلك هو الحزب الوطنى أما غيره من الأحزاب الأخرى فهناك القانون الذى يحظر عليهم ذلك ويجرمه , وهو ما حدث بالفعل حين تم القبض على عدد من الشبان بينما كانوا يقومون بتوزيع أوراق تتضمن شعارات معارضة.
هنيئا لكل من اختاره الحزب مرشحا له في الانتخابات القادمة , فكل جنيه ينفقه ليحظى بهذا الشرف سيحصل في مقابله على عدد من الأفدنة من أراضى الدولة أو عدة ملايين من الأمتار بالمدن الجديدة .. سلام مربع للحزب الوطني ومرشحيه!!