الحرب الالكترونية ضد ايران
صحف عبرية
2011-01-18
قبل بضعة اشهر دخلت الى ساحة التصدي الدولي للبرنامج النووي الايراني ظاهرة جديدة: دودة 'ستاكسنت'.
هذه دودة حواسيب ذكية شوشت أغلب الظن في اثناء 2009 ـ 2010 الاوامر التي تصدر الى الاجهزة في المنشآت النووية الايرانية.
النشاط الاساسي الذي يعزى الى الدودة ـ والتي هناك من وصفها بانها قفزة
تكنولوجية تساوي في قيمتها ظاهرة طائرة اف 15 في اثناء الحرب العالمية
الاولى هي التي شوشت التعليمات الصادرة لسرعة دوران أجهزة الطرد المركزي
في منشأة التخصيب في نتناز.
نشاط أجهزة الطرد المركزي حساس للغاية،
وعندما يصدر له أمر في فترات زمنية معينة على مدى أشهر للدوران فجأة بسرعة
أعلى جدا من السرعة اللازمة، وبعدها الابطاء الشديد للوتيرة، فان نجاعة
اجهزة الطرد المركزية تتضرر بل ويمكن ان تتحطم. بهذه الطريقة ـ بحسب
تقديرات الخبراء، ووفقا للتقرير الذي نشر أمس في 'نيويورك تايمز' ـ فقد
اخرج عن نطاق العمل حوالي 1.000 جهاز طرد مركزي في منشأة التخصيب في
نتناز. معنى الامر هو التأخير ـ الذي يصعب تقدير مدته ـ في البرنامج
النووي الايراني.
وبالفعل، من خلال الحرب الالكترونية يمكن تأخير تقدم البرنامج النووي الايراني بشكل على ما يكفي من النجاعة، وبثمن أدنى.
الثمن
المنخفض ينبع من عدة أسباب. قبل كل شيء من حقيقة أنه لا يعرف من يقف خلف
الهجوم. اصابع الاتهام تتجه نحو اسرائيل والولايات المتحدة، وهناك من يذكر
امكانية عمل مشترك، ولكن لا توجد أي أدلة. اضافة الى ذلك، فان الضرر يظهر
بعد وقت طويل من تنفيذ 'الهجوم'. وخلافا للعمليات العسكرية ـ التي تكون
فيها شخصية المهاجم معروفة والضرر يقع بشكل فوري ودراماتيكي ـ ففي حالة
الحرب الالكترونية فان الاثر يكون ذا مغزى، ولكن لا تكون هناك دراما
فورية.
ميزة بارزة اخرى هي تركيز العملية. الضرر يتركز فقط على الهدف
نفسه ـ أي: تأخير البرنامج ـ ولا يوجد تدمير محيط و/ او قتلى. وعليه ـ
فهذه عملية ناجعة ونقية. اذا ما قورنت بعملية عسكرية ـ والتي في المرحلة
الحالية يمكن في اقصى الحالات أن تؤدي الى تأخير في البرنامج النووي ولكن
بثمن رد ايراني من شأنه أن يكون شديدا ـ فلا ريب أن للحرب الالكترونية
مزايا تفوق عديدة.
الامر الوحيد الذي لا يتحقق في الحرب الالكترونية
هو نقل رسالة تصميم من جانب من يحاول وقف ايران. من خلال عملية عسكرية
ظاهرة للعيان، ولها عنوان واضح، لا يمكن فقط تأخير البرنامج، بل وأيضا حمل
ايران على أن تفهم بان من يقف حيالها مصمم، بل ومستعد، للمخاطرة.
الحالة
الناجحة أغلب الظن، لاستخدام 'ستاكسينت' تطرح سؤالا اهم بالنسبة للمساعي
لوقف ايران في طريقها الى القدرة النووية العسكرية: ما هو معنى التأخير؟
فالتأخير ليس هدفا بحد ذاته، ومسألة المسائل هي ما العمل بالزمن الذي
نكسبه. هذا السؤال الحرج ولا سيما في هذه الايام التي يتراوح فيها الخطاب
الجماهيري في البلاد بين الفزع والنشوة، وفقا لتقديرات الزمن التي يطلقها
السياسيون، رجال الامن ومجرد الخبراء الاكاديميين حول مسألة متى ستصل
ايران الى القنبلة.
نتنياهو وباراك يتحدثان عن سنة، ومئير دغان قال
2015. تقدير الزمن يحرف النقاش عن المسألة الجوهرية وهي أن ايران مصممة
على التقدم نحو قدرة نووية عسكرية. اذا كان الجواب على هذا السؤال هو
'نعم' ـ فإن الزمن لوقفها هو أمس. والتحدي هو استغلال الزمن الذي كسبناه
كي نحسن موقع المفاوضات للغرب حيال ايران. بتصميم ولكن من دون فزع ومن دون
نشوة.
' دكتورة في العلاقات الدولية، رئيسة مشروع رقابة السلاح، معهد بحوث الامن القومي
اسرائيل اليوم 18/1/2011