اكثر
من 200 شخصية سياسية مصرية وقعت على طلب بأقالة حبيب العادلى وزير
الداخلية وفى نفس التوقيت بدأ الكثير من الناس يتسا ئلون متى يتم اقالة
وزير الداخلية حبيب العادلى؟
والجميع لديه اسباب وجيهة لهذا السؤال البعض مثلا يعتقد بان
الانتخابات الاخيرة لمجلس الشعب والتى شهدت تزويرا فادحا بمباركة ومساندة
الشرطة كفيل بان تنهى المستقبل السياسي لوزير الداخلية وفى رأيي الشخصى
المتواضع ان هذا تصور واهم لان تزوير الانتخابات من اهم دعا ئم استقرار
الكرسى تحت اى وزير داخلية .
البعض الاخر يطرح فكرة التعذيب داخل الاقسام مبررا لهذا السؤال ولطلب
الاقالة وحالة خالد سعيد قتيل الاسكندرية ليست بعيدة بل ان السيناريو تكرر
هذه المرة مع الشاب سيد بلال الذى لفظ انفاسه الاخيرة فى قسم الشرطة
بالاسكندرية ايضا وخرج السادة الضباط يقولون لاخوته ( ادفنوا الرمه دى
بسرعة )
وطبعا ليس جديدا ان اكتب واؤكد ان مثل هؤلاء المجرمين من الذين
يرتدون بذلات رجال الشرطة بالخطأ مكانهم مذبلة التاريخ, وان دعاء اهل سيد
عليهم يكفى ليرينا الله فيهم اية فى الدنيا وفى الاخرة ,لكن ايضا ليس
مبررا لاقالته فما الذى يعنيه سيد او عشرة الاف مثل سيد او خالد سعيد او
غيرهم طالما ان النظام يظن انه مستقر .
البعض الاخر يرى ان الانفلات الامنى الذى تسبب فى انفجار كنيسة
الاسكندرية سبب مقنع وكاف للرئيس مبارك ليتخذ قرار ا بالتخلص من العادلى
لان ضعف القبضة الامنية يفسح المجال امام الفتنة الطائفية التى تنتظر
لتخرج الى العلن
وذلك فى ظل حالة استقواء ليس لها مثيل تنتاب الكثير من المسيحيين
وخاصة المسئولين منهم وفى ظل حلة ضعف وتراخى سياسي من الدولة وتراجع امام
المسيحيين ليس له مبرر مفهوم وفى ظل بروز متطرفين من المسلمين يريدون
استهداف المسيحيين بدلا من استهداف اسرائيل , ومع كل هذا لا اجد مبررا
كافيا للاستغناء عن الرجل لان الامور مازالت تحت السيطرة الامنية نظريا
على الاقل .
هناك فريق اخر يرى ان حوادث الطرق التى يروح كل يوم منها ضحا يا
بالعشرات نتيجة عدم تطبيق قوانين المرور مبرر جيد لاقالته خاصة بعد ان
تفرغ مجموعة كبيرة من الضباط وامناء الشرطة فى امتلاك سيارات الاجرة
باسماء زوجاتهم واقاربهم
وبالتالى شاهدنا صبية صغار يقودون ميكروباصات الموت بدون اى عوامل
امان لان الميكروباص واحد من خمسة ميكروباصات يملكه الامين سيد (على سبيل
المثال ) وبرضه هذا ليس مبررا لاقالة الرجل (ان شاله تسيل دماء المصريين
على كل الارصفة يعنى الواحد يطلع بكام فى عرف الحكومة )
فريق من المثقفين يرى ان المظاهرات التى تتم فى وسط البلد وعلى سلالم
نقابة الصحفيين والمحامين يمكن ان تدفع باقالة الرجل ,لكن الحقيقة ان هذه
افضل عملية تجميل لوجه النظام على الاطلاق وشوية افندية لن يهزوا النظام .
الخلاصة وكما اراها ويراها العشرات غيرى ان العادلى باق الى النهاية
لسبب واحد وهو ان مصر لم يحدث فيها ما يحدث فى تونس حاليا من مظاهرات
الخبز والحرية التى جعلت الرئيس التونسى يعلن انه لن يترشح فترة اخرى فى
2014.
نجح العادلى فى احكام قبضته على الشعب المصرى, و اصبح الامن السياسي
وامن النظام فوق اى شىء ,حتى المظاهرات محدودة وسلمية وكبيرها موظفون
يطلبون علاوات متأخرة او زيادات لا تصل الى 40 او خمسين جنيها او وقفات
احتجاجية تساهم فى تجميل صورة النظام
اما مظاهرات بسبب الغلاء وهبوب الشعب ليطالب بحقه كما حدث فى تونس
فالوضع فى مصر مختلف رغم ان الاوضاع الاقتصادية فى مصر اشد سوءا من تونس .
ملاحظة اخيرة هل تعلمون ان تونس التى تفتك بها الاضرابات الشعبية
بسبب الغلاء والبطالة دخل الفرد فيها سنويا وفقا لتقرير للمنظمه العربيه
للتنميه الصناعيه والتعدين التابعه للجامعه العربيه يصل الى 3907 دولار
سنويا اى حوالى 325 دولار شهريا يعنى اكثر من 1700 جنيه شهريا .
اتمنى الا يخرج على الاخوه كتاب النظام باتهامات التحريض على العنف
وعلى التظاهر وما الى ذلك من التهم المعلبة التى تنفجر فى وجه من يقول
الحقيقة
بالمناسبة تعتقدوا ان الرئيس التونسى زين العابدين بن على لن يرشح نفسه فى انتخابات الرئاسة 2014