آيات الله تسللوا الى الموساد..الحلم الايراني
صحف عبرية
2011-01-11
من المعقول الافتراض بانه بعد سنوات عديدة، اذا ما
وعندما يسقط الحكم في ايران أو تفتح الارشفة السرية في اسرائيل، سنعرف اذا
كان اعلان وزير الدفاع الايراني بان حكم آيات الله نجح في التسلل الى
الموساد، قدس أقداس الاستخبارات الاسرائيلية، صحيحا بالفعل.
من جهة،
الشباب في طهران معروفون ككذابين غير صغار. من جهة اخرى، مثلما تعرفنا في
موضوع نصرالله، قائد الفرقة الجنوبية لايران، احيانا ما يبدو كخيال شرق
اوسطي يتبين بعد ذلك كقصة حقيقية. هكذا مثلا تصريحه عن المعلومة المسبقة
التي أدت الى مصيبة الوحدة البحرية والتي مؤخرا فقط اقرت بانها الرواية
الرسمية للجيش الاسرائيلي لما حصل في أنصارية وأدى الى موت 12 مقاتل
كوماندو.
الاسرائيليون المعنيون بزيارة اقربائهم في ايران ملزمون
بداية بالوصول الى تركيا. قبل نحو ثلاث سنوات نشرت المخابرات الاسرائيلية
لاولئك الاشخاص تحذيرا خطيرا من نشاط الاستخبارات الايرانية في القنصلية
في اسطنبول. فقد تبين في حينه للمخابرات الاسرائيلية بان الايرانيين
يستخدمون تعلق اولئك اليهود من اصل ايراني بتأشيرات دخولهم الى ايران في
محاولة لتجنيدهم كعملاء لجمع المعلومات عن العدو الصهيوني. في الحالات
القليلة التي اكتشفتها المخابرات الاسرائيلية في حينه لم يكن هناك على
الاطلاق ما يبرر رفع لائحة اتهام.
ومثلما في بداية السبعينيات، حين
اكتشف عملاء سوفييت كثيرون لم يقدموا الى المحاكمة بهدف عدم الحاق الضرر ـ
فقد اكتفت المخابرات الاسرائيلية بالتحذير فقط.
قبل سنتين ونصف السنة
كانت هناك حالة شاذة واحدة والتي تسمى في اللغة الاستخبارية Walk-In: يدور
الحديث عن شخص دخل الى ممثلية دبلوماسية لدولة اجنبية وعرض عليها خدماته
كجاسوس. صحيح أنه في الاغلب يكون هؤلاء الاشخاص مشتبهاً بهم من الجهة
المجندة في أنهم كفيلون بان يكونوا مبادرة مقصودة لزرع المعلومات
المغلوطة، ولكن يبدو أن قادة الاستخبارات الايرانية في اسطنبول اعتقدوا
وعن حق بان ليس لديهم ما يخسرونه وانصتوا لما كان لدى الرجل هويته محظورة
النشر ليقوله. واشار الرجل أمامهم الى من ادعى بانهم كانوا ذوي مناصب في
جهاز الامن الاسرائيلي.
الضرر الذي الحقه ذاك الشخص كان هامشيا، هذا
اذا كان قائما على الاطلاق، ولكن يوجد في قضية استخدامه القصير وسلسلة
القضايا التي وقعت وانكشفت منذئذ بمثابة استمرار للميل: ايران تواصل مساعي
جمع المعلومات في اسرائيل. وهي تفعل ذلك عبر حزب الله أو، مثلما في هذه
الحالة، في مسار مباشر ولا تخشى ان تكون تتماثل كمن تستخدم جواسيس في
اسرائيل.
وخلافا لنشاط وحدة 1800 لحزب الله، والتي هدفها تجنيد
وتفعيل منفذي عمليات لاشعال العنف داخل اسرائيل، فان هدف التجسس هو ما
يسمى 'استخبارات ايجابية'. بمعنى جمع معلومات عن أهداف محتملة مثل تلك
التي جمعت قبل حرب لبنان الثانية.
حجم القوات، مواقع الاشخاص وما
شابه. وتوظف ايران جهدا كبيرا في جمع المعلومات ولا تتردد في استخدام
عملاء واضح انهم لن يجلبوا لها منفعة كبيرة.
بين اسرائيل وايران
تتواصل حرب سرية ضروس. ايران تواصل الاستعداد للمواجهة القادمة مع
اسرائيل، في ظل جمع معلومات عن اهداف محتملة للضرب والتصفيات كانتقام على
اغتيال عماد مغنية، وعلى تصفية العملاء الايرانيين، على المس بالمفاعل
السوري في دير الزور وغيرها.
لجمع 'معلومات ايجابية' عن اسرائيل وعن
قوات أمنها، اضيف في السنوات الثلاث الاخيرة هدف لا يقل أهمية: التسلل الى
اجهزتها الاستخبارية. ايران، العضو الكبير في 'الجبهة الراديكالية' ـ التي
تضم سورية، حزب الله، حماس والجهاد الاسلامي الفلسطيني ـ قلقة جدا مما
تراه كنجاح متكرر لاسرائيل في التسلل وفي تنفيذ عمليات تلحق بها الاضرار،
بما في ذلك في كل ما يتعلق بممارسة الارهاب وكذا اساسا بالمشروع النووي
الايراني. وهي تبذل جهودا هائلة لتفهم من أين يتسرب السد.
في هذه
الحرب السرية كانت معظم النجاحات الايرانية في تجنيد اناس ذوي قدرة وصول
متدنية الى اسرار حقيقية. من جهة اخرى، في الاستخبارات تعمل دوما القاعدة
الذهبية: أنت تعرف فقط ما تعرفه، بمعنى يحتمل أنه رغم نجاحات المخابرات
الاسرائيلية في الاحباط، فان الايرانيين نجحوا بالفعل في تجنيد واستخدام
جهات ذات قدرة وصول الى الاسرار الحساسة.
يديعوت 11/1/2011