الهجرة و'الارهاب' وراء صمت الاتحاد الاوروبي إزاء اضطرابات تونس
حسين مجدوبي
2011-01-11
مدريد ـ 'القدس العربي': يراقب الاتحاد الأوروبي
والدول ذات الارتباط الوثيق بمنطقة المغرب العربي مثل اسبانيا وفرنسا
وإيطاليا تطورات الاحتجاجات في الجزائر وتونس باهتمام كبير لكن ردود الفعل
تبقى محتشمة للغاية، ويعزو البعض ذلك إلى لوبيات قوية لدول الجنوب علاوة
على تحكمها في ملفات اقتصادية وأمنية.
وعالجت جريدة 'لوموند' الفرنسية
اضطرابات تونس في افتتاحيتها أمس الثلاثاء بعنوان 'صمت باريس حول
التراجيديا التونسية' معتبرة أن الاحتجاجات تشكل الحدث السياسي الأبرز من
نوعه في تاريخ تونس منذ الثمانينيات، وهي عنوان على تردي الأوضاع المعيشية
وضد القبضة البوليسية لنظام الرئيس زين العابدين، حسب الصحيفة.
وتتساءل
'لوموند' عن الصمت الفرنسي المريب وكذلك صمت الاتحاد الأوروبي والمواقف
المحتشمة بدل الاحتجاج على خروقات حقوق الإنسان كما فعلت الإدارة
الأمريكية باستدعائها السفير التونسي في واشنطن لتقديم احتجاج رسمي.
وتنسب
هذه الجريدة الأكثر تأثيرا في فرنسا السبب إلى وجود لوبي تونسي قوي في
الأوساط السياسية سواء في اليمين أو اليسار الفرنسي. وفي الوقت نفسه تعزو
هذا الصمت المريب إلى الأطروحة الفرنسية القائلة بأن نظام زين العابدين بن
علي يجنب البلاد السقوط في التطرف الديني الإسلامي. والصمت الفرنسي ليس
وحيدا، بل هناك صمت اسباني وصمت إيطالي علاوة على مواقف جد محتشمة من
الاتحاد الأوروبي.
وترى جريدة 'إمبرسيال' الالكترونية الإسبانية أن
'صمت الدول الأوروبية أمام قمع التظاهرات بالدم من طرف شرطة بن علي قد
تكون مكلفة لصورة الدول الأوروبية، ذلك أن القوى الديمقراطية الأكثر
راديكالية وحتى المعتدلة المتواجدة في البرلمان لا تجد تفسيرا لصمت حكومات
مدريد وباريس وروما'.
وتنقل الجريدة عن مصادر بالمعارضة التونسية قولها ان 'بن علي يتصرف مدركا أنه يتمتع بحماية من طرف اسبانيا وفرنسا وإيطاليا'.
ولـ'القدس
العربي' قال بيدرو كاناليس، وهو صحافي عمل في المغرب والجزائر وتونس، ان
هناك الكثير من الأسباب التي تفسر صمت حكومات الاتحاد الأوروبي حول ما يقع
في دول المغرب العربي، مبرزا أن الأوروبيين يعتبرون أنظمة هذه الدول
بمثابة جدار ضد الهجرة السرية وضد التطرف الإسلامي الذي يهدد القارة
الأوروبية.
واضاف أن وجود صفقات مالية عمومية وخاصة في هذه الدول،
يجعل أوروبا تلتزم الصمت علاوة على تحكم الجزائر في مصادر الطاقة الموجهة
الى جنوب أوروبا.
ويركز على معطى استراتيجي يتجلى في تخوف الدول
الأوروبية من أن يترتب عن تنديدها بما يقع فقدان المغرب العربي لصالح
الولايات المتحدة الأمريكية التي تبدي اهتماما بالمنطقة وترغب في تعزيز
نفوذها في هذا البلد.
ونصحت وزارة الخارجية الإسبانية الاثنين مواطنيها
بتجنب السفر الى وسط تونس بسبب حدة المواجهات، وفي الوقت نفسه تطالب
الإسبان في الجزائر باتخاذ احتياطات أمنية بسبب المواجهات بين المحتجين
والأجهزة الأمنية. وتعكس مثل هذه التحذيرات تدهور الأوضاع الأمنية في
الجزائر وتونس.