اسرائيل تقتل المتظاهرين
أسرة التحرير
2011-01-04
جواهر ابو رحمة، مربية أطفال ابنة 36 قتلت في نهاية
الاسبوع الماضي بعد أن اختنقت جراء تنشق الغاز المسيل للدموع، حين كانت
تقف وتنظر الى المظاهرة الاسبوعية لابناء قريتها ونشطاء حقوق الانسان ضد
جدار الفصل، الذي اقيم على اراضي القرية. وقتلت ابو رحمة بعد اقل من سنتين
من أخيها، باسم، الذي قتل بقنبلة غاز اطلقت على صدره مباشرة، في مظاهرة
مشابهة. الثالث، اشرف، التقطت صورته حين اطلق عليه جنود الجيش الاسرائيلي
النار وهو مكبل.
المظاهرات في بلعين، التي تتواصل منذ بدأت الاشغال
لإقامة الجدار على اراضي القرية في شباط (فبراير) 2005 شرعية بقدر لا مثيل
له. فللسكان محفوظ الحق في الاحتجاج على سلب اراضيهم من اجل المستوطنات
الكبرى التي قامت حول قريتهم. في اعقاب هذه المظاهرات أمرت محكمة العدل
العليا قبل أكثر من ثلاث سنوات، بنقل مسار الجدار واعادة بعض من اراضي
القرية اليها، نحو 700 دونم، وهو قرار قضائي لم يطبقه جهاز الامن بعد.
منذ
بدأت المظاهرات ضد الجدار في الضفة قتل 21 متظاهرا، حسب مصادر فلسطينية.
وهذه معطيات مثيرة للدوار، ينبغي أن تشغل بال كل اسرائيلي جدا. وهكذا ايضا
موت ابو رحمة. وحسب شهادات المتظاهرين، يوم الجمعة الماضي نثر الجيش
الاسرائيلي كميات كبيرة على نحو خاص من الغاز. طبيب اسرائيلي يشارك في
المظاهرات، د. دانييل ارغو قال لـ 'هآرتس' اول أمس انه توجد أنواع من
الغاز المسيل للدموع أقل خطورة من ذاك الذي يستخدمه الجيش الاسرائيلي. ليس
واضحا إذن لماذا اختار الجيش الاسرائيلي أن يستخدم بالذات نوعا أخطر.
على
الجيش الاسرائيلي أن يسمح بوجود المظاهرات في بلعين. وعليه فقط أن يعمل في
الاوضاع التي تتعرض فيها للخطر حياة الانسان او الاملاك. وعندها أيضا عليه
أن يتصرف كما يتصرفون في المظاهرات في الدول الديمقراطية. وبالضبط مثلما
مرت احتجاجات المستوطنين ضد فك الارتباط دون قتلى، هكذا يجب أن يمر احتجاج
الفلسطينيين ضد الجدار دون ضحايا بشرية. هناك ما يكفي من الوسائل لتفريق
المظاهرات، اذا كان الامر ضروريا على الاطلاق، دون أن تكون حاجة الى تعريض
حياة مشاركيها للخطر. ابو رحمة ماتت عبثا، فهي لم تعرض احدا للخطر. لا
حاجة للتذكير في أي من الدول تقتل فيها الأنظمة المتظاهرين ضدها: محظور أن
تصبح اسرائيل واحدة منها.
هآرتس