يمين امريكي لا يبشر اليمين الاسرائيلي بالخير
شلومو شمير
2011-01-04
اليمين في اسرائيل هو الذي يجب ان يكون قلقا للوضع
المتوقع في الولايات المتحدة لأكثرية جمهورية ساحقة، تسيطر على مجلس
النواب الـ 112 الذي سيبدأ ولايته في كانون الثاني (يناير) 2011. ورئيس
الحكومة ومن يثقون بالوجود الجمهوري القوي في هضبة الكابيتول، الذي يُهيئ
في رأيهم تأييدا جارفا لاسرائيل في السنتين التاليتين باعتباره وزنا
معادلا رادعا للبيت الابيض الذي يُظهر البرود، هم الذين يجب ان يخافوا
خاصة.
لان الأكثرية الجمهورية الحالية يميزها تمثيل كبير ظاهر ليمين
فعال مُلح صارخ. وهذه الحقيقة تمنح هذه الأكثرية الجمهورية معنى خاصا، لم
يكن موجودا في المرات السابقة التي سيطر فيها الجمهوريون على مجلس النواب.
إن
الانجازات المذهلة للرئيس باراك اوباما الذي أجاز خلال اسبوعين وفي آخر
ولاية جلسة مجلس النواب الضعيف اقتراحات قوانين ثورية، تدحض التقدير الذي
أفرح اليمين في اسرائيل. فبحسب هذا التقدير عاقبت الهزيمة التي أصابت
الديمقراطيين في الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) الرئيس وأضعفته.
والآن تنتظر اليمين في اسرائيل مفاجأة أقل لذة.
سيكتشف الائتلاف
اليميني في اسرائيل أن وجود قسم كبير يميني جدا داخل أكثرية جمهورية لم
يكن لها مثيل منذ سنين في مجلس النواب، فضلا عن انه لا يضمن تأييد سياسة
حكومة اسرائيل، فان فيه طاقة على معارضة شديدة لسلوكها في قضية السلام.
إن
اليمين الجمهوري الجديد غير ودود في جزئه الأكبر. انه يمين من نوع جديد،
نشأ على عجل، وتطور خارج المؤسسة ونما في حواش محلية ردا على الشعور
بالغضب والكآبة في أجزاء كبيرة من الجمهور على أثر الركود الاقتصادي
والبطالة المتواصلة. إن أكثر اعضاء مجلس النواب الجمهوريين الجدد هم نشطاء
احزاب محليون غاضبون، يرون ان واشنطن هي مصدر جزء كبير من المشكلات التي
تُثقل اليوم على امريكا.
إن ممثلي 'حفل الشاي' الذين انتُخبوا هم
متطرفون مؤمنون بالقوة في الشؤون الاجتماعية. اذا كانت السياسة الخارجية
والعلاقات بالدول وراء البحار تعنيهم في شيء فانهم يميلون الى التمايز
الذي ما يزال في هذه المرحلة مترددا قسريا. لكنه مع الوقت ومع التكيف مع
الشعور بالقوة بسبب كونهم أكثرية، ينبغي افتراض ان يقوى التمايز وينفجر.
قال محلل في قناة عامة منذ زمن غير بعيد: 'هذا يمين لن يُظهر الرحمة
بالبلدان التي تتحدى الولايات المتحدة'.
من المهم والحاسم جدا عند
المنتَخبين الجدد من القسم اليميني من الحزب الجمهوري، الوضع الاقتصادي
الحرج لولايات في الولايات المتحدة يوجد بعضها على شفا انهيار مالي. إن
ضمان ميزانية لجهاز التربية أو اجهزة الاطفاء في مناطق الضواحي، أو مساعدة
اجهزة الرفاهة والمشاريع الجماهيرية في المدن الكبيرة، تتبوأ مواقع اولى
في ترتيب الأولويات الذي يسعون الى تقديمه في مجلس النواب الجديد.
يقول
محللون في واشنطن انه ينبغي توقع محاولات من قبل منتَخبي 'حفل الشاي'
للمبادرة الى تقليصات للمساعدة الخارجية لدول اخرى حتى للصديقات منها. دعت
صحيفة مركزية في دالاس، تُعد ممثلة للقسم اليميني من الحزب الجمهوري، منذ
زمن غير بعيد في مقالة رئيسة الى وقف المساعدة الاقتصادية لاسرائيل على
أثر رفضها الاستجابة لتوجهات الادارة وجهودها لتقديم المسيرة في الشرق
الاوسط.
لاول مرة منذ سنين كثيرة لن تكون الأكثرية الجمهورية في مجلس
النواب مبنية من كتلة واحدة ولن تعمل مثل كتلة موحدة طائعة. عانى
الديمقراطيون في هضبة الكابيتول حتى الآن خصومات واختلافات آراء بين
المعسكرات والجماعات التي عملت داخل الحزب؛ واضطرت القيادة الى توجيه نشاط
المنتَخبين في مجلس النواب في اطار ائتلاف داخلي. وقد جعلت نتائج
الانتخابات في تشرين الثاني لاول مرة مفوضية الحزب الجمهوري في مجلس
النواب متنوعة من جهة عقائدية، وحلبة تعمل فيها قوى ومصالح مختلفة لن
تلائم دائما مواقف القيادة. 'سيكون من الصعب جدا على زعيم الأكثرية في
مجلس النواب ان يفرض الطاعة على زملائه'، قال محلل في واشنطن.
وهذا التقدير ايضا لا يُبشر اليمين في اسرائيل بالخير.
هآرتس 4/1/2011