حلمت بك:
كنا رفاقاً وأصدقاء متحلقين حولك نرفع نخبك ونغنيك، تتغلغل فينا كما
الحقيقة ونصدق………
اجتمعنا لنطير بك لكن قبة ما كانت تحول بيننا وبين سماءك نرتفع قليلاً
ونعود للسقوط على أرض أكثر انخفاضا، كنت متعباً.. مريضاً.. ساهماً..أوسعناك
ضرباً، ونزفتنا قيحاً وصديداً.
أمازلت تبحث عنا خلف النوافذ المغلقة؟
رأيناك في عيون أطفالنا… ارتجفنا خوفا عليك… علينا، ناديناك من الأعماق من
أعماقك…. وفي كل مرة كنت تأتي ولا تجدنا!!!
لم أدرِ هل الحلم بوطن مثلك…. خيالنا الجميل أم كابوسك اللعين؟
حلمت بك:
طريق وعرة، وذئاب تعوي، التقيتك صدفة تبادلت معك بضعة كلمات ومضينا كل في
سبيله، ودعتني ملوحاً وهازئاً (وداعا أيتها التقدمية). استنكرت سخريتك،
ولماذا أنا تقدمية؟ ولم أنت لا؟ ألم نكن كلانا عاريين في نفس الطريق
الموحشة؟!
حلمت بك:
في ملعب كبير اسمه الكرة الأرضية وقفنا وسط إزدحام منفر لوهلة ظننته يوم
الحشر!!
تساقط مطر أزرق غزير، رحت أرقص تحته علّه يغسلني من القبح العالق بي، بحثت
عن مرآتي لم أجدها، فكرت في أن أنظر في عينيك (لربما أراني)، نظرت… أمعنت
النظر… شهقت صارخة لم أكن هناك.. كانت هناك وردة ودم وعيناك.. تحترقان.
حلمت بك:
في حلمي غفوت.. وحلمت بسرير يجمعني معك وورود تزهر فوق جسدي، رأيت عيناي
زهرتا نرجس وحلمتي جلنار. نبت الكرز في نهاية أصابعي والياسمين غطى باقي
جسدي، أما زهرة اللوز فتوسطت كوني ونشرت عبقي فوق قمحك الأسمر….
في حلم حلمي صحوت ووجدت نفسي فاكهة مجففة!!