إنّ النوافذَ عزلةٌ
تتأمّل الماضي
وترسم في جهات الوقت
لمْحَ العاطلينَ عن المجيءِ
الماكثينَ وراءَ آفاق الظّنونْ.
لا ظلّ
إلا وهو يمشي
فوق مائك
كي يدلّ عليك أنتِ
وكي أدلّ عليّ،
هل غيري وغيرك
قد تجمّدَ فوق سطحهما
انتظارُ حمامتَينِ تؤوّلانِ غيابنا
برصاصتَينِ من الهديل
فخابَ صبحُهما
وظنّ سرابُ قافية محجّلةٍ
تعوم على تخوم الذكريات
بأن في وِرْديهما قلقاً
يحاولُ أن يظلّ
بلا كمونْ؟
من أيّ دربٍ
سوف تُفتحُ لي نوافذُكِ المضاءةُ
إنْ وقفتِ بباب روحي؟
أو تركتِ يديّ
تنتظران عطرَ حضوركِ
المرميَّ فوق وسادةٍ
تحنو على إشراقة اللّقيا؟
سأكسِرُ جرّةَ النسيانِ
أنظر من خلالكِ،
أيّ لونٍ
سوف يسرقُ صوتَك المنقوشَ
في سقف السّماء؟
وأيّ صمتٍ
سوف يحملني إليكِ؟
أنا المدينةُ ..
بابُها القزحيُّ أنتِ،
تركتِني كالرّيح،
قولي أيّ شيءٍ
لن أجرّ حياءَك..
..اختزلي الطريقَ،
وشرّدي قطعانَ بوحك
في براري العمر
أنت العمر،
كلّ العمر
يرقبُ أن تزور يداك
كوّةَ ما يجمّلهُ انتظارُك
وانتظاري..
لستُ أدري
أيّ بدرٍ
سوف يخلع ضوءه المائيَّ
ينصب فيّ تمثال الحياة
على مقاسكِ؟
لن أمرّ
أمام بيتك!
هل ترينَ الغيمَ
يسكبُ ما تبقّى من غيابي
في يديك ؟!
تأنّقي
قومي افتحي قلب القرنفل
طيّري أسرابَ وقتكِ
علّني أصطادُ
ما يُملي عليّ هطولُ شمعكِ
أغلقُ الخسرانَ فيَّ
تأمّلي نظراتِ كَوني
ثم كُوني
كي نكونْ.
لا عطر يرقدُ تحت ثوبك
لا حياةَ تقشّرُ الذّكرى
ولا سكّانَ قلبي
يرقدونْ.
لا تنظري حولي
فهذي الأرضُ
تخجلُ
أن نظلّ بلا عيـونْ.