لمجد دولة اسرائيل
أدار بريمور


مرحى اوروبا. اوروبا مدّت الينا يدها الرسمية، القوية الشجاعة إذ أرسلت الى الكرمل عشرات طائرات ورجال الاطفاء لاخماد الحريق. وجاءت يدها الثانية الشاذة المُقصاة العاصية لتُشعل هنا حريقا جديدا لا يُقدّر ضرره ألا وهو الحلف غير المقدس كثيرا بين جهات في اليمين الاسرائيلي وقوميين بل معادين للسامية من اوروبا الذي حظي في الايام الأخيرة بزخم مُعجَّل في الارض المقدسة.
جاء أول الأبطال، وهو حيريت فلدرز الهولندي الذي هو ضيف شبه دائم في اسرائيل، بدعوة من عضو الكنيست اريه الداد ('الاتحاد الوطني') لاقناعنا بأن الاردن هو فلسطين. احتل فلدرز في سنة 2008 العناوين الصحفية عندما ربط بفيلمه 'فتنة'، بين القرآن والارهاب الاسلامي. وقد اعتاد على مقارنة القرآن بكتاب 'كفاحي' (بقلم هتلر المترجم)، ويدعو الى ابعاد اللباس الاسلامي 'الذي يلوث منظر هولندا الطبيعي'. صدرت عنه في زيارته هنا اقوال مثل 'لن تستطيع اسرائيل من غير يهودا والسامرة الدفاع عن القدس'، واقوال اخرى.
وخبير آخر بالحرائق هو البلجيكي فيليب دي فنتر. وقد تم استدعاؤه الى مؤتمر مواز بادر اليه عضو الكنيست السابق اليعيزر (تشيتا) كوهين ('اسرائيل بيتنا'). كوهين الذي يحقد على الداد انه 'سرق' فلدرز منه، جلب الى مؤتمر 'رهاب الاسلام' الذي نظمه، قائمة عنصريين تجعل الغوغائي الهولندي نعجة ساذجة.
دي فنتر هو زعيم 'فلامز بلانغ' وهو حزب نسخة مطورة عن الحركة القومية الفلمنكية التي تعاون كثير من أفرادها مع النازيين. يُعد في اعضائها مُنكرو محرقة بارزون. تجول دي فنتر نفسه في حلقات معادية للسامية وهو متصل باحزاب متطرفة ونازية جديدة في اوروبا. في 1988 أبدى التكريم لعشرات آلاف الجنود النازيين المدفونين في بلجيكا. وفي 2001 خطب خطبة بدأت بتكريم للـ 'اس.اس'.
إن مُشعل شعلة التكريم اللامع في هذه الجماعة العنصرية هو زعيم حزب الحرية النمساوي هاينز كريستيان شتراخه. اذا كان هايدر 'حفيد هتلر الروحاني' فان هذا هو الحفيد غير الشرعي جدا. كان جده عضوا في الـ 'اس.اس' وخدم والده في البيرماخت. كان شتراخه نفسه عضوا في رابطة طلاب جامعيين متطرفة منعت دخول اليهود، وصادقت النازيين الجدد وشاركتهم تدريبات قبل الجيش. يقول محللون في النمسا ان شتراخه يحاول تقليد هايدر، لكنه أبسط وأقل إحكاما. وهو أكثر تطرفا منه آخر الامر (عرض مختارات من جواهره في مقابلة مع صحيفة 'هآرتس' في 5/3/2010).
يعتقد المنظمون انهم نجحوا في ترويض جماعة المتطرفين الذين جمعوهم من اوروبا. وهؤلاء الآخِرون الذين أحلّوا المهاجر المجرم المسلم محل العدو الشيطان اليهودي يُرتلون الآن في جوقة أن السامرة ارض يهودية. وقريبا سيعفون لحاهم ويضعون على رؤوسهم القبعات الدينية. بيد انهم لن يتخلوا في الحقيقة عن مورثاتهم الجينية الروحية ولا يبحثون سوى عن تطهير اسرائيلي يُقربهم من الحكم.
زيادة على أشياع فايغلين على اختلافهم الذين استضافوا هؤلاء الاشخاص يجب أن نزيد على قائمة العار (وهي قائمة جزئية فقط) المعهد الاكاديمي في عسقلان الذي منحهم منصة، وعضو الكنيست نسيم زئيف (شاس) الذي استقبلهم في الكنيست، ونائب الوزير أيوب قره (الليكود)، الذي عبّر عن فرح لانه التقى 'مُحبي اسرائيل الذين يجب أن نُقويهم'، وسلاح الجو الاسرائيلي الذي وُصم بالعار عندما أجاز لـ اليعيزر كوهين، وهو من خريجي هذا السلاح سابقا، أن يُجري لهذه الجماعة جولة في تشكيلة طائرات اف 15. كُتب في الصحف النمساوية هذا الاسبوع أن تبييض شتراخه هنا في ارض شرف الآباء، قد يمهد له الطريق الى مقعد المستشار وهذا من مجد دولة اسرائيل.
هآرتس 12/12/2010