** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  حسابات صغيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع :  حسابات صغيرة  Democracy

عدد الرسائل : 1762

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

 حسابات صغيرة  Empty
12122010
مُساهمة حسابات صغيرة



قالت «سونيا غاندي» زعيمة حزب المؤتمر الهندي الحاكم، وهو الحزب الذي أسسه المهاتما غاندي وقاده بعد ذلك كل من «نهرو» و«إنديرا غاندي» و«راجيف غاندي» قالت إن الهند تتقدم اقتصاديا وتكنولوجيا ولكنها تتراجع علي صعيد الأخلاق معربة عن قلقها من مظاهر التدهور السلوكي في حياة الهنود.
وقبل شهور كان الكاتب البرازيلي «باولو كويهلو» قد كتب كلاما مشابها في روايته «ليل محارب النور» حين قال تعليقا علي الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد العالمي قبل عامين وماتزال آثارها متواصلة: «يمكن أن تعيد تلك الأزمة المالية العنيفة إضاءة معان إنسانية كنا قد فقدناها وعلي رأسها الحب والاستمتاع بالحياة خاصة أنها أمور لا تكلف شيئا».
وتغوص رواية «ليل محارب النور» في العالم الداخلي للإنسان، وتكشف عن دوافعه وقدراته الكامنة والتي تؤهله لاجتراح المعجزات شرط أن يؤمن هو بوجودها وهو لا يسمي المتأملين أو حتي الغارقين في ظلام أنفسهم بالفاشلين بل هم محاربو النور أي أن كويهلو يعلي من شأن إنسانية الإنسان في مواجهة توحش المال وانهيار القيم.
وقضي الفيلسوف الألماني «هابر ماس» عمرا وبذل جهدا كبيرا يدرس إمكانيات التواصل بين البشر في ظل النظام الرأسمالي إنقاذا لإنسانية الإنسان من براثن المنفعة العارية.
وفي الأدب الثوري العالمي هناك آلاف الصفحات ومئات الأفكار حول التطورات الواقعية للصراع التي تؤدي إلي هيمنة النزعات الانتهازية بما يصاحبها من التحلل الخلقي، وتدهور السلوك والقيم وتمجيد المقايضات الصغيرة علي حساب الأهداف العليا.
وتبرز مثل هذه الظواهر في ظل انحطاط الحياة السياسية هذا الانحطاط الذي يؤدي لتمكن أفكار وأشخاص يلهثون وراء «الأرباح» اليومية الصغيرة والنجاحات المؤقتة التافهة، والانخراط في الصراعات التي تدور حولها دون الاهتمام بالنتائج اللاحقة حتي لو كانت هذه النتائج تصيب البناء بالتآكل والسمعة بالأذي، وتؤدي إلي فقدان الثقة، وانتشار حالة من الأنانية واللهاث وراء المصالح الشخصية الصغيرة، والخلط بين الروح العملية المطلوبة في النضال السياسي التقدمي وهي الروح الديناميكية التي تبتكر الحلول الآنية للتغلب علي الصعاب، وبين الانتهازية التي تساوي كل الأشياء ببعضها البعض، وغالبا ما ترتبط بالأهداف الخاصة بادعاء أنها أهداف عامة، وتفتقر هذه الروح الانتهازية العارية إلي حس التراكم الذي يعني أن بناء الإنسان نفسه شأنه شأن بناء حزب أو منظمة هو عملية عضوية حية يفضي كل جزء منها للآخر، كما أن ذاكرة الشعب لا تنسي.
وهذه الروح العملية الانتهازية التي يجسدها علي أكمل نحو هؤلاء الاكاديميون الذين التحقوا بالنظام الحاكم وأخذوا يبررون له كل شيء مدعين أنهم يدافعون عن أهداف عليا وهم في واقع الأمر يفصلون فصلا تاما بين التكتيك والاستراتيجية، بل تضع الانتهازية التكتيك الذي يبيح أي شيء وأي سلوك مكان الهدف وتسخر من النظرية باعتبارها كلاما كبيرا لا جدوي منه بما يحمل ضمنيا دعوة لأن يبحث كل عن حاله لأنه لا مكان هناك لحلول جماعية بل إن الحل الفردي حتمي كالقدر.
تروج مثل هذه الظواهر في ظل هيمنة الرأسمالية وتسلط جناحها الطفيلي علي المجتمع وهو يتلاعب بمصائر الوطن والشعب من أجل حسابات صغيرة ومصالح خاصة غير مشروعة وهو الجناح الذي يحدد الخيارات السياسية والاقتصادية كما هو الحال في بلادنا وينشر قيمه في المجتمع علي نطاق واسع ويلوث منابعه الأخلاقية والروحية، ومن المنطقي أن يؤدي الصراع ضد هذه الرأسمالية إلي نمو نقيض لها تكافح من أجله البشرية كلها منذ عشرات السنين.
ويبدأ هذا النقيض جنينا في قلب النضال الجماهيري ضد وحشية الرأسمالية، وينمو في ظله التضامن بين الكادحين الذين يبدعون معا أساليب وآليات وأفكار مبنية علي قيم عليا في مواجهة التردي الواقعي والانحطاط العام، ويتحقق ذلك كله في ظل الصراع، صراع الاتجاهات وصراع الأفكار مع إعادة النظر النقدية الدائمة في كل الخيارات دون أن يعني ذلك الانتقال من شاطئ لآخر أو فقدان البوصلة أو الاستخفاف بالمبادئ باسم المرونة والمواءمة والحكمة.. أو الاستغراق في الحسابات الصغيرة بصرف النظر عن نتائجها وآثارها المدمرة علي معنويات الجماهير الواعية ورؤيتها وتصوراتها... لتكون رحلة الوطن والشعب من أجل التغيير إلي الأفضل- وأن طالت وتعرجت مسالكها مؤكدة النتائج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حسابات صغيرة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

حسابات صغيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» خرجة وبوصوفة خارج حسابات الطاوسي في الـ "كان"
» وِيكِيلِيكْسْ سيفضح حسابات المغاربة بسويسرا
» حسابات متداخلة: صفقات السلاح الرئيسية بعد الثورات العربية
» ليبيا ما بعد القذافي.. بناء دولة أم تصفية حسابات؟ الخطوة التالية
» (ملحمة صغيرة)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: