مبارك يعترف بالتزوير
فراج إسماعيل |
12-12-2010 00:13 عنوان مثير حقا.. ذلك الذي نشرته "المصري اليوم". وهو أيضا من المضحكات المبكيات.
لأول وهلة تتصور أن القيامة قامت عندما تقرأ الآتي "محمد حسني مبارك: خسرت انتخابات "الشعب" لأنني مستقل.. وكرهت الوطني وتزويره"!
أخيرا الرئيس يعترف.. وأخيرا ها هو يخسر. وها هو مثلنا ومثل كل الشعب المصري يعلن كراهيته للحزب الوطني وتزويره!
تخيلت أن نومة طويلة أخذتني صحوت منها على انتهاء الانتخابات الرئاسية عام 2011 وأن "الوطني" بمجموعة جمال وعز وكمال انقلب على رئيسه ورشح "النجل" ولم يجد "الرئيس محمد حسني مبارك" أمامه من سبيل سوى أن يترشح مستقلا بعد حصوله على النسبة التي تؤهله لذلك حسب الدستور من مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية.
قاد أحمد عز عملية التزوير نفسها التي نفذها بشراسة وعنف وعلى المكشوف في انتخابات مجلس الشعب "في العام الماضي" ضد المعارضة والمستقلين. هذه المرة ضد رئيس الحزب الوطني نفسه ورئيس الجمهورية "المنتهية ولايته"!
فاز جمال على والده بتزوير فاضح وتسويد للصناديق ساهم فيه رؤساء اللجان العامة والفرعية الذين قاموا بمهمتهم من مكاتب رؤساء المباحث في أقسام الشرطة. وذاق الرئيس محمد حسني مبارك "الطعم المر" لتزوير إرادة الشعب.
سقط محمد حسني مبارك سقوطا هائلا لم يتصوره لحظة واحدة. وها هو ينضم إلى صفوف الجماهير معلنا كراهيته للحزب الوطني الذي تربى وتسمن على يديه عندما كان رئيسا، وكراهيته للتزوير. آه لو أصغى إلينا الرئيس وقرأ ما كتبناه طويلا عندما كانت في يده مقاليد السلطة. آه لو تخلى عن موقفه السلبي تجاه شعبه الذي طلب منه مراراً التدخل وتقليم أظافر مجموعة جمال وعز وكمال.
لكن ماذا تفيد الآه الآن؟!.. وماذا يفيد البكاء على اللبن المسكوب؟!.. ليس أمام محمد حسني مبارك سوى أن ينضم إلينا ما بقي من عمره، وأن يحاول توصيل صوته إلى نجله لعله يستفيد من تجربة "الوالد" وينهي السيطرة الغاشمة لـ "الوطني".
البعض سيطلب مني أن أتغطى. في الواقع كنت في كامل الاستيقاظ، لكن لعله نوع من أحلام اليقظة استمر لوقت قصير جدا قبل أن أقرأ قصة العنوان المثير..
المقصود هو اللواء محمد حسني مبارك ابن العم غير الشقيق للرئيس مبارك. لم ترحمه علاقة القربى المتقدمة جدا التي تقترب من الدرجة الأولى من أن يكون ضحية لتزوير أحمد عز لمجرد أنه ترشح مستقلا، فيما نجح ابن العم الآخر "أمين مبارك" لأنه تابع للحزب الوطني!
يقول اللواء محمد حسني مبارك إنه لم يكن يتصور ما حدث من أشكال وصور التزوير، خاصة في الفرز، بعد أن رأى منافسه يقوم بادخال صناديق بديلة مسودة البطاقات قبل الفرز بأربع ساعات!
ووصف مجلس الشعب الحالي بأنه بارد كالثلج باعتبار أنه ليست به معارضة. واتهم رئيس اللجنة العامة للانتخابات بقويسنا التي جرى فيها التزوير ضده بأنه قام بعمله من مكتب رئيس مباحث مركز شرطة قويسنا.
فركت عينيً ونظرا يمينا وشمالا مردداً.. اللهم اجعله خيرا!