دبلوماسية المصائب
2010-12-07
المصائب الطبيعية التي توقع العديد من الضحايا وتلحق اضرارا على مستوى وطني تجند المساعدة والعطف الدوليين للدولة المصابة. هكذا حصل ليس فقط في هاييتي، نيو اورليانز او تشيلي حتى ايران حظيت بحقنة من العطف في أعقاب الهزة الارضية الشديدة التي ألمت بها. ونجحت مثل هذه المصائب في جسر العداء الذي يمتد لاجيال، مثلما أحدثت الهزة الارضية في تركيا في 1999 التغيير الدراماتيكي في علاقاتها مع اليونان.
مع الحريق في الكرمل اسرائيل أيضا أصبحت دولة مصابة بالمصيبة، ورغم صورتها التي وصلت الى اسفل الدرك، اكتشفت ان حتى خصومها ومنتقديها الاشد مستعدون لان يتجندوا لمساعدتها ويتذكروا مساهمتها للدول المصابة بالمصائب. المساعدة من الاردن، استعداد السلطة الفلسطينية للتجند للمساعدة، اقوال التشجيع والمساواة من الرئيس المصري، وبالاساس، طائرات الاطفاء التي بعثت بها تركيا الى جانب مواساة رئيس وزرائها، تثير من جديد الاحساس المنسي للعطف وللانتماء الى الاسرة الدولية، التي تسير اسرائيل الى الابتعاد عنها.
الى جانب المصيبة الفظيعة والحزن على ضحاياها، فان هذه ايضا هي لحظة ارادة تستدعي الحكمة السياسية. حكمة تعرف كيف تميز الفرص التي تقع امام اسرائيل، لترميم صورتها واصلاح اخطائها.
الشكر الشخصي من رئيس الوزراء لنظيره التركي، واقواله، في أن المساعدة 'هي مدخل لتحسين العلاقات بين الدولتين' مشجعة وتشير الى الاتجاه المناسب. هذه الاقوال تتطلب ايضا افعالا حقيقية. الاعراب عن الاسف على مقتل المواطنين الاتراك في قضية الاسطول، والتعويض لعائلاتهم. مسألة المسؤولية على أي حال يجب التحقيق فيها، وعملية الاسطول تلقت انتقادا حتى في اسرائيل. الاعراب عن الاسف لن يلغي مسؤولية النشطاء الاتراك عن الاسطول، والتعويض لن يلقي على اسرائيل بمسؤولية أكبر من تلك التي تتحملها. ثمن المكانة الاسرائيلية لا يستحق حجم الضرر السياسي الذي لحق باسرائيل بسبب القطيعة بين الدولتين.
كما أن هذه هي الفرصة للطلب من تركيا استئناف الوساطة بين سورية واسرائيل، والاثبات بذلك بأن من يطلب مساعدة من الاسرة الدولية يفهم بان عليه ايضا أن يكون منصتا لتوقعاتها السياسية.
أسرة التحرير
هآرتس 7/12/2010