- السفسطائي

حين َ كان َ الشاعر ُ يهيم ُ على وجهـِه ِ

في الصـحارى

وفي المـُدُن ِمتـسوّلا ً

لم يستـطع ْ بـحْر ُ الـرجـز ِ الا أن يكون

تـحت َ عجـيزتِه ِ

فـي أداء ِ هذه ِ الـمـهمّة ِ حمـارا ً

*

ثم ّ ان ّ الشاعر َ ارتدى لأمـة َ حربه ِ

واستعد ّ لمناجزة ِ الخصوم ِ

سيفا ً لسيف ٍ

فانقلب َ حال ُ بحر ِ الرجز ِ فجأة ً

وصار َ يصهل ُ

ويرمح ُ بقدميه ِ الاماميّتين ِ

وجوه َ الفرسان ِ الخصوم ِ

وصار َ يدعى

إبّان َ الحروب ِ

حصانا ً

*

وتقدّم َ الزمان ُ بالشاعر ِ

حتى صار َ كهلا ً

فهو ّ اذ يانف ُ

من التسوّل ِ في الطرقات ِ والخيام

لا يجد ُ من حيويّة ِ بدنه ِ

ما يبقيه ِ في نظر ِ نفسه ِ فارسا ً

فجنح َ للحكمة ِ وارتدى بزّة َ التصوّف ِ

وصار َ لا يحضر ُ في مجلـس ٍ

او يوجد ُ في لفيف ٍ من اصدقاءه ِ

الا وكلمة ُ الفصل ِ

في شؤون ِ النظر ِ والفلسفة ِ

من اختصاص ِ سفسطته ِ هو َ

*

فضّل َ بحر ُ الرجز ِ ان يظل َّ حصاناً

متقدّما ً في السن ِّ بعض َ الشئ ِ

لكنه قادر ٌ على حمل ِ جثّة ِ الشاعر ِ المتصوّف ِ اضطرارا ً

واذ راى ان ّ سفسطته ُ تعقّد َ تركيبُها

وصار َ عسيرا ً على الناس ِ

ان يكتشفوا في طيّاتها المعنى

اجرى بعض َ التحويرات ِ الفنية ِ على بدنه ِ

وخلطها بالحمار ِ الذي كانه ُ من قبل ُ

واستوى في باحة ِ دار ِ السفسطائي ِّ البليغ ِ بغلا ً

*

البغل ُ يفهم ُ بلاغة َ السفسطائي ِّ

ويفك ُّ شفرات ِ المعنى فيها

ويعلسها باسنانه ِالمكشّرة ِ امام الناس ِ

فيستلقون َ على ظهورهم ضاحكين

وكان ّ الغازها لم تزلزل اذهانهم من قبل ُ

*

الآن َ

يبلغ ُ عمر ُ الشاعر ِ مستوى عرْي ِ الخرافة ِ

وما عاد َ بالامكان ِ

ان يمتطي حماراً

ولا حصانا ً

ولا بـغلا ً

ولا ان ينهر َ كلبا ً جبانا ً بحجارة ٍ حتى

*

وبما انه ُ فقد الشهيّة َ لا للطعام ِ فقط

بل للنظام ِ ايضا ً

صار َ يـُحـْدِثُ في مكان ِ نومه ِ

ويشرب ُ بوله ُ

من دون ِ ان يحتقن َ على جرّة ِ الماء ِ الفارغة ِ امامه ُ

وطبعا ً هو َ يشعر ُ بعبثيّة ِ الخلق ِ

فكلّما نظر َ الى قضيبه ِ

وتذكّر َ مغامراته ِ الجنسيّة َ

الجريئة َ السالفة

مع عاهرات ِ الانس ِ والجان ِّ

لطم َ جبينه ُ بندم ٍ

واحتقر َ غريزة َ الحيوان َِ في صلب ِ آدم َ

*

لم يعد ْ في مـُكـْنة ِ البغل ِ

ان يمسخ َ نفسه ُ الى شئ ٍ

صحيح ٌ ان َّ بدنه ُ بدا شابّا ً

الا ان ّ شيخوخةَ َ روحه ِ

طفحت على عينيه ِ فجعلته ُ اعمى

وخلافا ً للشاعر ِ الهرم ِ

كان البغل ُ العقيم ُ

يسبّح ُ بحمد ِ القدر ِ كثيرا ً

كون ُ ماساة ِ الوجود ِ بالنسبة ِ له ُ

تحتاج ُ رفسة ً منه ُ في بطنها وكفى

*

وفي غفلة ِ من الشاعر ِ

اثناء َ نومه ِ

اخذ َ البغل ُ من شعره ِ

ناصع ِ البياض ِ

قضمة ً

فعلسها جيّدا ً

حتى استخرج َ ما فيها

من عصارة ِ السم ِّ في راس ِ ابليس َ

وباصرار ٍ

وفي غفلة ٍ من الشاعر

اثناء َ نومه ِ العميق ِ

بلعه ُ فمات

- السفسطائي

- السفسطائي :: تعاليق

- السفسطائي