كيف يشتغل اللوبي الجزائري بإسبانيا؟

x

إن التحالف غير المعلن بين إسبانيا والجزائر لمعاكسة المصالح العليا للمغرب ودعم البوليساريو يبدو واضحا من خلال توصيات أشغال الاجتماع الرابع الذي جمع ما بين رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس ثاباطيرو والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم 7 يناير الماضي، حيث نقرأ في إحدى فقرات البيان المشترك الذي صدر على هامش هذا اللقاء ما يلي: «إن اسبانيا و الجزائر يعتبران أن تسوية النزاع بالصحراء الغربية تكتسي طابعا أولويا، إذ استعرض البلدان آخر التطورات المتعلقة بهذه المسألة وعبرا عن إرادتهما في مواصلة العمل في إطار الأمم المتحدة قصد التوصل إلى حل عادل ونهائي يقبله الطرفان المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، والذي يضمن الحق في تقرير مصير الشعب الصحراوي».
وهنا يظهر الوجه المزدوج لسياسة إسبانيا، فهي ضد مبدأ تقرير المصير في إقليم الباسك وكاطالونيا، وأحيانا المواقف الإسبانية الرسمية نجدها مع المقترح المغربي، في ما يتعلق بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ولكن حينما تلتقي إسبانيا مع الجزائر، فإن الخصم واحد، وهذا ليس غريبا عن التحالف الجزائري الإسباني. فالجزائر ساندت احتلال جزيرة تورا أثناء اندلاع الأزمة ما بين المغرب وإسبانيا.
وهذه التحالفات المصلحية ما بين الجزائر وإسبانيا لا يمكن فصلها عن سياقها التاريخي والاقتصادي. فالجنيرال فرانكو كان يدعم سرا جيش التحرير الوطني الجزائري وجيش التحرير المغربي ضدا في فرنسا التي كانت تساند الجمهوريين والشيوعيين، وعقب تولي الهواري بومدين مقاليد الحكم بالجزائر ساعده سرا ضدا في المغرب بالرغم من أن بومدين كان معروفا بمواقفه المساندة للتنظيمات الثورية، سواء بالباسك وكطالونيا وجزر الكناري.
وبعد مرحلة الانتقال الديمقراطي التي عاشتها إسبانيا عقب موت الجنيرال فرانكو وإصدار دستور جديد سنة 1978، استطاعت الجزائر نسج علاقاتها مع التنظيمات اليسارية الإسبانية للترويج وضمان حشد التعبئة لأطروحة البوليساريو وحافظت على علاقاتها القديمة مع ورثة فرانكو المدعومين من طرف لوبي الغاز والبترول والأسلحة. كما أنه أثناء اندلاع الحرب الأهلية الجزائرية فتحت إسبانيا ذراعها للجزائر بعدما أغلقت فرنسا أبوابها وفتح جسر جوي يربط وهران بأليكانتي والدليل على ذلك وجود 4000 جزائري في السجون الإسبانية.
وأيضا هذه العلاقات لا يمكن فهمها إلا في سياق اقتصادي، خاصة إذا علمنا أن حوالي 60 في المائة من واردات الغاز بإسبانيا تأتي من الجزائر، في حين تزودها إسبانيا بحديد البناء بنسبة مهمة، حيث تخصص الجزائر سنويا أزيد من ملياري دولار لاقتناء هذه المواد وهي تفوق فاتورة شراء الأدوية بالجزائر.
وطيلة كل هذه السنوات عملت إسبانيا على استغلال واستثمار كل التناقضات الإيديولوجية والصراعات السياسية الحاصلة ما بين المغرب والجزائر كي تستفيد منها في كل الأحوال..

كيف يشتغل اللوبي الجزائري بإسبانيا؟

كيف يشتغل اللوبي الجزائري بإسبانيا؟ :: تعاليق

كيف يشتغل اللوبي الجزائري بإسبانيا؟