تركيا تعرّف إسرائيل بأنها تهديد إستراتيجي وتل أبيب تتحسب من قطع العلاقات
2010-10-31
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
تل أبيب- أعدّ مجلس الأمن القومي التركي وثيقة، مؤخرا، قال فيها إن سياسة إسرائيل تؤدي إلى انعدام الاستقرار في المنطقة وإلى سباق تسلح ولذلك فإنها تشكل تهديدا إستراتيجيا على المصالح التركية، فيما عبر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية عن تحسبهم من خطوات سينفذها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وتقود إلى قطع العلاقات بين الدولتين.
ونقلت صحيفة (هآرتس) الأحد عن مصادر سياسية تركية قولها إن تعريف إسرائيل على أنها تشكل تهديدا إستراتيجيا على تركيا من شأنه المس بالعلاقات الأمنية المتبادلة وعرقلة التعاون بين جيشي الدولتين الذي يواجه صعوبات أصلا في أعقاب تدهور العلاقات بينهما.
وأضافت المصادر التركية أن وثيقة مجلس الأمن التركي ليست مجرد تصريح آخر يطلقه رئيس حكومة أو جهات سياسية وإنما هذه صيغة ملزمة بالنسبة لأجهزة الأمن.
وأوضحت المصادر ذاتها أن تعريف إسرائيل كدولة تشكل تهديدا على تركيا نابع من السياسة التركية التي تتطلع إلى (صفر مشاكل مع جاراتها) ولذلك فإن كل من يهدد هذه السياسة يعتبر بالضرورة كتهديد قومي.
وقالت المصادر التركية إن التهديدات التي تصدر بين حين وآخر بشأن مهاجمة إيران وسياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في القدس والجمود في المفاوضات مع الفلسطينيين والتخوف من هجوم إسرائيلي على لبنان، هي جزء التعليلات لتعريف السياسة الإسرائيلية على أنها تهديد إقليمي وتهديد على تركيا.
وفي مقابل ذلك قال عضو في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم للصحيفة الإسرائيلية إن العلاقات بين الدولتين قابلة للتحسن وإنه في حال وافقت إسرائيل على الاعتذار ودفع تعويضات لعائلات المواطنين الأتراك الذين شاركوا في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة وقُتلوا بنيران قوات البحرية الإسرائيلية فإنه سيكون بالإمكان إعادة العلاقات إلى وضعها قبل الأزمة.
وأشارت (هآرتس) إلى أن مجلس الأمن القومي التركي يعرف بين حين وآخر التهديدات الإستراتيجية الماثلة أمام تركيا ويوجه هذا التعريف سياسة الحكومة وأنشطة الجيش.
ويرأس مجلس الأمن الرئيس التركي عبد الله غول ويشارك في عضويته رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وقادة الأذرع الأمنية التركية، ويتم شمل قرارات المجلس في (الكتاب الأحمر) وهو مجموعة التقييمات الأمنية التركية والتي تبقى سارية المفعول لمدة خمس سنوات.
وأقر مجلس الأمن القومي التركي أن سوريا وبلغاريا وأرمينيا وجورجيا لم تعد تشكل تهديدا أمنيا على تركيا، بينما لا تزال اليونان ضمن الدول التي تشكل تهديدا كهذا، كما أن الوثيقة تذكر إيران في إطار سياستها الداعية إلى جعل الشرق الأوسط منطقة منزوعة من السلاح النووي.
وعقب مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى على القرار التركي بالقول "إذا كانت هذه الأمور صحيحة فإن هذا تطور مؤسف للغاية، وهذا دليل على الوجهة المستقبلية السيئة التي تسير تركيا نحوها".
وفي سياق متصل أفادت صحيفة (معاريف) بأن معلومات مررها دبلوماسيون غربيون إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إنه قبيل الانتخابات العامة التي ستجري في تركيا في حزيران/ يونيو المقبل يتوقع أن ينفذ أردوغان خطوات تؤدي إلى تدهور كبير في العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وقد تصل إلى حد قطع العلاقات بينهما بشكل كامل.
وأضافت إنه وفقا للمعلومات التي وصلت إلى الخارجية الإسرائيلية فإنه يتوقع أن ينفذ أردوغان خطوات متطرفة من أجل زيادة شعبيته، وان هذه الخطوات لن تؤدي إلى تدهور علاقات تركيا مع إسرائيل فقط وإنما مع دول أوروبية والولايات المتحدة أيضا.