سقوط أحجار الشطرنج تدار من واشنطن وتل أبيب

سقوط أحجار الشطرنج تدار من واشنطن وتل أبيب

أضيف في 01 فبراير

يعتبر السيد وليام
جاي كار من أعظم الذين كتبوا عن المؤامرة والذي أثبت بالادلة عن وجودها
قطعا لا تخمينا، وحيث أنه قام بتحليل تسلسل الأحداث والترابط بينها وقد ألف
كتابين من أعظم الكتب التي تتحدث عن المؤامرة وطريقة حكم العالم والتخطيط
لذلك من قبل عصابة من الصهاينة وهذان الكتابان هما "أحجار على رقعة
الشطرنج" والذي إقتبسنا منه بعض الكلمات وكتاب"ضباب أحمر فوق امريكا".

من المعلوم ان
مراكز البحث والإستراتيجيا في الولايات المتحدة الامريكية يقومون بدراسة
شاملة لدول العالم وانظمته وماستكون عليه الامور بعد كم من سنة، ويقال أن
الولايات المتحدة تقوم بإجراء بحوث تعتمد على أربعمائة سنة مقدما بينما
اوروبا على مئتي سنة، كما هو معلوم أيضا ان المخابرات المركزية تقوم كل عام
بإجراء دراسة لما ستكون عليه الولايات المتحدة بعد كم من سنة وماسيكون
عليه أصدقائها واعدائها، ومايهمنا هنا هو النقطة الاخيرة، حيث تشير بعض
الدلائل إلى وجود مخطط لترتيب البيت الداخلي العربي واحدا واحدا وان العمر
الإفتراضي للانظمة الحاكمة بدعم من الولايات المتحدة الامريكية قد وصل إلى
نهايته وأنه حان الوقت لتجديد أو تشبيب الانظمة التي إنتهت مدة صلاحيتها.

يرجح أن يكون
المنظرون في مراكز البحث والدراسات بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية
أن يكونوا قد أعدوا خطة للتخلص من الأنظمة العربية الحاكمة والموالية لها
بعد كم من سنة، ولابد وأنهم قد وضعوا لكل نظام عمره الإفتراضي وتاريخ
إنتهاء صلاحيته ليكون بعدها غير صالح للإستهلاك.

المرحلة الاولى:
كانت مع نظام بن علي في تونس، نظام قمعي وبوليسي بالدرجة الاولى، تفانى في
خدمة الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية كما كان مأوى وحاضن
لبعض عملاء الموساد حيث خصص النظام لهم جزيرة جربة للراحة والإستجمام
وقاعدة لوجستية كاملة، فكان أن أوعزت المخابرات المركزية إلى شركائها في المخابرات الجزائرية
ليقوموا بدورهم بإصدار أوامر لعملائهم في الجيش التونسي والمخابرات للقيام
بانتفاضة للإطاحة ببن علي والذي تم تطبيقه حرفيا فانتفضت تونس وأطيح ببن
علي لانه لم يجد غير الشرطة التي لم تكن مؤهلة لصد إنقلاب شعبي مدعوما من قبل الجيش والمخابرات وبهذا تم إسقاط الحجر الأول.

المرحلة الثانية:
هي إسقاط نظام حسني مبارك في مصر، فتحركت آلة المخابرات الجهنمية تدفع
بالامور إلى الإنتفاضة وتهيء لأسباب سقوط النظام العميل بدعم سري وعلني من
الولايات المتحدة الامريكية، فكلفت رئيس المخابرات المصرية بالمهمة، فقصة
تورط جهاز المخابرات المصرية وبصفة خاصة عمر سليمان كانت قد سربت في شهر
سبتمبر، أي قبل الإنتفاضة الشعبية المزعومة بخمس أشهر تقريبا وقد سربها احد
ضباط المخابرات لكنها لم تحضى باهمية إعلامية لسبب مجهول معلوم.

أدرك حسني مبارك
أن هناك لعبة قذرة ومؤامرة تحاك ضده فقام بإجراءات معروفة في كافة الأنظمة
في العالم وهي إستباق الامور فعين عمر سليمان نائبا له بالإظافة إلى تعيين
قائد في الجيش وقام بتغييرات جذرية لبعض الهيئات الحساسة حتى يفقد جهاز
المخابرات وكذلك مؤسسة الجيش توازنهما.
بصمات المخابرات المركزية في الاحداث
لقد أدرك صناع
القرار في واشنطن وتل أبيب أن نهاية الأنظمة الدكتاتورية آتية لا محالة
ولهذا فقد أعدوا لخطط بديلة واحتياطية من شأنها ان تستبق الأحداث ، فقرروا
التعجيل بالإطاحة بكرزايات قديمة واستبدالها بكرزايات جديدة لكنها تدين
بالولاء لمحور واشنطن تل أبيب وضرب عصفورين بحجر واحد، إسقاط الحرس القديم
واستبداله بحرس جديد والحيلولة دون بروز أنظمة ممانعة على غرار دول امريكا
اللاتينية والحيلولة دون إنتقال العدوى من أمريكا اللاتينية إلى إفريقيا
والوطن العربي، فهناك عدة مؤشرات تشير إلى أن هناك خيوط خفية تقوم بتحريك
الشارع العربي من وراء الكواليس، فمن المعلوم أن الشعوب العربية ميتة منذ
زمن بعيد، ومن المعلوم أن المخابرات المركزية لها باع طويل في إسقاط
الأنظمة حول العالم، في فنزويلا وأعاده الشعب، بنما، البيرو، الكونغو
وحاولوا مع زمبابوي وساحل العاج لكنهم فشلوا فشلا ذريعا.

يقال أنه حينما
تعطس الولايات المتحدة تصاب الأنظمة العربية بالزكام، فلو لم أسمع وأرى
نشرة العربية هذه الليلة لأقسمت باغلض الإيمان أن الخبر مجرد كذبة، لم
أتمالك نفسي وأنا أسمع عمرو موسى وهو يقول أنه حان الوقت للتغيير في
مصر !!، يا إلهي ماذا أسمع ومن هذا الذي ينادي بالتغيير؟

قناة العربية
والمعروفة بخطها الإنبطاحي والذي تعتبر لسنا حال النظام السعودي المتصهين
إنظمت إلى الفرقة بشكل مفاجئ وأصبحت بين يوم وليلة صوتا للشعب المضلوم
ومنبرا للتحرير يالسخرية القدر. فلو لم يتلقى النظام السعودي أوامر من
واشنطن بدعم الإنتفاضة الشعبية المصرية لوظف جميع ترسانته الإعلامية وزادها
أبواق التكفير للنيل من الشعب المصري ولأصدرت هيئة الرهبان فتوى تكفر
الشعب المصري ولأرسلت المخابرات السعودية إنتحاريين يفجرون انفسهم بين صفوف
الشعب لمعاقبته.

حسب تقديراتي فإن المؤامرة ضد نظام مبارك بدأت منذ إرسال البرادعي إلى مصر،
حيث اوعزوا له بمهمة ترتيب وتهيئة نفسه واختيار مايناسبه من عملاء ليكونوا
كرزايات مصر في المستقبل وقد امدته بدعم إعلامي وهيئت له الأرضية لتولي
منصب كرزاي مصر المستقبلي، وبعد اقتراب مساعة الصفر قامت المخابرات
المركزية والموساد بتفجير كنيسة الأقباط لتأليب الأقباط على النظام المصري
واتخاذه ذريعة للتدخل وجعله قميس عثمان، لكن إلتفاف الشعب ودعمهم للأقباط
واحتواء النظام المصري للأحداث من خلال زيارات متوالية لطاقم وزاري للأقباط
ومواساتهم أفشل المؤامرة مادعى بالمخابرات المركزية بالأنتقال للخطة
الإحتياطية وهي تفجير النظام من خلال الشعب بدعم من الجيش والمخابرات وهو
ماحدث فعلا، فلا عجب أن نرى هذا الدعم السخي للجيش والمخابرات للشعب المصري
كما فعل الجيش التونسي قبله ويالها من مفارقة وتناغم تام بين الحدثين !!
فإصدار الجيشين لبيان تأييد ومساندة هو حالة نادرة في الجيوش العربية والتي
كانت صمام الامان للحكام على مر السنين فمن أشار عليهم بهذا؟

مايدعوا للشك
والريبة هو التأييد التام لبعض الأنظمة الرأسمالية للشعبين المصري
والتونسي، فلم تكتفي فرنسا بتجميد حسابات بن علي وزبانيته ومثله فعلت
سويسرا وكندا، بل رفضوا رفضا قاطعا إستقباله وإيوائه، هذه الانظمة المنافقة
والمتآمرة والتي أيدت ودعمت إنقلاب الجيش على الرئيس الفنزويلي الشرعي
هوغو شافيز وأيدت الإنقلاب على الرئيس البرازيلي وأيدت وسكتت عن قتل الرئيس
صدام حسين وإختطاف الولايات المتحدة لرئيس بنما من قصره والذي رفض إقامة
قاعدة عسكرية في بلاده واغتالت أميلكار وشي غيفارا ومارتن لوثر كنج وكندي
ودمروا يوغسلافيا وقسموا تشكوسلوفاكيا قتلوا مليزوفتش في زنزانات لاهاي حتى
لايقوم بفضح اوروبا وامريكا، لقد قتلوا الكثير من الزعامات التي رفضت
الرأسمالية المتوحشة، هل يمكن لهذه الانظمة أن تدعم إختيار الشعب العربي؟
ألم تحارب الأنظمة الرأسمالية الحكومة الديمقراطية التي أتت بها صناديق
غزة؟ مخطأ من يصدق ان أمريكا وأوروبا تذرف دموعا لأجل سواد عيون الشعب
العربي ومخطأ من يضن أن أمريكا وأوروبا هي مهد المخلص.

من هو التالي؟
حسب تقديراتي فإن الدول النفطية كالجزائر والسعودية والكويت قد تؤجل قضيتها إلى حين الإنتهاء من ترتيب البيت الداخلي التونسي والمصري حتى لاتؤثر مجريات الأمور على صادرات النفط والبورصات الدولية ولكنني متأكد من أن الدور قادم لا محال لان مراكز القرار في واشنطن وتل أبيب عازمة على إعادة تشكيل الخارطة السياسية العربية وإيجاد كرزايات اخرى للمرحلة القادمة،
لكن إذا قمنا بعملية حسابية بسيطة فإن اليمن والسودان قد تكونان الضحية
الثالثة والرابعة وأنا أرجح اليمن ثم السودان وبعدها ربما الأردن.

سقوط أحجار الشطرنج تدار من واشنطن وتل أبيب

سقوط أحجار الشطرنج تدار من واشنطن وتل أبيب :: تعاليق

سقوط أحجار الشطرنج تدار من واشنطن وتل أبيب