قالت صحيفة “ذي كونفرزشن” البريطانية إن في 26 يونيو 2015، شهد العالم ثلاث هجمات إرهابية عنيفة في ثلاث قارات مختلفة، تونس حيث فتح مسلحون النار على سياح بشاطئ سوسة، وفي فرنسا، قطع رأس رجل خلال محاولة لتفجير محطة غاز، وفي الكويت، هاجم انتحاري مسجدا في شهر رمضان، ولكن في الكويت تعد التفجيرات هي الأحدث في السلسلة التي شملت الخليج العربي والتي تحاول تعزيز الانقسامات بين السُنة والشيعة.
وتضيف الصحيفة أن السلطات الكويتية أوضحت أن منفذ العملية هو الانتحاري “أبو سليمان موحد”، استهدف مسجد الإمام الصادق، حيث يصف المتشددين هذا المسجد بأنه “مسجد المرتدين”، مشيرة إلى أن التفجير خلف 27 قتيلا وأكثر من 200 جريحا، مما يجعله أسوأ هجوم إرهابي يضرب الكويت منذ سنوات عديدة، وهي المرة الأولى التي يتم استهداف مسجد في تاريخ البلاد.
وتوضح “كونفرزشن” أن ولاية نجد ومقرها السعودية أعلنت مسؤليتها عن التفجير، وقد أعلنت انتمائها لداعش، وفي السابق أعلنت مسؤليتها عن التفجيرات التي استهدفت مسجدين في السعودية في القطيف والدمام، لافتة إلى أن الكويت مثل بقية دول الخليج يوجد بها عدد سكان كبير من الشيعة، وهذا الهجوم يبدو على ما أنه محاولة لتحدي الوحدة الوطنية، ولكن في نفس الوقت يسلط الضوء على الانقسام الطائفي الآخد في الاتساع بمنطقة الخليج بشكل عام.
وتضيف الصحيفة أن الأزمات الطائفية في المجتمعات بدأ في الظهور بعد الثورات العربية، كما أن داعش تسعى لنزع الشرعية عن الحكام السياسين في أنحاء المنطقة، مشيرة إلى أنه في الكويت لا يظهر الفارق الديني في القضايا السياسية أو الأمنية، موضحة أن داعش تأمل في خلق فجوة بين الطوائف الدينية في الخليج، للحصول على دعم المذاهب المتطرفة.
وتؤكد الصحيفة أن الهجوم على مسجد الإمام الصادق في الكويت هو أحدث خطوة في لعبة الشطرنج الإقليمية، وخلق علاقة من التوتر بين الحكام والمحكومين، وتزايدها بشكل أوسع.