الكرخ فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 964
الموقع : الكرخ تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | قصة من الف ليلة وليلة 2010 - الجزء الاول - فتى الارض وفتى الجن | |
في قديم الزمان كان يعيش فتى اسمه نعمان يعيش في قريته البسيطة راغبا في عيشة شريفة. قرر نعمان سفرا الى بلاد الشام حيث يقطن الملك شهريار وزوجته الجميلة شهرزاد . كان يود سماع قصصها والارتواء من مغازيها ومعانيها – كان نعمان شابا وسيما جدا ذو بنية جذابة انيقة وكان مثليا راضيا بما قسم له وشاكرا ربه على كل شيء . حضر نعمان القصر فاستأذن الخدم والحشم لقاء شهريار الملك الرفيع . قبل شهريار لقائه وحينما راه جن جنونه من جماله وحسن وجهه وزرقة عيناه . فسأله الملك الجلوس الى مقربة منه حتى لبى نعمان مطلبه فأصبح قريبا الى جانبه. سأله الملك قائلا اطلب يا اجمل ما في القصر وارني مبتغاك . قال نعمان سيدي العظيم ذو الجمال والحكمة والرونق والسلطة , يا من تهابه الناس حبا واحتراما به ويا من يخافه الجيوش لقدرته وقوته . سمعت قصص شهرزاد واحببت معانيها واحببت كل ما فيها حيث الحب سيدها والجمال مشيدها . ابتسم الملك فقال يا نعمان هذه قصص الغلمان أوتعشق معاشرة الرجال؟قال نعمان اني في الحب رهين وفي قلبي للعشق رنين وانين ... اوهل في الحب نختار جنس من نحب؟ فقلوبنا تختار وانا اعشق الفتيان واتوق لملمسهم وارجو عشقهم واحضانهم ... أحب الملك هذا الفتى الوسيم فطلب منه البقاء ليلة في قصره حتى يستمع الى قصة مولاته ... وانسدلت ستائر الليل واذا بشهرزاد تأتي مولاها وهو حاضن للفتى نعمان , فأخذت تتملق بعينيها ولكنها حاولت عدم اغضاب مولاها .. فدخلت وجلست الى جانبه وتقول : مولاي شهريار العظيم يا صاحب العفة والحكمة والقوة , يا من صنع تاريخ الامة حتى وصل الى القمة .. يا من ليس في عطفه احد ولا في مثل حبه قد شهد ... بلغني يا مولاي ان غابة من غاباتك وبقعة من بقعة بلادك كانت تقطنها الاشباح الغادرة والوحوش القاتلة ... كانت في هذه الغابة عجوز تحضن في كوخها حفيدها زمرد ... كان شابا يافعا من اجمل شباب الكون ... كانت العجوز قد احتضنته لان لا اهل له فقد ولوا في طريقهم المنتهي فأصبح بلا مأوى الا جدته ... كانت العجوز صاحبة للاشباح وصديقة للوحوش. فقد كانت ساحرة قوية وماهرة . كانت تبعث بحفيدها الى البلدة المجاورة حتى يأتي بالطعام وفي المساء يرجع بسلام. حتى جاء اليوم المنكوب , نزل من السماء جنا قوته تزاهي قوة من يسكن في الغابة . فأخذ زمرد ورفعه معه الى موطنه. جنت الجدة جنونها فقررت حربا طاحنة وحرقا لكل طاغية . فجمعت وحوش الارض كلها واشباحها . وقفت وسط الوحوش لا ابهة ولا خائفة وصوتها يعلو ويرفرف ويزلزل ....قالت : ايتها الوحوش الموعودة ساعدتك اوقاتا عديدة ورويتكم سنوات مديدة وها قد حان وقت استرجاع ما اخذتم فعليكم بسماء الجن قاتلوهم من صغيرهم الى كبيرهم وارجموهم بغضبكم وزجوهم بين اكوام الصخور الحارقة واسلبوهم ابنائهم وزجو سيوفكم في اعناقهم فلا ترأفو بهم ولا ترحموهم فقد سلبو فتاي الصغير وسوف يندمون وسوف للنوم يشتاقون .... اخذت الوحوش تزأر وتصيح وللسماء تعلو وتنوح ...سمع الجان بغضب الارض فأخذو يعدون ما استطاعو من قوة ليحفظو كرامتهم وليحفظو العرض , جاء ملك الجان بالفتى زمرد الغلام فأخذ ينظر الى عينيه ويرتوي من جماله وفتنه ... قال له يا فتى الارض جئنا بك الى هنا ونحن لا نقصد اذيتك ولا نقصد بها اخذك وسلبك واني ارى ان تبيت في قصري الليلة في حجرة ابني عبيدة وفي الصباح الباكر نعيدك الى وطنك . أخذه عبيدة الى حجرتة الكبيرة ... قال له اتعلم بأنك جميل المنظر والهيئة؟ ابتسم زمرد وأخذ يحوم في الغرفة يتفقد ما فيها حتى وصل الى بركة سباحة كبيرة قرب غرفة عبيدة, قال زمرد هل استطيع السباحة؟ فأجاب بسرعة عبيدة : تستطيع تستطيع وسأحضر لك المنشفة . فأخذ عبيدة ينظر الى.زمرد الجميل وهو يسبح ذهابا وايابا حتى قال له زمرد تعال واسبح الى جانبي. قال له عبيدة حسنا – فخلع عنه ملابسه ودخل اليه يلاعبه حتى اتت لحظة اقتربا الى بعضهما ونظرا الواحد للاخر واخذ عبيدة يده ليلامس وجهه , فلم يمانع زمرد واخذ هو ايضا بيده ليلامس وجنتيه فاقتربا واقتربا واذا بهما يتقبلا وبالحب يمتلئا وللشوق شاغفا وللعشق مرتقبا ... فاخذه عبيدة وجعله نائما الى جانبه فقال له اشعر اني احبك فهل الحب بين الفتية مقبول؟قال له اينما تشعر بقلبك يخفق وعيونك في حب وشوق – فاعلم انه الحب الصادق . فأنا قد احسست ذلك معك واشعر بذلك حينما اجلس الى جانبك ... ومن هنا اشتعلت حلقة الحب بين امير الجن وفتى الارض .نام الشابان متعانقان تروادهما الاحلام والحب الرنان فلا بد انهما عاشقان ... وفي الصباح الباكر اذ يهتز القصر الشامخ وتعلو النيران موطن الجن , الوحوش بنيرانها وغضبها والجن بسحرها وشعوذتها , تمتلئ السماء دخانا وتعلوها نيرانا وتمطر السماء حجارا …فقرر ملك الجن اخذ الفتى حتى يساوم به جدته ولكن لسوء حظه راه قد اختفى مع ابنه وتلاشيا. جن جنون الملك وبعث بمحققيه ليتعقباهما فقد اعتقد ان فتى الارض هو من خطط خطف عبيدة . وهكذا ابتدأت حلقة من الحرب حيث وحوش الارض تبعث نارها من الاسفل وجان السماء تسقط غضبها من الاعلى ... وبعد شهر تنير السماء نورا وتلألؤ النجوم فيأتي طير كبير ساحر يملؤ كل السماء من ضخامته ويشع نورا شاسعا ويودي صوته الضخم قائلا : انا من اخذ ابنيكما وسيتم استرجاعهما ان اعطيتماني صخرة الحياة التي يملك كل منكم نصف منها ...كان القرار صعب ولكن حب الفتية اكبر . وهكذا تلاشت الحرب القاتلة واجتمع اهل الارض باهل الجن حتى يحلو المشكلة , فأخذو يحللون ويترقبون وما من حل الا اعطاء الصخرة فيسترجعا ابنيهما , واذ بهما يأخذونها ويسلمونها للطائر الضخم الكبير ... فهي مصدر القوة ومن يملكها يملك الحكم وزمام النهي والامر. اخذ الطائر العملاق فالسق بنصفي الصخرة وحصل على القوة المدمرة, فسادت من وقتها سنين من الحكم الظالم وتم تسليم الفتية كل الى اهله . ظلت حياة العالم قاتلة والعيش فيها اصبح لا يطاق ولا يحتمل. فحلت سنين من الجوع والخوف والرهبة . وفي يوم من الايام قرر الحبيبان زمرد وعبيدة انا كل ما كان هما سببه وعليهما العمل لاسترجاع الصخرة . فأخذا يفكران ويحللان واذا بهما في بوم من الايام يجدان سهما من سهام الجان كتب عليه : انا قاتل الطائر واتوق لدخول جسده – قاتل الطائر هما عشيقان من ذكر عليهما لمس السهم بالسنتهما ... فرح الحبيبان واخذا العدة للوصول الى الطائر العملاق فا ذبهما يلتقيان شيخا عجوزا يقطن مغارة مخيفة فقالا له مبتغاهما وطلبا منه مساعدتهما فقال اذا اردتما قتل الطائر عليكما احضار عشبة التنين الي وسوف اساعدكما في الوصول اليه ..قال لهما الشيخ اذهبا الى الجبل المجاور حيث يقطن التنين الماكر فهناك عشبة صفراء احضروها لي وانا خادم لكم ومطيع لامركم , فخذو هاذا السيف المسحور لتقتلو التنين المنظور . ذهب الفتية الى الجبل المجاور وسمعا صوت التنين المخيف فا ذبه يقترب ويقول انتما دخلتما ارضي ودنستماها وسوف اقتلكما الان ولكن زمر وعبيدة اقتربا واخرجا سيفهما المسحور وغمداه في قلب التنين فخر هاويا ... واخذا العشب وذهبا به الى الشيخ .اعطيا ما احضراه من العشب للشيخ الهرم . فقال انتما شابان قويان ولكما القدرة على قتل الطائر . الطائر حينما ينام تكون عيناه مفتوحتان وامامه عشرة افاعي اناكوندا كبيرة تحرسه من حوله , فاذهبا بسحري الى ذلك المكان وليوفقكما الله . واعطاهما عشر حجارة مسحورة ليقتلو الافاعي الكبيرة.واذ بهما في مكان مظلم فاخذا به يمشيان حتى وصلا وراى الافاعي الكبار . رجمو الافاعي بالحجارة وقتلوها واقتربو من الطائر الضخم فاخذا ينظران اليه فأخرجا سهمهما وقررا غمده بين عينيه ... واذ به يهذي وبالسماء يطير ويعلو وبغضبه يقتل ويرجم ويزيد من غضبه ليحرق ويفتك .. ولكن بعد بعض من الوقت يخر قتيلا فتنبهر السماء ويزول الغضب ويزول الشر .اخذ الصبية الصخرة كل فتى اخذ نصفا منها . فاسترجعاها الى مكانها . واخذ الانس والجن يحتفلون حتى جاء اليوم للتتويج فتوج زمرد ملكا في الارض وتوج عبيدة ملكا للجن .واتخذ الاثنان بيتا بين الارض وبين السماء حتى يكونان حبيبان عاشقان . فسادت ايامهما اياما جميلة حيث اتخذا العدل طريقا والحب بيتا .وادرك شهرزاد الصباح واذ بالديك يصيح فقالت شهرزاد لمولاها مولايييييييييي ,,,, واذ بها ترى مولاها معانقا فتاه نعمان يستلقيان نائمان بعد استماعهما للقصة شاغفان ... فتركت حجرته وذهبت غاضبة لحجرتها | |
|