ماردة " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 201
تاريخ التسجيل : 26/10/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | في ذكرى تأسيس منظمة "إلى الأمام" المحمدية30 غشت 2008: علي فقير | |
في ذكرى تأسيس منظمة "إلى الأمام" المحمدية30 غشت 2008: علي فقير المحمدية 30 غشت 2008 علي فقير في ذكرى تأسيس منظمة "إلى الأمام" تحل يوم السبت 30 غشت 2008 الذكرى الثامنة و الثلاثين لتأسيس منظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية المغربية، و بهذه المناسبة العزيزة سأدلى و بتركيز شديد ببعض الآراء المرتبطة بهذا الحدث التاريخي الهام، وسأرجع للموضوع في مقالة ستنشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 126. لقد شكل بروز الحركة الماركسية اللينينية المغربية (مارس 1970 بالنسبة لمنظمة " 23 مارس" و 30 غشت 1970 بالنسبة لمنظمة "إلى الأمام") تحولا نوعيا في الصراع السياسي بالمغرب. يمكن إبراز المرتكزات الأساسية لمرجعية/بوصلة منظمة "إلى الأمام" في النقط الآتية (أنظر وثيقة "سقطت الأقنعة فلنفتتح طريق الثورة"). - عجز القيادات الإصلاحية التقليدية على قيادة تأطير الجماهير الشعبية في نضالها من أجل التحرر من السيطرة الامبريالية و من النظام المخزني الرجعي. - غياب التنظيم المستقل للطبقة العاملة المسلح بفكرها الشيوعي لقيادة الجبهة الطبقية المناهضة لنظام البرجوازية الكبرادورية و الملاكين العقاريين الكبار لضمان انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية (تشييد جمهورية مجالس العمال و الفلاحين الفقراء)على طريق الثورة الاشتراكية (تشييد دكتاتورية البروليتاريا) في أفق المجتمع الشيوعي (تضمحل فيه الدولة كجهاز طبقي) الخالي من الطبقات الاجتماعية و الذي ينعدم فيه استغلال الإنسان للإنسان. - شكلت الماركسية اللينينية و إسهامات ماو تيتونغ المرجعة الإيديولوجية للمنظمة. - تسطير الارتباط النضالي و وحدة المصير مع شعوب العالم العربي و أهمية النضال التحرري الفلسطيني في مواجهة الصهيونية و الامبريالية و الرجعية العربية. - تسطير الارتباط النضالي و التضامن ألأممي مع الحركات العمالية و التقدمية العالمية في مواجهة الامبريالية والرأسمالية. - تسطير الاستقلال السياسي و التنظيمي و المالي تجاه مختلف التيارات و التكتلات العالمية - تبني إستراتيجية العنف الجماهيري الواعي و المنظم و هذا ما يتطلب الانخراط الفعلي في الكفاح الجماهيري اليومي: تأطير الحركة التلاميذية بواسطة النقابة الوطنية للتلاميذ، قيادة الحركة الطلابية بواسطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المساهمة النضالية في الاتحاد المغربي للشغل، المساهمة في تأسيس الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة، المساهمة في تأسيس أول لجنة حقوقية لمناهضة القمع في المغرب... كانت الحركة الماركسية اللينينية المغربية بمختلف فصائلها أول من عبر عن مساندته للمناضلين الصحراويين في نضالهم ضد الاستعمار الاسباني و في كفاحهم الوطني، و هذا ما عبرت عنه الحركة الطلابية إبان المؤتمر الخامس عشر للاتحاد الوطني للطلبة المغرب الذي انعقد في غشت 1972. لم تخطئ منظمة "إلى الأمام" موعدها مع التاريخ عندما عبرت على موقف "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسهم" سنة 1974. رغم تكالب مخلف القوى السياسية ضدها، و رغم سياسية القمع الاستئصالية التي نهجتها مختلف أجهزة النظام، فان منظمة "الى ألأمام" بقيت صامدة سياسيا و فكرية رغم التشتت التنظيمي التي عرفتها في فترات تاريخية. لقد شكل تأسيس "النهج الديمقراطي" سنة 1995 انبعاثا تنظيميا للحركة الماركسية اللينينة المغربية، و هكذا أصبح النهج الديمقراطي شكلا من أشكال الاستمرارية السياسية و الفكرية لمنظمة "إلى الأمام" و أعاد الأمل إلى المئات من المناضلين المخلصين. بعد نضال مرير، و بفضل تضامن مكونات تجمع اليسار الديمقراطي و تضامن مختلف الديمقراطيين الحقيقيين، تمكن النهج الديمقراطي من فرض قانونيته دون أي تنازل من طرفه و ذالك في يليوز 2004 عشية افتتاح مؤتمره الأول. 30 غشت 2007 – 30غشت 2008: احتداد الصراع الطبقي و سقوط الأقنعة إن تخليد ذكرى الثامنة و الثلاثين لتأسيس منظمة "إلى الأمام" تتم اليوم في وضع سياسي يعبر على تحول كيفي في الصراع الطبقي و الوعي الفكري لصالح القطب اليساري الجدري عامة و الماركسي خاصة؛ و يمكن هنا سرد بعض العناصر التي تدعم طرحنا المتفائل. 1 - على مستوى المقاومة الشعبية - تعد مقاطعة الشعب المغربي "لانتخابات 7 شتنبير" تعبيرا عن رفضه تزكية ديمقراطية الواجهة المخزنية، و قد اتسمت هذه الممارسة النضالية بمقاطعة الجماعية للعديد من القرى ( تلمي بمنطقة بومالن دادس، منطقة تاهلة... ) و بمسيرات جماهيرية منددة بسياسة التهميش و الإقصاء - انتفاضة ساكنة صفرو ضد ارتفاع الأسعار و ضد السياسة الرسمية و ذالك يوم 23 شتنبير 2007 ، و قد تمكن المناضلون الحقوقيون و الديمقراطيون و القوى اليسارية من فرض إطلاق سراح جميع المعتقلين. - انتفاضة ساكنة بومالن دادس يوم 7 يناير 2008 ضد سياسة التهميش و الإقصاء، بفضل التضامن الواسع تم فرض الإفراج عن ضحايا القمع - انتفاضة ساكنة سيدي افني يوم 7 يونيو 2008 ثم يوم 19 غشت 2008 ضد سياسة الحرمان و التهميش و الإقصاء، و ضد سياسة القمع الممنهج ضد سكان المنطقة. و اليوم نلاحظ توسع الحركة التضامنية من أجل فرض إطلاق سراح المعتقلين و من أجل الاستجابة الفورية لمطالب السكان المشروعة. و قد عرفت هذه الفترة عدة و قفات و مسيرات ضد سياسة الدولة التفقيرية، و اتسعت مقاومة و نضالات و اعتصامات عمالية ضد ممارسات الباطرونا المدعمة من طرف الدولة، كما عرفت هذه الفترة نضالات طلابية هامة في العديد من المواقع الجامعية، و نضالات الشباب المعطل ضد سياسة الدولة الاقصائية... 2 – شكل إضراب الطلبة (18) المعتقلين بمراكش عن الطعام لمدة 46 يوم ملحمة تاريخية ، تمكنوا من لف حولهم الحقوقيين و الديمقراطيين و مختلف اليساريين، و قد تمكن هؤلاء المناضلون ، ضحايا القمع المخزني، من فرض هويتهم كمعتقلين سياسيين و ذلك بفضل صمودهم و بفضل حركة عائلتهم. 3 – قد شكل المؤتمر الثاني للنهج الديمقراطي محطة مهمة في الصراع السياسي بالمغرب و ذلك لعدة اعتبارات: - تمت عملية التهيء السياسي ( مناقشات مشاريع الأوراق في مختلف الفروع)، و التهيىء المادي (الاعتماد على الإمكانيات الداخلية بالأساس) بدون مشاكل تذكر - تمت عملية انتداب المؤتمرين في جو رفاقي هادئ (تارة بالتوافق و تارة بالاقتراع السري) - تمكنت وفود العديد من الحركات الثورية و التقدمية المغاربية و العربية و الأوروبية من متابعة جميع أشغال المؤتمر من الجلسة الافتتاحية الناجحة إلى الجلسة الختامية الباهرة. - أنهى المؤتمرون أشغالهم بفرز أجهزتهم التنظيمية بدون مشاكل ( صودق على تشكيلة اللجنة الوطنية دون اعتراض مع 9 تحفظات، و صادقت هذه الأخيرة بالإجماع على الكتابة الوطنية). لقد عبر النهج الديمقراطي عبر شعار مؤتمره الثاني " من أجل قيادة حازمة للنضال التحرري الديمقراطي ذي الأفق الاشتراكي " عن وعيه بالتحول الكيفي الذي يعرفه الصراع الطبقي ، و عن توسع و تجدر المقاومة الشعبية، و عن وعيه بضرورة بناء أدوات التغيير الجذري. يشكل ضعف المعارضة العنصر الأساسي في قوة النظام. فأمام سيادة سياسة الاضطهاد و التسلط و الاستغلال التي تنهجها الكتلة الطبقية السائدة، و أمام تنامي و توسع المقاومة الشعبية التواقة إلى التحرر الفعلي، و أمام ردة البعض، و سقوط أقنعة آخرين، و تردد صنف ثالث، ناهيك عن نعيق المنبطحين التقليديين، فان المطلوب من القوى اليسارية الجذرية عامة و الماركسية خاصة العمل من أجل بناء هذه القيادة الحازمة. إن مهمة بناء أدوات التغيير الجذري و في مقدمتها حزب الطبقة العاملة و عموم الكادحين المسلح بالفكر الشيوعي، يبقى مهمة كل القوى و كل المناضلين المخلصين لقضايا الجماهير الكادحة. ولن يتأتى هذا إلا بالانخراط الفعلي في النضال الجماهيري بعيدا كل البعض عن أوهام "الاستحقاقات" المخزنية، و عن مناورات "السلم الاجتماعي" و "التعاقد/التفاهم الطبقي"... لا يمكن المراهنة عن" الطبقات الوسطى" لقيادة النضال التحرري الديمقراطي (أو انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية) ذي أفق اشتراكي. إن جوهر طروحات الحركة الماركسية اللينينية المغربية، و عمق موقف التيارات الثورية الاتحادية من النظام السائد تبقى سديدة، لأن جوهر النظام لم يتغير و هذا رغم التحولات الشكلية التي عرفتها البلاد خلال العقود الأخيرة. إن السبب الرئيسي في بروزنا كاتحاديين و كشيوعيين هو وضعية الجماهير الشعبية عامة و وضعية الكادحين خاصة. فهل تحسنت هذه الوضعية؟ الواقع يبرهن على تدهور وضعية الجماهير الشعبية: تدني الخدمات الاجتماعية، توسع دائرة الفقر، غلاء المعيشة، انتشار مدن الصفيح، بلترة الفلاحين،تعميق سياسة التهميش و الاقصاء و العطالة، استمرار القمع (الاعتقال، الاختطاف، المحاكمات الصورية...)، استمرار عملية التحكم في "الاستحقاقات" و في ظل دستور رجعي يشرعن الاستبداد السياسي... فكيف يريدون أن نغير قناعاتنا ؟ كيف نرفض البارحة واقعا و نقبل اليوم بأفلس منه؟ | |
|