طباعة أرسل الخبر
ظلال منافقة
قام بما أعتقده لازما ، أقام سياجا للفسيلة المغروسة في الطين وسط إطار رخام الزقاق ، قام على حراستها زمنا ، يخاف الذراع الفلاذية ، تمتد في الطول كلما أستطال بها الحنين ، اليد الخشنة تقتلع الحياة بلا شفقة ، تملأ من عمرها وقتا ، لا ينتبه الناس لشجرة لا تؤتي أكلا ولا تفيئ ظلا ، سنينا تفرعت الفسيلة منحت ظلا وثمارا ، أضفت على المكان رونقا وجمالا ، لحق زمن الإقبال ، خَدَمُ السلطان يسألون عن الغارس ، الجند يتحرون عن الحارس ، أراد أن يصنع من نفسه إستثناءا للمواطن الصالح ، ذات صباح و العصافير تزقزق على الأغصان وجد شمعا أحمرا على الأوراق، يمنع التجمع تحت الظل ، ربما صارت الشجرة منبرا ، أو صنعت منها الأقلام دون علم مولانا ، في ذات الصباح وجد نفسه وحيدا ، الوجوه الصفراء أصابت الأوراق بعدوى لونها ، يمضي الربيع خريفا ، يترك ظله، يطعن في الظلال المنافقة العابثة وراءه ، راح يرسم على الجدار صورة شجرة بلا أوراق كبرت في حينها.. في الجدار المقابل رأى رسما ، أيادي بأصابع لولبية تحمل مطرقة وفأسا.