فكرة .. أن يكون لكل مبدع قبر .. استقبلها الزملاء في
البداية بنوع من السخرية .. دوماً نلتقي في مقهى

بشارع القصر .. أمام دار الكتب «بيت الثقافة» - صنعاء
- أعضاء نادي القصة «المقه» وبعض الشعراء والتشكيليين .. وسواهم من
المبدعين .
كنت أكثر إيمانا بالفكرة .. تأمين قبر لكل مبدع يمني .. طرقت فكر تأسيس
رابطة أو جمعية لهذا الغرض .. أخذت الفكرة تتبلور .. وأخذ البعض يروج لها
.. واليوم سنلتقي من أجل تشكيل لجنة تحضيرية .. وسندعو من يرغب من الزملاء
بالانضمام الى الجمعية من مختلف مدن ومديريات الجمهورية وخاصة كتاب القصة
والشعراء والمسرحيين والفنانين .. في عدن وتعز والحديدة وإب ولحج وأبين
وحضرموت وذمار .
ولهذا ستتوفر للراغبين استمارات العضوية .. على أن يرفق صورتين .. ويكتب
على الاستمارة كل بياناته ورغبته في أي مقبرة يفضل أن يكون قبره .. على أن
يحدد المكان والزاوية التي يفضل أن يحفر القبر .. طبعاً يجب أن يحدد العمق
الذي يفضله .. وكذلك اتساع اللحد .. وأبعاد القبر .
تأتي الطلبات الأخرى في استمارة ملحقة .. مثل : إدخال لمسات خاصة .. أو
ديكور داخلي .. أو شكل خارجي .
طبعاً كل الطلبات تنفذ تحت إشراف المبدع صاحب القبر .. وحتى ذوقه في شكل
الجنازة .. والأشخاص الذين سوف يصحبونه أثناء حمل الجنازة الى المقبرة ..
واختيار أدعية كان يحبها يرددونها أثناء حمله ودفنه ..
وطبعاً يمكنه أن يصحب أشياءه الحميمة الى قبره . ويختار موضعها من جسده .
وهناك أفكار أخرى يمكن ان ندخلها مستقبلا ويمكن ايضا أن نستقبل من الأعضاء
بعض الأفكار العملية والمفيدة التي يمكن أن تزيد الراغبين سعادة .
ويذكرني هنا رائد الفضاء السوفيتي «يوري غاغرين» الذي دعا الى تحويل القمر
مقبرة .. بعد أن أعلن اقتحام البشر للفضاء الكوني في يوم 21/4/1691م على
السفينة السوفيتية «سبوتنيك» وذلك تكريما لابو البرنامج الفضائي «سيرجي
كوروليوف» والذي كان مشروع تحويل القمر الى مقبرة سيد شن بدفن ابو البرنامج
الفضائي .. لكن الرائد صاحب الفكرة «يوري غاغرين» مات قبل «سيرجي
كوروليوف» .
ونحن هنا نحلم بأن تكون لنا أحد الجزر في عرض البحر .. على أن يتم إعلانها
كمقبرة للمبدعين وتخصص لهذا الغرض .. هذا غير احترام رغبة كل مبدع في
اختيار المقبرة التي يختارها .. في صنعاء .. أو عدن أو في أي مدينة أو قرية
.
ولهذا كم هو جميل أن تدعم هذا المشروع الجهات ذات العلاقة بالمبدعين من
وزارات وهيئات حكومية .. أو اتحادات ومنظمات جماهيرية .
وننتظر تجاوب وزارة الثقافة واتحاد الادباء والمؤسسات والمنظمات ذات
العلاقة بحقوق الانسان .
وجمعيتنا ستهتم بتوفير قبر لكل مبدع .. خاصة بعد أن ارتفعت تكاليف الحياة
وتحولت حياة بعض المبدعين الى حياة عبث وتهميش والبعض لا يملك قوت يومه ..
فما بالك بقيمة لوازم الدفن والتي قد تتجاوز الخمسين ألف ريال .. حفر قبر
.. وكفن .. وحناء وعطر .. وشاهد للقبر .. أما إذا دخلنا في أبواب أخرى فقد
يقفز الرقم ليتجاوز المائة ألف والمليون ريال وأكثر، نحن في جمعيتنا لا
نطالب طالبي العضوية غير دفع الاشتراك الشهري خمسين ريالاً فقط .. فقط ..
وبالمقابل سنوفر له قبر الاحلام .. بل عليه ان يطلب ما يريد.
وكما ذكرنا في الأسطر الأولى .. سنعمل من أجل إسعاد كل مبدع .. وسنعمل على
توفير الأموال اللازمة من الجهات الحكومية والشعبية وكذلك من المنظمات
الانسانية .. وبالإضافة الى ذلك سنعمل على إقامة حفل تكريم بعد موته ومنحه
الشهادات والدروع التي تليق به .. وقد نقيم لأعضاء المتوفين الذكرى السنوية
تخليداً لذكراه .
ولهذا بدأ الحجز في مقبرة خزيمة بصنعاء ومقبرة الصياح .. ومقبرة اللحد
الناعم ..
وكذلك في عدن لنا أمكنة في مقبرة القطيع ومقبرة القبر المنير .. وكذلك في
مقابر في الحديدة وذمار وحضرموت وبقية المدن اليمنية .
اليوم نحن نقف على مفترق طرق .. ونعتز بأننا أصحاب مشروع رائد .. ولهذا
ندعو كل مبدع إلى أن لا يفكر كثيراً .. وعليه الالتحاق بهذه الجمعية ..
وبيت الآخرة أجمل مما أنتم فيه .