في ظل هذه الظروف، أنا أدرك أن معظم البشر يدعون لوقف الحروب ولحدث تدخل إلهي، وأحيانًا يدعون لشفاء مرض أو الخروج من مأزق أو التوفيق في شيء ما. وأنا أعلم أن بداخلكم أسئلة كثيرة. لكن يؤسفني أن أخبركم إن فكرة تدخل الله في شؤون العالم هي ببساطة... مستحيلة.
قد تتساءل لماذا تدخل الله مستحيل ؟
● تدخل الله سيؤدي إلى انهيار الكون بأكمله!
-يرتبط كل حدث بالسببية، وهو مبدأ ثابت حيث يكون كل حدث نتيجة لحدث سابق. وعندما تدعو إلى تدخل إلهي، فإنك ترغب في حدث يتحدى هذه السلسلة السببية. وبالتالي تدخل الله ، إما أن يمنع أحد هذه الأسباب، أو تغير سببًا،أو يسبب سببًا جديدًا.
لذا ، إن منع الله أحد الأسباب سيؤدي إلى وقف الزمن .
وتغيير حدث ما بحيث ينحرف عن نتيجته السابقة، فإن قوانين الطبيعة سوف تتحطم، ومن المحتمل أن تغير الماضي والحاضر، وتعيد كتابة التاريخ بأكمله، لذا ربما تصبح غير موجودًا.
وإذا خلق الله حدثًا غير موجود، مثل خلق ساق لفرد بترت أطرافه، فإن ذلك من شأنه أن يكسرقوانين الطبيعة، مما يؤدي إلى عواقب كارثية. مثل زيادة الإنتروبيا قد تؤدي إلى عكس الزمن، أو ربما تؤدي إلى تسخين الكون حتى انهياره النهائي.
- أعلم أن الشرح التفصيلي سيتطلب الخوض في الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك. ومع ذلك، أهدف إلى مخاطبة جميع العقول بطريقة مبسطة.
لذلك، اسمحوا لي أن أقدم مثالا بسيطا لكي تفهمه. تخيل سلسلة من قطع الدومينو المتساقطة، تمثل سلسلة الأحداث... الآن، تصور العواقب عندما يتم منع أحد قطع الدومينو من السقوط. فسوف يتعطل التسلسل بأكمله. حسنًا، الكون يشبه شبكة معقدة ومترابطة، وأي تدخل من شأنه أن يؤدي إلى انهيارها. وصدقني، لن تعجبك العواقب.
( لن يعيد المبرمج تغيير الموقع الإلكتروني بالكامل من أجل شكوى زائر. )
● تدخل الله ينفي وجوده.
أعلم أن البعض قد يجادل بأن الله يمكنه التدخل دون التسبب في كوارث كونية. ولكن حتى لو قبلنا هذه الفكرة، فإنها ستنفى وجود الله.
إذا افترضنا أن الله تدخل في الكون وكسر قوانين الطبيعة، فإن ذلك يعني أن الكون لن يعتمد بعد الآن على قوانين السببية . ونتيجة لهذا التدخل، يمكن القول بأن الدليل الذي يُستخدم لدعم وجود الله وهو وجود الكون، يصبح غير صالح، لأن هذا الدليل يعتمد على السببية، وبالتالي، لن يعود هناك حاجة لشرح وجود الكون من خلال وجود إله. ومن هذا المنطلق، يمكن الاستدلال على أن تدخل الله ينفى وجود الله .
● تدخل الله وكسر قوانين الطبيعة يؤدي إلى انهيار العلوم والمعارف والمنطق.
- العلوم والمعارف والمنطق مبنية على أساس قوانين الطبيعة. إذا تدخل الله وكسر قوانين الطبيعة ، فهذا يعني أن هذه القوانين لم تعد صالحة. على سبيل المثال، في مجال العلوم الجنائية، إذا قُتل شخص ما بسكين، على أساس السببية، فلا بد أن يكون هناك قاتل. ولكن إذا انكسرت العلاقة السببية، فربما تطير السكين من تلقاء نفسها وتقتل الضحية. الأمر نفسه ينطبق على الطب، حيث يعتمد تشخيص المرض على أساس السببية. هذه ليست سوى أمثلة قليلة ولذلك فإن خرق القوانين الطبيعية سيؤدي إلى عالم خال من الحياة والفهم.
-لذا يا صديقي، خلاصة القول هي: كل حدث هو جزء من سلسلة السبب والنتيجة، وجهلك بالسبب وعدم فهمك لمبادئ عدم اليقين يقودك إلى الاعتقاد بأن الحدث هو نتيجة لتدخل خارجي.
@جميع الحقوق محفوظة