موسيقاك تطل
من النوافذ.
حشرجاتك تبدو
متقاطعة مع امتداد الشارع. فيما الحقائب مهملة، عن عمد، بداخل خزانة
مغلقة، لم يعد أمر العثور على مفتاحها ممكناً بسبب رداءة الطقس، كما
وانشغالك بمحاولة إيجاد الدوافع التي تسببت في عدم عرض قناة mbc2 فيلم
«موسيقى القلب» لميريل استريب مع أنهم قد أعلنوا عنه مسبقاً وبشكل متكرر.
ربما لهذا لم تجد الوقت كيما تتذكر هوية الشخص الذي أخبرك قبل 17 عاماً أن
لوردة الجزائرية عنق سكسي يتمتع بمثالية قادرة على إغواء جماعة الذكور. أو
ربما كان انشغالك كلية بأمر صندوق بريدك رقم (11610) الذي لم يعد مصنعاً
جيداً للرسائل. ويحدث هذا منذ 22 عاماً.. ولكن لا شيء.
كنت راغباً
في كتابة رواية من ثمانية فصول لكنك تستيقظ متأخراً وفي قلبك مظاهرة صامتة
ضدك. لم تكن مدركاً حينها حقيقة ان الحياة يمكن تدميرها بسهولة تامة لمجرد
رداءة موسيقاها التصويرية المصاحبة. لك الآن هناك أمر إدراك كنه علتك.
افتراضك حسن نوايا العالم ومسألة ان علي العصري صاحب ثقافة كروية رفيعة.
تعتقد ان كل ما يحيط بك يمتلك قدرة اكتشاف ان موسيقى تصويرية من القرن
الخامس الميلادي لا تصلح ان تكون مصاحبة لفيلم تدور إحداثه في أيامك هذه.
«... أمي
التي لم أرها منذ سنوات، وليس في وسعي زيارتها، تحتاج عيدها بالطبع، واحتاج
أنا ركبتها. وأعرف أن الذي يجمع بين هذين العيدين، بالنسبة إليَّ هو
العقوق.
الشاعر
العاق، والابن العاق، لن يحتفل بيومه، عيْدَيه يا أمي: لن يرفع سماعة
التلفون كي يطلب سيارة الإسعاف للشعر، ولن يرفعها ليقول لك ما يقوله
الأبناء لأمهاتهم.
لكن الركبة
التي ستحكِّينها في غيابي، الركبة التي ستهرشها يداك، ستظل قِبلتي». ماهر
شرف الدين.