** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
إشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 إشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

إشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص Empty
15102018
مُساهمةإشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص

إشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص Brahim-fleurs-coran
اقتباس :
قبل الإقدام على تسطير أول كلمة في هذا المقال لا بد من التعريف، ولو بإيجاز، بصاحب الرواية الوارد عنوانها في العنوان أعلاه. باستشارة موسوعة ويكيبيديا نجد أنه ولد في 28 مارس 1960، وأنه روائي، و كاتب مسرحي، و مخرج فرنسي من أصول بلجيكية.. قدمت أعماله في المسارح العالمية، وحاز على شهرة كبيرة في الوطن العربي بفضل هذه الرواية التي مرجعنا اليها في هذه المحاولة.
لعل ما ضمن للكاتب شهرة في الآفاق العربية هو تناوله، من منظور انساني رحب، لقضية الصراع التاريخي بين اليهود والمسلمين حيث وظف مقدراته الخيالية لنسج علاقة مثالية، متينة بأواصرها الانسانية بين هذين المجتمعين المتحاربين من خلال قصة جرت أطوارها بين فتى يهودي (موسى) وبقال مسلم (ابراهيم). وبما ان الشخصيتين تعيشان في حي باريسي تخيم عليه أجواء سلمية، أمكن للكاتب أن يطور العلاقة بين الفتى اليهودي والبقال المسلم الى أقصى مدى ممكن. اذ نبضت في قلب كل منهما أرقى المشاعر (الأبوة والبنوة).

في ظل جو من الهدوء والهناء، كان الفتى، من حين لآخر، يزور صديقه البقال وهو في حانوته ليتبادل معه أطراف الحديث. هكذا استمر ديدن الفتى الى أن نشأت بينهما علاقة مبنية على تواصل انساني، لا سيما وأن الشاب في أمس الحاجة الى أذن تصغي الى آهاته ومعاناته.
من خلال هذا السياق التنفيسي، يقف القارئ على أن الشاب اليهودي يشكو من الوحدة ومن تحمله لمسؤوليات الكبار قبل الأوان. هجرته أمه وتركته وجها لوجه أمام أب فظ القلب، مارس عليها ساديته مما جعله يشعر بالحرمان والقهر، ويميل الى هامش الانحراف والضياع، لولا أن ابراهيم أحبه وأشفق لحاله، فمد له طوق النجاة، وساعده على فهم الحياة والناس، ووقف الى جانبه في المحن والشدائد، وكأن الاختلاف الديني بينهما لم يخلق العداوة، بل عزز الأحاسيس الانسانية.
بصراحة، تبقى هذه المحاولة ناقصة اذا لم تفرد حيزا، ولو على شكل فقرة أو فقرتين، للوقوف على جمالية عنوان الرواية: "السيد ابراهيم وأزهار القرآن الكريم". هنا، من خلال الدلالة العامة للعنوان، يحق لي اعتبارها أهم سبب على الاطلاق كامن وراء الشهرة النجومية التي اكتسبها الكاتب بين معاشر القراء العرب، خاصة وأنها تمنح لهم مرتبة "الأنا" بينما تجعل اليهود هم "الآخر".
وفي تأويل آخر، فقد أزهر الحب بين الفتى اليهودي والبقال وبات وجها آخر للدين، وبذلك انفتح المسلم المتصوف على اليهودي معتمدا على تعاليم دينه، التي أشار اليها الروائي ب"أزهار القرآن". وبما أن الأخير على علم بتقديس المسلم للنص الديني فقد جعل هذه العلاقة جزءا لا يتجزأ من جماليات العنوان، بحيث شخص لنا ابراهيم كرجل ورع يتخذ من آيات الذكر الحكيم نبراسا هاديا له في حركاته وسكناته، ونورا ينير به علاقاته الانسانية، لهذا بات ضرورة حياتية وجمالية كالأزهار تماما.
ليس غريبا، في كنف هذه العلاقة المنفتحة، أن تثمر لكلا الطرفين، بشكل متبادل، عن تعويض لنقص دفين في الأعماق. بالنسبة لابراهيم، وجد فيها تعويضا نفسيا عن نقص يشعر به جراء عزلته عن الدفء العائلي. أما موسى فكانت غنيمته منها (العلاقة) عبارة عن تعويضه عن الحرمان من حنان الأم والأب كليهما. ويبدو أن اسم ابراهيم قد اختير عن رغبة في تأكيد أن المرجعية الدينية واحدة، لأن النبي ابراهيم (عليه السلام) هو أبو الأنبياء جميعا، يلتقي في ظلاله المسلم واليهودي، لهذا بقي اسمه ثابتا على مر العصور بسبب ثراء دلالته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

إشكالية الأنا والأخر في "رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن" لإيريك إيمانويل شميدت - أحمد رباص

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» «السيد أصغر أكبر» رواية جديدة لمرتضى كزار
» بارت روائياً بقلم: إيمانويل بُيري (مجلة فابولا الإلكترونية) ترجمة: لطفي السيد منصور
» ظاهرة الانتحار في المغرب وعبر العالم - أحمد رباص
» الإرهاب اليهودي من منظور دومينيك فيدال - تقديم وترجمة: أحمد رباص
» جلال بدلة:محنة الأنا أمام تعددية الآخر.ثلاث قراءات فلسفية لقصة النبي إبراهيم

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: