روسيااعداد : محمد نبيل الغريب البنداري – كاتب وباحث سياسي
[size]
ما يتضمنه هذه الورقة:-
[/size]
- مقدمة_______________________________________________________
- وصف الورقة___________________________________________________
- روسيا وعلاقاتها مع الغرب_______________________________________
- العلاقات الروسية الألمانية………………………………………………………………………………….
- العلاقات الروسية-الأمريكية(مصادر النزاع المستقبلي)……………………………………………………………………………………………..
- الأزمة السورية نقطة صراع(خصوصية الأزمة لدى موسكو)…………………………………………………………..
- الأزمة الليبية نقطة تنافر في العلاقات………………………………………………………………….
- فواعل الأزمة السورية وموسكو____________________________
- توازن العلاقات بين موسكو-طهران_أنقرة…………………………………………………………………..
- برجماتية موسكو_تل أبيب والتصعيد الإيراني في سوريا(علاقات متوازنة)……………………………………………………………..
- إستنتاج على السياسة الخارجية الروسية ومستقبلها…………………………………………………..
- توصيات………………………………………………………………………………………………
[size]
*التساؤلات الرئيسية التي تكمن وتستنبط من هذه الورقة وتدور حول:-
[/size]
- ما الجديد الذي طرأ على السياسة الخارجية الروسية وأفضى بها للتدخلات في الإقليم؟
- ما هي محددات السياسة الخارجية الروسية في عهد الرئيس بوتين في الثلاث ولايات 2000-2008 و2012- 2018 و2018-2022؟
- ما هي السياسة الخارجية الروسية تجاة أوروبا والغرب وخاصة برلين_واشنطن؟
- هل السياسة الخارجية الروسية قائمة على النفعية الواقعية ام أنها تريد تحالف يفضي في النهاية إلى شركاء حقيقيين؟
- ما المتوقع من العلاقات الروسية الإسرائيلية وإنعكاسها على الأزمة السورية؟
- ماذا يكمن وراء المحور الثلاثي روسيا_إيران_تركيا تجاة الأزمة السورية خاصة والغرب ككل؟
- الواقع والمآمول من التحالف بين روسيا ودمشق؟
[size]
*مقدمة:
يشهد الشرق الأوسط تغيرات بنيوية جذرية فيما بعد ثورات الربيع العربي 2011، أفضت بطبيعة الحال إلى إفراز نهج بنيوي سياسي جديد لقوى عظمى وكبرى وإقليمية صاعدة تتسم بالنفعية الواقعية الجديدة، وتخطت بذلك سياسات تقليدية قديمة، كروسيا التى أخذت سياستها تتشكل وتنمو على إثر هذا التحول البنيوي، حيث شكل الإقليم العربي_الشرق الأوسط سياسته الخاصة لدى صناع القرار الروس، حيث أنه قيمة جيواستراتيجية-جيوسياسية-جيوقتصادية-جيودينية، بالنسبة لروسيا. حيث تبلورت السياسة الخارجية الروسية بعد الحرب الباردة وسقوط الإتحاد السوفيتى في ثلاث مراحل او أطر. الأطار الأول الحقبة اليلتسنية 1991-2000، وتميزت بالإنجراف والتبعية الشاملة لليبرالية المثالية الغربية، حتى أيقن الغرب أن روسيا قد تخلت عن مبدأ المناهضين للأطلسة والمنافسة حيث كانت في مكمن الإيديلوجية السوفياتية السابقة. وإتخذت إسلوباً جديداً يتسم بالتسليم والتبعية للأطلسيون. الأطار الثاني وهي الحقبة البوتينية2000-2008، حيث مثل فوز الرئيس بوتين بولايته الأولى مرحلة جديدة في العلاقات الروسية الغربية، وأدركت الولايات المتحدة وحلفاءها أن التعامل أصبح مع قوى جديدة تدعوا إلى تعدد الأقطاب الدولية على الساحة الدولية وقائمة على البرجماتية كما قال وزيلر الخارجي الروسي سيرجي لافروف، “موسكو لا تبحث عن المشاكل، لكنها دائما جاهزة للدفاع عن مصالحها، وهناك ضرورة قصوى لاستئناف التعاون العسكري مع الناتو، ولكن الناتو كمؤسسة للحرب الباردة، أدت لتوترات غير مسبوقة في أوروبا على مدى السنوات الثلاثين الماضية”. (1) حيث إتسمت تلك المرحلة بالتدخل المباشر في مناطق التوتر والتى تؤثر على الأمن القومي الروسي، بعكس الرئيس الأسبق يلتسين. وتهيء موسكو لسياسه خارجية اقليمية ودولية تتسم بالمرونه والنشاط والإنتقائية لأهدافها. الأطار الثالث وهي حقبة ميدفيديف 2008-2012، حيث وقع إخياره على يد الرئيس بوتين لقيادة روسيا وكان رهاناً لواشنطن والحلفاء، أتبع نهج بوتين المناهض للقوى الغربية والتي تحاول التأثير على روسيا من خلال إثارة القلاقل السياسية والعسكرية في المناطق القريبة من روسيا والتي تؤثر على الأمن القومي الروسي كما حدث في صيف 2008، في الصراع الجورجي بين اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا مما كلف روسيا تدخلاً عسكرياً في هذه الأزمة.
*وصف الورقة:-
في هذه الورقة ستُبحث سبل العلاقات السياسية المستقبلية بين موسكو وواشنطن وحلفائها الأوروبيين، وتأثير السياسة الخارجية الروسية تجاة بلدان والقضايا الرئيسية في الشرق الأوسط، ولماذا إنخرطت روسيا بهذا الشكل في الشرق وخاصة في الأزمة السورية؟ وسبل التعاون والتحالف بين روسيا والكتلة الأسيوية الصين-الهند-كوريا الشمالية.وما موقع العرب في السياسة الروسية؟ ويأتي في نهاية هذه الورقة بعض من التوصيات لأصحاب القرار في الشرق الأوسط التي يوجب العمل بها تجاه السياسية الروسية.
أولًا: روسيا وعلاقاتها مع الغرب.
(أ): العلاقات الروسية-الألمانية.
تتسم السياسة الروسية –الأوروبية بالتنافسية النفعية على الرغم من الصراع التاريخي المشهود لتلك العلاقات، بدون شك حيث في الجانب الإقتصادي قفز التبادل التجاري في الفترة الأخيرة بين موسكو-برلين على الرغم من العقوبات الأمريكية على الإقتصاد الروسي، حيث نمت الصادرات الروسية لها بنسبة 21%، وقابلها إرتفاع في الصادرات الألمانية إلى روسيا 25%، اي ما يقارب 41 مليار دولار تبادل تجاري بين البلدين(2). وهذا يدل على الإنفتاح في العلاقت بين روسيا وبرلين على الرغم من أن برلين شريكه في تحالف عسكري اقتصادي غربي- أمريكي تجاه روسيا، ومن ثم فإن العلاقات الألمانية الأمريكية كثير ما يشوبها التوتر على خلفية العقوبات الإقتصادية على موسكو مما يصيب حركة الشركات الألمانية في موسكو والشركات الروسية في برلين بالشلل التام كما حدث في أغسطس 2017،.(3).حيث فرض الكونجرس الأمريكي جملة من العقوبات على الشركات العاملة الروسية في ألمانيا بدون علم برلين في ذلك، وصرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن هذه العقوبات ستضر باقتصادنا(4) وهذا يوضح مدى الخلاف بين واشنطن-برلين حول هذه النقاط الإقتصادية، وهذا لعدة أسباب،
السبب الأول أن ألمانيا البلد الإقتصادي الأول في الإتحاد الأوروبي يتحمل العبىء الأكبر من اللاجئين، حيث فتحت أنجيلا ميركل سياسة اللجوء لألمانيا 2016-2017، وأعلن مكتب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير في يناير 2018، أن عدد الترحيلات خلال عام 2017، تقدر بنحو 26 ألف شخص فيما بلغت عدد ترحيلات 2017، 28 ألف شخص، كما تم تمديد الحظر على لم الشمل للاجئين السوريين كما عملت ألمانيا على وقف إستقبال اللاجئين من اليونان وإيطاليا(5)وهذا يدل على عدم قدرة الإقتصاد الألماني على تحمل تكاليف اللاجئين الجدد والقدامى.
السبب الثاني: منذ أن أتت إدارة ترامب وهي تستخدم سياسة ,,امريكا أولاً’’ دون مراعاة الشركاء الأوروبيون فأصدر ترامب الضرائب الحماية على البضائع الأوروبية وخاصة ألمانيا التي تضررت من هذه الإجراءات ومما لا شك فيه أن هذه الإجراءات سواء الحمائية او العقوبات على روسيا تضر بالإقتصاد الألماني. وبلا شك أيضاً أن موسكو تريد الشركات الألمانية وبرلين تريد الشركات الروسية في مجال النفط والغاز وغيره من المشتقات الأولية بالنسبة لألمانيا.
ومن ثم فإن العلاقات الروسية الألمانية الإقتصادية علاقات برغماتية ناشطة من الدرجة الأولى قائمة على المنفعة المتبادلة على الرغم أن النشاط الإقتصادي بين البلدين هذا يغضب بقية الشركاء الأوروبيين والغربيين ولذلك فإن التعاون الإقتصادي بين برلين-موسكو مستمر ويقاطع سيره العقوبات الأمريكة-الغربية وإن وافقت برلين على هذه العقوبات الإقتصادية فإنها تقبل على مضًّ، فسياسة ألمانيا الإقتصادية، تسير على نهج مبدأ الشركاء وليس التبعية.
أما الجانب السياسي من العلاقات الروسية الألمانية، حيث أصبحت برلين كقوة تحدد وتناقش مصير القضايا الأوروبية مع شركائها فإن ذلك قد أعطاها الفرصة للقيام بدور كبير خارج الإتحاد الأوروبي بالتعاون مع باريس وفي مصائر قضايا عالمية كالملف النووي الإيراني وبعض قضايا الشرق الأوسط كالهجرة ومحاربة الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا، حيث سجلت الزيارات أن أولى الزيارات التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجلا ميركل إلى روسيا في مارس 2017، بعد أن ضمت روسيا شبة جزيرة القرم لروسيا(6) حيث يرى صناع القرار في روسيا ضرورة الإتصال المستمر مع ألمانيا في القضايا العالقة مع الإتحاد الأوروبي، كما عبر بوتين في لقاء جمعه مع ممثلي الأنباء الدولية الكبرى مايو 2018،(7) من بينها وكالة الأنباء الألمانية حيث قال لم نفقد أصدقاءنا في ألمانيا ولدينا الإمكانية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها.
يشهد النشاط الألماني الروسي الاقتصادي-التجاري إنفتاح يؤسس لعلاقات متوازنة نسبياً في المستقبل، وتنسيق متبادل في قضايا رئيسة مثل أزمة القرم او العقوبات الإقتصادية او مجال مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا. ويشوب تقدمها المشاكل الغربية المشتركة مع ألمانيا.
(ب)العلاقات الروسية-الأمريكية[مصادر النزاع المستقبلي]
تتجه العلاقات الروسية الأمريكية في المستقبل نحو المزيد من التصعيد خاصة في أماكن التلاقي الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط -الأزمة السورية_طهران، بل تتسم العلاقات الثنائية اليوم وتتشابه بالعلاقات الثنائية منذ سنوات الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي.
[1] (الأزمة السورية نقطة صراع).,,خصوصية الأزمة لدى روسيا’’
تعتبر الأزمة السورية هي نقطة التحول البنيوي في السياسة الخارجية الروسية منذ عام 2011، حيث تعتبر موسكو سوريا بوابتها ونافذتها الشرقية نحو المتوسط ونحو نفوذ إقليمي دولي لمواجهة وتقييد نفوذ غربي متجه نحوها، حيث إتخذت موسكو سوريا كحليف إستراتيجي لها لمواجهة قوى غربية تحاول تطويقها من الشرق الأوسط حيث تنظر روسيا لثورات الربيع العربي من نظرة التهديد لكيانها ولأمنها القومي لا ثورات ليبرالية، وأجندة ومؤامرة غربية عليها بقيادة الولايات المتحدة لضرب روسيا من وسطها الأسيوي، كما قال بوين أمام مجلس الأمن القومي الروسي عام 2014، نشهد بوضوح إلى أي مستويات مأسوية أوصلت الثورات الملونة بلداناً عدة، وشعوب تلك البلدان تعاني هزات قاسية كبرى، أسفر عنها التدخل الخارجي غير المسؤول والفظ أحياناً». واستدرك «علينا أن نعمل كل ما يلزم لمنع حصول مثل تلك التطورات في بلادنا»(8) حيث تستخدم القيادة الروسية في منطقة الشرق الأوسط سياسية حذرة نشطة لا يتخللها إيديولوجية ما كما في الحال السوفياتي او مواجهة وصدام مباشر مع الفواعل في تلك المنطقة، ولا تسعى السياسة الروسية في هذه المنطقة إلى خلق نوع من المواجهة مع الغرب، فالسياسة الروسية ما هي إلا إنتقائية تنطلق من فرضيه دفاعية وليس هجومية، ومن ثم فإن تدخل روسيا في الشرق الأوسط ينطلق من عدة محددات.
المحدد الأول: بناء محور ومعسكر روسي في منطقة الشرق-اسيوي(سوريا- إيران-تركيا-الصين) يوازي المحور الغربي(الولايات المتحدة-فرنسا-بريطانيا) وهذا إنطلاقاً من المعتقدات الروسية أن هذه المنطقة هي حرم روسي أمني ينبغي الدفاع عنه وينبغي التعامل معها من منطلق صدقية روسيا بأنها قوى عظمى وهذا مساس بأمنها القومي لذ التدخل هو للحفاظ على كيانها وسلطتها العمودية في القلب الروسي، فهي لن تترك مجالاً لسياسة التطويق الغربية تحاصرها حتى تنكمش في رقعة جغرافية واحدة، ويحاول الغرب دائماً فرض هذه السياسة على روسيا منذ سقوط الإتحاد السوفياتي1991، وساعدهم في ذلك أخطاء يلتسن1991-2000، وذلك من خلال التوجه نحو الشرق الأوروبي وضم الدول التي كانت في العمق السوفياتي إلى الهيمنة الغربية بل وإدخالهم في حلف شمال الأطلسي كما في الحال بولندا (9) و نشر الدرع الصاروخي الغربي في هذه المناطق لمجابهة روسيا وتطويقها كما حدث في بولندا ورومانيا ويحدث الأن في أوكرانيا او كما حدث في أفغانستان من خلال خلق جماعات جهادية. “طالبان والتدخل بحجة محاربتها.لخلق نفوذ غربي يضاهي روسيا او كما حدث في القوقاز(10) من إضطرابات أمنية وهي أضعف مناطق الأمن القومي الروسي.
المحدد الثاني: ينقسم إلى توجهين التوجه ( أ ) مدى نظرة موسكو للثورات العربية منذ عام 2011، ونظرتها الخاصة للثورة السورية حيث أن صناع القرار الروس والعسكريين خاصة ينظرون إلى الثورات العربية على أنها إنقساماً على انفسها وتضر بالأمن الروسي أكثر مما تنفع، على الرغم من بعض التصريحات الروسية على أن هذه الثورات هي تحقيقاً ليبرالياً للشعوب العربية والعله في هذا تكمن في أن التدخل الروسي في سوريا يكمن في وقف الجماعات الإسلاموية التي أفرزتها تلك الثورات والمتجهة نحو القوقاز أوهن مناطق الأمن القومي الروسي بل إلى الداخل الروسي نفسه فهي تقاوم الزحف الغربي من أوكرانيا وحدودها الغربية بالإضافة إلى مجابهة الإرهاب والإسلاموية في سوريا والشرق ومناطق وسط أسيا.
التوجه (ب) أفرغت تلك الأزمة تحول كبير في سياسة موسكو الخارجية منذ تدخلها فيها عام 2015،(11) حيث أنها رسالة للغرب أن روسيا مازالت تدعوا إلى ضرورة تعدد الأقطاب وأن روسيا لم تعد دولة ثانوية، ورسائل أخرى أن موسكو مازالت موجودة في الساحة الإقليمية، حيث تمثل سورية يوغسلافيا وأوكرانيا مصغرة في الشرق الأوسط تحاول روسيا أن تتحاور بها مع الغرب، لضمان الحفاظ على أمنها القومي كما فعلت في أوكرانيا من خلال ضم شبة جزيرة القرم 2014، الذي أحدث ربكة في سياسات الغرب. حيث أعطى الملف السوري بوتين ما كان يريده وهو عودة الطرف الروسي كطرف مؤثر في المجتمع الدولي والعلاقات الدولية ويحدد مصائر أزمات دولية ثقيلة، وليس كما كانت تنتهج روسيا في عهد يلتسين ولكن الحنين إلى الماضي السوفياتي بطرق ووسائل جديدة. وهذا ظهرت معالمه في الحضور الروسي القوي في المنظمات الدولية، وخاصة مجلس الأمن الدولي. ومن خلال الدفاع عن الحكومة السورية بقضية الكيماوي والهجمات الغربية الغير شرعية والخارق للقانون الدولي بحسب ما قال المندوب الروسي نيبينزيا في مجلس الأمن 4\2018،(12) ومن ثم فإن روسيا قد إستخدمت أكثر من 12 فيتو منذ الأزمة السورية للدفاع عن الحكومة السورية،(13) كان أخرها إحباط مشروع قرار أمريكي لإدانة الحكومة السورية على إستخدامها الكيماوي في الغوطة الشرقية0(14)
ومن هذا الطرح يتضح أن إستراتيجية موسكو في التعامل مع الملف السوري والقضايا العربية بمجملها من منطلق النفعية الواقعية الجديدة، فهي من ناحية تحاول أن تبرهن للرأي العام العربي أن مهتمها هو الحفاظ على الحكومة السورية متمثلة في بشار الأسد من السقوط هذا ظاهرياً أما باطنياً فهي تدخلت في هذه الأزمة من اجل الثوابت التي تم إثباتها ( الحفاظ على الأمن القومي الروسي) والحفاظ على وضعها الإقليمي هذا من ناحية اما من ناحية أخرى، فهي تستخدم هذه الأزمة بالإضافة إلى القضايا العربية الأخرى كليبيا ومصر والعراق على سبيل المثال من أجل إنتعاش سلاح السوق الروسي كما أكد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في العالم (15) سيبري المعني بمراقبة حركة السلاح في العالم حيث أشار التقرير أن ثلث مبيعات الأسلحة في العالم تتم لدول الشرق الأوسط وأحتلت روسيا المركز الثاني كأكبر مصدر للأسلحة في العالم حيث باعت خمس الاسلحة العالمية، مع تراجع بنسبة 7.1 بالمائة مقارنة بالفترة السابقة.
أما العلاقات الروسية الأمريكية وإنعكاسها على الملف السوري ستشهد توتراً في المستقبل ولن تشهد تحسناً ملحوظاً، فروسيا تستخدم سياسة التهميش للقطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة، وتعمل على إبعادهم من ملف المفاوضات السوري، وتحاول أن تخلق واقع سياسي يتماشى مع التوجهات الروسية في سوريا من خلال طرح مفاوضات جديدة مع دوائر داخلية سورية مثل مؤتمر سوتشي الوطني في موسكو 2018، او من خلال القمم المخصصة لمناقشة الأزمة السورية بين أنقرة-موسكو-طهران، لذ فالعلاقات الروسية الأمريكية في سوريا لن تشهد تحسناً ملحوظاً إلا من خلال ظهور توجهات جديدة لروسيا للعمل مع الغرب.
[2] الأزمة الليبية (نقطة تنافر العلاقات بين موسكو_واشنطن)
تعتبر الأزمة الليبية أزمة جيوسياسية او صراع جيوسياسي برجماتي بالأساس وليس صراع على الإيديوجية، وتعتبر الأزمة الليبية من أعقد أزمات الشمال الإفريقي منذ إستقلال هذه الدول في سبعينيات وستينات القرن الماضي. لذ تداخل فيها منذ عام 2011، سياسات دول إنتهت إلى مقتل العقيد معمر القذافي الرئيس الشرعي للبلاد، وانتهى بوجود العديد من الفواعل الدولية منها ما يحاول أن يتوصل إلى حلول سياسية ومنها الساعي إلى تعقيد المشهد أكثر، ومنه الولايات المتحدة بقيادة الغرب الذين تدخلوا عسكريا في ليبيا بقيادة حلف الناتو 2011، وأفضى في النهاية إلى إنفلات أمني وتدهور حاد إقتصادي وإنقسام في قيادة البلد بين شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر وغرب ليبيا بقيادة فايز السراج بالإضافة إلى وصول متطرفي الدولة الإسلامية داعش، إلى سواحل ليبيا كما سيطروا على الأراضي الليبية كما في مدينة سرت وغيرها من المدن الليبية، فعندما نربط سوريا بليبيا نجد أن هناك رابط كبير بين الأزمتين، ولكن روسيا أوقفت سيناريوا مشابه لليبيا في سوريا وكاد ان يفضي بإقسام في الحكم كما نشاهد في ليبيا عبر تدخلها في سوريا ومساندتها في محاربة الإرهاب وفي الحفاظ على عمودية السلطة في سوريا، ولذلك هناك توجه من نفس النوع يتنازع القيادة الروسية حيال ليبيا وخصوصاً أن موسكو ترفض جميع التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية، ولذلك هناك محددان تتعامل بهما روسيا حيال الملف الليبي وهما:-
المعيار أو التوجه الأول: التأكيد من محاربة الإرهاب في ليبيا بكافة أنواعه وتشاطر موسكو العقيد خليفة حفتر في ذلك، ويتضح ذلك في زيارات خليفة حفتر المتكرره لموسكو كان أخرها ديسمبر 2017، ومقابلته وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ،لطلب المساعدة في مكافحة الإرهاب، بالإضافة لطلب التسلح، حيث عبرت موسكو أنها تلتزم بضمان الإتفاق السياسي في الصخيرات المغربية بين الأطراف الليببية، ومن المتعارف عليه أن موسكو تدعم أي عملية سياسية في البلدان التي تعاني من الأزمات السياسية، بالإضافة إلى مساندة السلطات والؤسسات الشرعية.
المعيار الثاني: مسألة تسليح الجيش الليبي. ومن منطلق إلتزام موسكو الدائم بالإمتثال للقرارات الدولية والقانون الدولي فإنها لن تخترق القرار الأممي المتعلق بتسلح الجيش الليبي رقم 1970 لعام 2011، وبخصوص ذلك تسعى موسكو دولياً بلإضافة إلى الجهود المصرية، لتذليل هذا القرار الأممي، ومن ثم فإن موسكو لها إستراتيجيتها الخاصة والتي تتعامل بها مع ليبيا- وهي التأكيد على الإتفاق السياسي بين الأطراف المتنازعة الرئيسية الأربعة في الملف الليبي، بالإضافة إلى الدعوة الدائمة لمكافحة الإرهاب لإن إنتقاله إلى أوروبا يعني إنتقاله إلى روسيا. ولا تسعى موسكو في الوقت الحالي إلى الإنخراط المباشر في الأزمة الليبية لإن ذلك سيكون عبىء على إقتصادها المحصور بالعقوبات الغربية. إنما تسعى من خلال الديبلوماسية إلى حل الأزمة. ومن ثم فإن موسكو ترسل رسائل إلى الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بضرورة حل هذه الأزمة وخاصة الإتحاد الأوروبي لأن هذه القضية توثر بشكل مباشر على الأمن الأوروبي أكثر من الأمن الأمريكي.
من خلال هذا الطرح في الأزمة الليبية يتضح أن موسكو ليس لديها اي نيه مؤقته للدخول عسكرياً في المستنقع الليبي، ربما مستقبلاً وبلا شك ستشكل الأزمة الليبية لروسيا إن تدخلت فيها وجوداً وإنتشاراً روسياً في منطقة الشمال الإفريقي ولكن لابد من أن يتوافر لها ظروف ملائمه للتدخل، في هذه الأزمة. منها الإقتصاد ومنها البيئة العسكرية والسياسية،
[/size]
- وبناءً على ما سبق فإن مستقبل العلاقات الروسية-الأمريكية-الأوروبية من خلال ما يلي:-
[size]
في ظل العرض في الأزمتين السورية-الليبية، فإن العلاقات الروسية الأمريكية مستقبلاً لن تخرج من أطار التأزم والتوتر طالما إرتسمت السياسية الخارجية لواشنطن بالطابع الهجومي اليميني على موسكو في كثير من الرقع الجغرافية في العالم ومن ثم فإن السياسة الخارجية الروسية هي رهينة للسياسة الخارجية الأمريكية أي أن اي تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية سيقابله تغيير في السياسة الخارجية الروسية، ومن ثم يمكن وضع العديد من النقاط لمستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو على إثر الأزمتين السورية-الليبية على النحو التالي:-
[/size]
- هناك إختلاف في الإدارة الأمريكية الجديدة حول طرق التعامل مع موسكو في نقط التلاقي أوكرانيا-سوريا بل مع التواجد الروسي في الشرق الأوسط فالرئيس الأمريكي ترامب يريد سياسة المهادنة مع موسكو بينما البيت الأبيض والمؤسسات التقليدية في البيت الأبيض يريدوا معامله موسكو على النهج القديم المعتاد نهج الحرب الباردة. وفي المقابل هناك إستعداد روسي للتعاون مع الغرب حول ملفات مشتركة مثل مجابهة الراديكالية الإسلامية والإسلام المتشدد كما في سوريا والعراق.
- ستعتمد روسيا على سياسة التوسع في إطار حرمها الأمني الأسيوأوروبي، كلما سنحت الفرثة لذلك للدفاع عن نفسها.
- في الوقت الحالي تتخذ الإدارة الأمريكية سياسة الحرب الباردة تماماً مع روسيا، من خلال طرد الدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة كما حدث في 2017، أو الإستمرار في سياسة التطويق لروسيا.
- تربط روسيا وتحاول أن تربط للرأي العام العربي أن ما حدث في المنطقة وما يجري، هو تأكيد خطأ الظن بصدق نيات واشنطن وتدخلها في المنطقة. كما جرى في سوريا والعراق وليبيا.
- سيستمر التنسيق الروسي الألماني حول القضايا الرئيسية بين البلدين منها أزمة القرم والعقوبات الأمريكية الغربية وهذا وفق ما تم الحديث عنه في بداية الورقة.
[size]
[ثانياً] فواعل الأزمة السورية وموسكو.(الإستراتيجية الروسية)
(أ) توازن العلاقات بين موسكو-طهران-أنقرة.{في أطار الملف السوري }
يمثل هذا التحالف الثلاثي كتلة واحدة في سوريا ضد الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة على الرغم من الإختلاف في جوهر التحركات الخارجية فيما بينهما في سوريا ومنهم من يتبني أيديولوجيا ما مثل إيران القوة الإقليمية الصاعدة التي لديها إيديلوجية جيودينية تحركها وتحاول فرضها في منطقة الشرق الأوسط ’’العراق-سوريا-اليمن-لبنان-البحرين’’ وتركيا التي تحاول إستعادة الماضي مما أنتج سياسة خارجية متهورة نحو جيرانها الإقليميين وخاصة في سوريا والعراق. فموسكو تستخدم إيران في سوريا كورقة ضغط على واشنطن وتحاول المساومة بها في الملف السوري على إعتبارها أنها الخطر الأكبر في الشرق الأوسط بالنسبة لواشنطن وحلفائها التقليديين في المنطقة، فروسيا-طهران يتحالفان في سوريا ولكن هناك خلاف يدور بينهمالاعلى الأراضي السورية ويتمثل ذلك في مشكلتين، المشكلة الأولى: لا تتوافق موسكو مع إيديولوجية طهران في سوريا خاصة والشرق الأوسط ككل، حيث أن طهران لديها وجود بري في سوريا متمثل في فصائل معينة كحزب الله والفاطمييون والزينبييون وفصائل أهل الحق وغيرها من الفصائل المدعومة من قبل طهران وهذا يثير حفيظة موسكو حيث أنها لا تريد الأوضاع في سوريا إيديومذهبية، بل تريد سوريا خارج هذا الأطار حتى لا تتورط في إحتكاك مع الفواعل الأخرى الموجودة في سوريا تكون خارج إرادتها أبرزهم إسرائيل، مثل الهجوم الفصائلي الإيراني على إسرائيل كما حدث وأطلق فيلق القدس التابع لإيران مجموعة من الصواريخ على الجولان المحتل(16)
المشكلة الثانية: لا تتوافق طهران مع موسكو حول إستراتيجيتها الخاصة بملف المفاوضات السياسية حيث تتعمد موسكو مشاركة فصائل محسوبه على أطراف إقليمية في المفاوضات السياسية كالجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في شمال سوريا وقاتل ضد الجيش السوري والقوات الإيراينة في مناطق دمشق وغيرها مختلفة في سوريا.
وهنا لأنقرة حساباتاها الخاصة في هذه الأزمة حيث من الجانب التحليلي تعاون موسكو مع أنقرة مؤقت نسبياً لإن أنقرة لديها مصالح خاصة في شمال سوريا وهم الأكراد ونزعتهم الإنفصالية تثير غضب تركيا فجاء التنسيق التركي الروسي الرئيسي والأساسي في سوريا من أجل هذه النقطة فقط. والذي يلاحظ تطورات الأزمة السورية جيداً سيلاحظ تغير الخطاب البرجماتي السياسي التركي المرتبك نحو الحكومة السورية بحسب البيئة الداخلية والخارجية للملف السوري قبل وبعد التنسيق الروسي-التركي في شمال سوريا، فأنقرة كانت لديها نزعة هجومية دائمة ضد بشار الأسد وتطالبه بالرحيل ووقف القصف العشوائي او المطالبة بمحاكمته امام محكمة العدل الدولية 2016، (17) ومن ثم تم التوافق مع روسيا حول أكراد الشمال السوري فنفذ أردوغان عملية درع الفرات في 2016 وعملية غصن الزيتون 2018 ضد الوجود الكردي في الشمال السوري، فقلت نبرة الهجوم ودعى أردوغان لتسوية سياسية عاجلة. ومن ثم وقعت الضربات الصاروخية بقيادة الولايات الأمريكية وفرنسا وبريطانيا على سوريا، (18) فأيد أردوغان الضربة وقال إنها رسالة إلى بشار الأسد(19).
يبين هذا الطرح والذي يوضح التباين في هذا التحالف وإنه تحالف برجماتي واقعي من الدرجة الأولى في الأزمة السورية، فإن موسكو تتغاضى عن هذه النقاط في سوريا وتوظف كلا الطرفين الإيراني-التركي، لخدمتها في سوريا من خلال بناء تحالف ولو مؤقت أمام التحركات الغربية في سوريا-الشرق الأوسط ، فالعلاقات التركية الأوروبية الواشنطية متدهورة بحكم بعض المشاكل منها اللاجئين وفتح الله جولن وعضوية تركيا في الإتحاد الاوروبي وروسيا تجيد اللعب على هذه النقطة جيداً حيث توظف ذلك لخدمتها في سوريا وخارج سوريا، وتحاول روسيا ضمها إلى الحلف الروسي الصيني بل وتبحث موسكو إعطاء أنقرة عضوية في مجموعة(البركس وشانغهاي). لتشكل بذلك نقطة توازن قوة على مستوى العلاقات الروسية التركية وليس على المستوي الروسي-التركي في الأزمة السورية فقط، بل لضمها إلى القطبية الأسيوية ضد القطبية الأمريكية. تستطيع به موسكو تشكل توازن ضد القطبية الغربية.
(ب) برجماتية موسكو-إسرائيل والتصعيد الإيراني في سوريا.{سياسة متوازنة}
تتمثل العلاقات بين موسكو-تل ابيب بأنها علاقات متوازنة بحسب الظروف البيئية المحيطة بإسرائيل كمثل الأزمة السورية والتي تمثل التهديد الأول بالنسبة لإسرائيل بسبب نشاط الجماعات والعناصر الإيرانية والتي تهدد إسرائيل بشكل مباشر على خطوط الجولان المحتل، فتتعاون موسكو مع إسرائيل في إطار توازني وحفظ العلاقات الثنائية، ويفسر هذا التوازن في العلاقات الثنائية بين البلدين عدد من المؤشرات.
المؤشر الأول: زيارات نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المتكرره إلى موسكو ووكان أخرها مايو 2018،(20) والتي كانت تشمل مناقشة أوضاع الملف السوري وملف إيراني النووي، والتخوفات الإسرائيلية من التحرك الفصائلي تجاه المنشأت العسكرية الإسرائيلية وفي مقابل ذلك هناك تفهم روسي واضح لكل هذه النقاط مع الإختلاف فقط في ملف طهران النووي، وفي سبيل ذلك عقد إتفاق بين المملكة الأردنية الهاشمية وروسيا وواشنطن والحكومة السورية على إخراج الفصائل الإيرانية من منطقة الجنوب الغربي السوري بالتوازي مع منطقة الجولان المحتل،(21) وتلك الخطوة كانت رغبة أمريكية إسرائيلية ملحه لإبعاد الفصائل الإيرانية عن الجنوب السوري والتي تهدد بشكل مباشر الجولان المحتل، وسبق أن أشرنا أن روسيا لا تتوافق مع إيديلوجية إيران الفصائيلية في سوريا وهذا ما جعلها تتوافق مع إسرائيل حول هذه المناطق.
المؤشر الثاني: روسيا لا تمانع ان تدافع إسرائيل عن نفسها في سوريا، وما يوضح ذلك إستمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا والفصائل الإيرانية في سوريا. حيث نفذت إسرائيل أكثر من 120 غارة جوية وصاروخية على الأراضي السورية منذ عام 2011. ودون إعتراض روسي لتلك الهجمات، فروسيا لديها إلتزامات مع إسرائيل تدفعها إلى إنتهاج سياسة التهدئة هذه مع إسرائيل، فهناك تفاهمات بين روسيا وإسرائيل بشأن عدة قضايا على رأسها قضية مكافحة الارهاب الناتج عن الأسلام الرديكالى حيث يتشارك الطرفان فى مخاوفهما من الأسلام الرديكالى المتمثل لإسرائيل فى حماس وبالنسبة لروسيا مسلمين الشيشان ورغبتهم فى الأنفصال لتؤكد على ان من مصلحة البلدين توثيق العلاقات معاً و تلك العلاقات سوف تشكل محدد مهم إذا أرادنا التنبؤ بمستقبل الصراع فى سوريا. وعدد من القضايا المعاصرة,من أوجه توثيق تلك العلاقات زيادة معدلات التجارة بين البلدين ,وزيادة تبادل الزيارات بين موسكو وتل أبيب، حيث يبلغ التبادل التجاري بين روسيا وإسرائيل 3 مليارات دولار بحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية(22)
هناك توافق نسبي إن لم يكن كلي بين موسكو-تل ابيب فيما يتعلق بالملف السوري ولكن هناك إختلاف كبير حول برنامج إيران النووي وهذا ما حاول نتنياهو أن يحاور فيه موسكو ولكن وصل في نهاية المطاف إلى عدم تفاهم وفشل لسبب مبسط وهو أن برنامج طهران النووي هي ورقة مساومة في يد موسكو تساوم به الغرب لذلك هو غير قابل للنقاش.
أصبح دور موسكو في المنطقة العربية والشرق الأوسط الغيرأيديولوجي قائم كما أشرت على النفعية والبرجماتية الواقعية بالرغم من جملة تقاطع تحالتفاها في المنطقة فروسيا تسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع العرب وإسرئيل في وقت واحد.
____ إستنتاج على السياسة الخارجية الروسية ومستقبلها.
[/size]
- تنتهج روسيا سياسة خارجية نشطة حذرة وقائية نفعية مستمدة من الحداثة والعقلانية والواقعية الجديدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط قائمة على الأخطاء الأمريكية لا تسعى سياستها لأن يرسمها اليمين المتطرف كمثل الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
- أرادت موسكو أن تبين للغرب ان مبدأ أحادية القطبية قد انتهى وظهر مبدأ جديد يسمى تعدد الأقطاب.
- تبقى السياسة الروسية رهينة السياسة الأمريكية-الغربية أي أنها ليست هجومية بنائية قائمة على ردات فعل الغرب.
- تحاول موسكو جذب أطراف تتهاون بها الولايات المتحدة وتتحاور معها كمثل حماس وقطروتركيا.
- لا تنتهج موسكو سياسية بها صراع سني شيعي-قطري قومي-علماني ديني. اي لا ينظرها إيديلوجية.
- تتعامل موسكو وستتعامل مع أي تهديد في حرمها الأمني (الشرق الاوسط- القوقاز-حدودها الغربي-الجنوبية-وسط أسيا).
- تستغل روسيا تلكؤ واشنطن في تلبية الإحتياجات العربية سواء بالسلاح او بالموارد الأولية.
- خيار الحركة أمام موسكو لم يتعدى حتى اليوم الإقليم أي أنها لم تؤثر وتهدد الغرب بشكل حقيقي دولياً كما في ماضيها السوفياتي مثل كولوبيا. أي أنها مازالت في طور الدفاع وليس الهجوم.
[size]
__ توصيات:
[/size]
- على الدول العربية إقامة علاقات أكثر إتساعاً مع موسكو ليس لربطها بقضايا مثل سوريا او فلسطين فقط بل
[size]
اعطائها مجال للحركة أكثر إتساعاً.
[/size]
- على مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية إعادة النظر في العلاقات الروسية الشرق أوسطية بإعتبارها قوى كبرى.
- توسيع الإستثمارات العربية في روسيا.
- إقامة علاقات في جميع المجالات وخاصة تصنيع السلاح.
- توسيع التعاون بين المؤسسات العربية والمؤسسات الروسية.
- على الدول العربية إعطاء روسيا الدور الأكبر كوسيط نزيه في القضية الفلسطينية بعدما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس وإعتبارها وسيط غير نزيه من قبل الحكومة الفلسطينية.
- فتح مجال لمناقشة عربية-روسية شاملة للقضايا العالقة في الشرق الأوسط مثل ليبيا والعراق واليمن.
[size]
__ هوامش.[/size]