تفاحة ورقيه
العالم
على عكاز شمعي متكأه
عندما قرر الإله الرَّحيل
لملم الشَّمس والسَّماء
حتَّى نسقط لكي نسقط في رحلته
*****
ترك الكثير فأحْكَمنَا التَّأويل
كبذور لبثنا
باتّكال يغفو على الحظّ
بين شكّ ويقين
لوجه ذاك الإله ثائر متزين بموتنا بزحفه المتخفّي تحت ثيابنا ومدينتنا
كحلزون يذيبه ملح شفقتنا
لعابه الأصفر يمسح بصماته الصَّوتيَّة ولا ندري ما هو!
*****
رصيف شارع وشارع يجتاز
وجه متعب يسأله: عنوان منديل أبيض آآآآه يزفر خوفه سحابه: سيجارة
غافلا عن قاتله يثأر للإله عن الرُّؤوس المقطوعة في جيبه عن الأسلحة البيضاء والسَّوداء
عن رائحة موت أغرقها بعطر رخيص
وجه طيّب متعب ابتسم بمودّة أقلّ ثقلاً من التِفَاَتة أبطأ من انتِباهه
وسلمه لتردّد الطريق
*****
تخطف الشَّارة الحمراء أنفاسها في الشَّارع الأخير
تُلقِي خوفها الأخضر لعاصفة دخان لمنيّة احتكرتها مفخَّخات إنسان
يرتجف يُطِيعُ هلعه بدعاء
يكاد ينزع فتيل القنبلة (أطفال يتراكضون خلف كرة ملوَّنة) تستوقف ضمير عيناه
*****
– تُعجِبهُ الكرات الملوَّنة
وينفجر الفضاء عالمًا كتفَّاحةٍ ورقيَّة تناثرت أشلاء
أكياس ممزَّقة كتب لطالب جامعيّ محترقة
رؤوس أطفال كرات ملوَّنة بالأحمر
وعيناه ذاك الطيّب المتعب
تتراشق حيوات كانت منذ لحظة وجوه مستريحة تبتسم بمودَّة
-كيف كان لذاك الوجه