** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 تنضيد القصيدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو مروان
" ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
تنضيد القصيدة  Biere3
ابو مروان


عدد الرسائل : 411

الموقع : الحرية
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

تنضيد القصيدة  Empty
24072010
مُساهمةتنضيد القصيدة

إن الشاعر اليمني (محمد حسين هيثم) أحد شعراء الحداثة في اليمن بل إنه شاعر
يضج حداثة ويفعم شعرية.
ولعل المرحلة الشعرية التي قطعها الشاعر قد تمثلت في تلك الدواوين الشعرية
التي أنجزها على نحو يتضح فيه تطور التجربة الشعرية لديه وإن كان قد انشطر
فيها الى مسارين.. مسار يكتب فيه قصيدة التفعيلية ومسار آخر يكتب فيه قصيدة
النثر.
ولذا فإن نتاج الشاعر (محمد هيثم) قابل للدراسة المركزة مثل دراسة (البنية
السردية) بوصف هذه البنية ذات حضور واسع في قيام أغلب النصوص لديه.
وكذلك دراسة (الرمزية) في شعره ، فالرمزية إحدى ركائز الشعرية لديه ، وكذلك
دراسة (المرأة) في شعره وغيرها من الموضوعات..
غير أني سأحاول باختصار أن أعرض هذه الورقة تحت عنوان (تنضيد القصيدة عند
محمد هيثم) وقد يدرس هذا الموضوع عند أي شاعر غير أن (محمد هيثم) من وجهة
نظري ومن خلال دراستي لشعره - شاعر منضد للقصيدة الحداثية من الدرجة الاولى
فهو يشتغل على بناء القصيدة وتنضيدها بداية من مفتتح القصيدة وانتهاء
بعنوانها ويمكن الوقوف عند ثلاثة لأشكال هذا التنضيد.
1- تنضيد السطر الشعري والوقفة الايقاعية: ويعني به تنسيق محتوى السطر
الشعري طولا وقصراً مفتتحاً ووقفة إيقاعية.
ومثال ذلك ما جاء في قصيدته (مرثية وعلٍ شارد) التي قال فيها:
ينثني الوعل
في الأفق رائحة تحترق
ينثني الوعل
تخدعه غابة خزفية
وجبال ورق
ينثني الوعل
..............
.............
.............
أنى مضى
سوف تدركه طلقة من أرق (الأعمال الشعرية الكاملة ص 663).
فالشاعر (محمد هيثم) ينضد هذه القصيدة من خلال تنضيده الشطر الشعري وتوزيع
التفعيلات ومن ثم توزيع الكلمات والوحدات المعنوية على السطور، بحيث يعتمد
مفتتح القصيدة متكرراً إيقاعاً ودلالياً يتمثل في جملة (ينثني الوعل)
ومعتمداً نظام التدوير الذي لا يتجاوز السطر أو السطرين الى أن يصل الى
الوقفة الإيقاعية المتمثلة في حرف الروي القاف .. هذا الحرف الذي له صفة
الانفجار بحيث يتناسق وإيقاع الرثاء داخل القصيدة.
بل إن الشاعر يحرص على رسم نقاط موزعة على ثلاثه سطور الى جوار هذا التنضيد
الذي تقوم عليه القصيدة بحيث تجسد هذه النقاط أو هذا الفراغ حالات شعرية
مطوية عن المتلقي له أن يرسمها أو يتصورها.
وللشاعر قصيدة اخرى تحت عنوان (عبدالعليم إذا مات) يظهر فيها تنضيد السطر
الشعري على نحو مختلف وان كان يسير فيها على نظام تكرار مطلع المقطع ويوجد
في نهاية كل مقطع حرف الروي (الباء الساكنة) فقد جاء الاختلاف هنا في
اعتماد نظام التدوير في مساحة أكبر من حيث السطور الشعرية وامتدادها بحيث
لا نجد الشاعر يلتزم عدداً معيناً من السطور أو عدداً معيناً من الكلمات
على السطر الواحد ومن ثم فإن توزيع التفعيلات وتدوير السطور يأتي معبراً في
أغلب الأحوال عن الحالة التي تعتمل شعرياً عند الشاعر أو قد يأتي توزيع
الكلمات معبراً عن الحالة التي يصفها.
إذ نلحظ ذلك الاختلاف في أثناء قراءتنا لكل مقطع الى ان نصل الى المقطع قبل
الأخير فنجد في نهايته توزيعاً يختلف تماماً عن المقاطع السابقة وعن
المقطع الأخير وذلك في قوله:
ثم يموت كما قد تدرب منذ طفولته
هكذا
دونما
ضجة
أو
سبب (الأعمال الشعرية الكاملة ص 222).
هذا التوزيع يلزم القارئ بقراءة معبرة عن السياق الذي يصفه الشاعر بحيث
يجعل الشاعر الموت عبارة عن مهنة أو حرفة يتحكم فيها هذا الانسان الذي يعيش
لحظاتها ومن ثم تأتي عملية القراءة متمهلة في لفظ الكلمة والانتقال الى
أخرى حتى يصل الى الوقفة الايقاعية.
كما أن الشاعر ينضد للقصيدة بعيداً عن رتابة تكرار حرف الوقفة الايقاعية
بحيث يطلق عنانها ويظل يشكل في سطورها ويوزع وحداتها اللغوية والمعنوية كما
تمليه عليه شعريته وللقارىء ان يطلع على ذلك من خلال مجموعة اعماله
الكاملة.
2ـ تنضيد التقسيم أو ما يطلق عليه في الدرس البلاغي القديم (حسن التقسيم)
ويطلق عليه حديثاً(التوازي) ويمكن الاستشهاد عليه عند (هيثم ) بشاهدين.
الشاهد الاول: قصيدة (أصدقاء) التي جاء فيها قوله:
حيث جاءوا الى صمته
كان يجمع أشلاءه
كان يحشد في صرة كل هذا الحطام:
صوته
ظله
وقته
ما تبقى من الروح
لكنهم
حملوا قلبه واختفوا بغتة في الزحام (الأعمال الشعرية الكاملة ص132).
إذ يتضح تنضيد التقسيم في قوله: كان يحشد في صرة كل هذا الحطام:
صوته / ظله/ وقته/ ماتبقى من الروح
فالشاعر - هنا- يعبر عن انكسار الذات الشاعرة واستحالتها الى اشلاء وحطام
كما يعبر عن محاولته الجاهدة في جمع تلك الاشلاء وكل ذلك الحطام ولعل ما
يهم الشاعر هنا تأكيد ما تحطم في ذاته ولذا فقد لجأ الى الاعلان عن أجزاء
من ذلك الحطام متمثلة في: الصوت ، الظل ، الوقت ما تبقى من الروح.
بحيث يأتي بهذه الكلمات كلاً على حدة وبحيث تشغل الكلمة الواحدة سطراً
كاملاً في مساحة النص المكانية بعد علامة الترقيم (:) الدالة على التقسيم.
ولعل النظر الى محتوى التقسيم سيكشف لنا قيمة هذا التنضيد وان الشاعر يجسد
الذات وعالمها في هذه المرتكزات: الصوت ، الظل، الوقت ، الروح، وهي مرتكزات
يعجز الذهن الإنساني عن احتواء صورة اشلائها إذ كيف يصبح الصوت او الظل او
الوقت او الروح اشلاء وحطاماً ، ثم كيف سيحشد الشاعر كل ذلك على نحو حسي!!
> الشاهد الآخر: يتمثل في قصيدة (بورتريهات) يقول فيها الشاعر (محمد
هيثم): سبع نساء على حائط
فأمرأة من ذهب
وامرأة عذبتني
على شرفة من لهب
وامرأة دورت في حشاي قصيدتها
وامرأة لونت برهتي بالتعب
وامرأة بعثرت في شوارعها ليلتي
وامرأة خبأت في ضفائرها حرقتي
وامرأة لا ككل النساء (الاعمال الشعرية الكاملة ص09).
إن الشاعر هنا يستعرض تجربة العلاقة مع الآخر او يجسدها في هذا التقسيم
السباعي الذي يعلن عنه في مفتتح القصيدة بقوله: (سبع نساء على حائط متعب)
ثم يكرر هذا المفتتح في المقطع الثاني على نحو يفصل فيه هذا التقسيم
السباعي للنساء.
ولعل الشاعر يلجأ الى هذا التقسيم لإيقاع القارئ في دائرة الوهم والانسياق
خلفه ولا أظن ان العدد (7) إلا وسيلة او شركاً لإيهام المتلقي وإقناعه
بوجود هذا العدد في تجربة الشاعر إذ ان العدد(7) عادة يستعمل دلالة على
الكثرة ومن ثم تلغى فكرة المحدودية في هذه التجربة وإذ يمكن تأويل ذلك بأن
للشاعر أكثر من تجربة حاول الشاعر في هذه القصيدة عرض سبع حالات فقط أو أن
يكون للشاعر تجربة واحدة اختزلت هذه الحالات السبع بكل تحولاتها وصورها.
ولعل في معايشة الشاعر هذه التجربة مقاربة لمعايشته تجربة الخلق الشعري او
تجربة القصيدة الشعرية ومن ثم تصبح صور التجربة القائمة مع المرأة هي في
الحقيقة تجسد تجربة متعددة الأحوال مع القصيدة ومن ثم تصبح صورة (سبع نساء
على حائط) معادلاً لصورة القصائد على الصفحات.
3- تنضيد عنوان القصيدة: وعنوان القصيدة اول ملمح شعري نطالعه وإن كان في
الحقيقة هو آخر لبنة يضعها الشاعر في بناء قصيدته ويشكل عنوان القصيدته عند
الشاعر الحداثي سواء في قصائد التفعيلية او في قصائد النثر مرتكزاً شعرياً
مهماً ومحوراً من محاور التجربة عند الشاعر.
والشاعر محمد هيثم يتميز في تنضيد عناوين القصائد على نحو تظهر فيه عملية
التجريب والتحول الى خلق عناوين ذات صفة الانزياح او الانحراف وإن كان
القارىء سيلمس في اغلب عناوينه ميله الى صياغة العناوين المفردة أي ذات
الكلمة الواحدة وهي تشكل نسبة عالية في عناوين قصائده وأغلبها يقع ضمن
المرتكزات الرمزية.
غير ان ما يلفت انتباه القارئ هي تلك العناوين المركبة أو ذات الصيغ
المتنوعة، إذ نجد مثلاً: صيد النبيذ، مديح الضجر استدراكات الحفلة، فائض
الرأس، أرق الاكسجين، مدورة الهذيان، حانة من رماد، وقد تمتد صيغة العنوان
مثل: حمل الكلام حقوله وجراره ، بأية أحزان تفتتح الرقصة، مدائح استثنائية
لطائر الليل، اكتمالات سين بين يدي المأربية والقرمطي، هل يتسلق البحر
ضفيرتها.. فضلاً عن عناوين الاعمال الشعرية..
وكلها مؤشرات الى مسألة تنضيد القصيدة. عند الشاعر الحداثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تنضيد القصيدة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تنضيد القصيدة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: