[rtl]الخلل في مجموعة رئيسية من الإنزيمات تسمّى توبوأيزوميراس (topoisomerases) له آثار عميقة على الآلية الوراثية التي تقف وراء نمو المخ و ربما تؤدي إلى اضطراب أطياف التوحد (ASD)، وفقًا لبحث نُشر في مجلة Nature.


قام علماء من كلية الطب في جامعة كارولينا الشمالية بإجراء البحث الذي تمثل نتائجه تقدمًا كبيرًا في الكشف عن العوامل البيئية المسؤولة عن الإصابة بمرض التوحد و تُلقي الضوء على الأسباب الوراثية للمرض. تثبيط إنزيمات (topoisomerases) لديه القدرة على التأثير بقوة على النمو العصبي – ربما حتى أكثر من وجود طفرة في أحد الجينات التي تم ربطها بمرض التوحد.

الدراسة يمكن أن يكون لها آثار هامة للكشف عن مرض (ASD) و الوقاية منه. التعرُّض المؤقت لمثبطات إنزيمات (topoisomerase) في الرحم يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على الدماغ، من خلال تأثيره على فترات حرجة من نمو الدماغ. يمكن لهذه الدراسة أيضا تفسير سبب معاناة المصابين بطفرات في انزيم (topoisomerases) من مرض التوحد و اضطرابات عصبية انمائية أخرى. هذه الإنزيمات موجودة في جميع الخلايا البشرية و وظيفتها الرئيسية هي حل أو فك الإلتفاف الزائد في جزيء الحمض النووي DNA، و هو أمر شائع يمكن أن يتداخل مع العمليات البيولوجية الحيوية للخلية.

معظم المواد الكيميائية المثبطة لإنزيم (topoisomerase) تُستخدم في العلاج الكيميائي للأورام السرطانية. إذا كانت هناك مركبات إضافية مثل هذه في البيئة، يصبح من المهم التعرف عليها حتى يتسنّى للمرأة الحامل تجنب التعرض لها.

الباحث الرئيسي زيلكا (Zylka) و زملاؤه عثروا على إكتشافهم بالصدفة أثناء دراسة تأثير عقار التوبوتيكان (topotecan) – مثبط لإنزيم (topoisomerase) و يستخدم في العلاج الكيميائي – على الخلايا العصبية المشتقة من الإنسان و الفأر. لاحظ الباحثون أن هذا الدواء يتدخل في العمل الطبيعي للجينات التي تتمز بطول استثنائي – تتألف من العديد من النيوكلويدات المكونة للحمض النووي، و العديد من الجينات المرتبطة بالتوحد طويلة جدًا.

قمع Tropotecan ما يقرب من 30 جين من 300 جين المرتبطة بمرض التوحد. قمع العديد من الجينات المؤثرة في التوحد – حتى إلى حد صغير – يعني أن الشخص الذي يتعرض لمثبط (topoisomerase) أثناء نمو الدماغ يمكن أن يواجه آثار عصبية مكافئة لتلك التي تظهر في الشخص المصاب بالتوحد بسبب طفرة في جين واحد.

يرتبط حوالي 20٪ من الجينات المسببة للتوحد بنقاط الاشتباك العصبي – الاتصالات بين خلايا الدماغ. ترتبط الـ20% الأخرى بعملية نسخ الجينات – عملية ترجمة المعلومات الوراثية إلى وظائف بيولوجية. تربط هذه الدراسة بين هاتين المجموعتين، لأنه يظهر أن وجود مشاكل في نسخ الجينات المسؤولة عن الشبك العصبي يمكن أن يُضعِف قدرة الشخص على بناء نقاط الاشتباك العصبي.
[/rtl]