من الشعر العبري: ترجمة لنص الشاعر أريه سيفان*
برغشــة / ترجمة: فاروق مواسي
بعد القتيل الخمسين والجريح المائة والعشرين
كانت الأخبار عمّن يليهم مثل ذباب،
حتى أنها ليست هي ذباب الأموات، المنضغطة
على زجاج الشبابيك وعلى الشِباك
..
فقط حدَثٌ غير عادي نحو مثلاً-
الطفل ابن الثمانية أشهر الذي وجهه
غربال من مطاط منخوب أو العربي البالغ
الذي ضُرب حتى الموت بعد أن كان قد مات
مرتين وثلاثًا. فقط حدثٌ كهذا
يجعل الخبر عنه شيئًا ذا بال
مثل زنبور غاضب أو نحلة ما سُرّي عنها
يرسمان دوائرٍ مكسورة من حول الرأس
..
حتى فجأة، في يوم ربيع خماسيني،
ويمتلِيء البيت، وكأنه من نفسه، بذ بيّـبات
مئات الذبابات الصغيرة
على آنية الطعام وفي الطعام في العينين
في الأذنين وعلى الوجه
..
حتى لو سد الإنسان كل فتحاته بالتمام
أنّى له أن يتذوق، وأنّى له أن يلذ
إلى أن تعود الريح وتهب من الغرب.
* توفي قبل بضعة أيام الشاعر العبري أريه سيفان (1929- 2015).
ولد الشاعر في تل أبيب، وعمل في سلك التدريس، وله عدد من المجموعات الشعرية، كما ترجم بعض الكتب من الأدب العالمي إلى اللغة العبرية. حصل على جائزة إسرائيل للشعر سنة 2010.
هذه الترجمة نشرتها ضمن كتابي "مدارات- אדוות". تل أبيب: دار سفرا- 2005، ص 30-31.