ما كانَ إلا صــــــــادياً بمفازةٍ يهماءَ حالَ الصـدُّ دونَ شرابهِ
مَوْجَدَة / عبد الفتاح المطلبي
ما بين مقدمهِ وبيــــــــن ذهابهِ
لَهِجٌ لسانُ الغيــــبِ حينَ غيابهِ
****
قد كان ياما كان من أمرِ النوى
أملٌ يداعبُ روحَـــــــهُ بإيابـهِ
****
لا ليلُهُ ليـــــــــــــلٌ ولا أيامهُ
أيامُ ذاك العهد يـــــومَ شبابهِ
****
ميدانُ عشقٍ ما بـهِ من مهربٍ
إلا لرمحِ الوجدِ حـــذو إهابهِ
****
ومتيمٍ بالكرمِ ليــــسَ بغافلٍ
يدري بطعم الموتِ في أعنابهِ
****
فمنَ الغضاضةِ أن يراه وينثني
مُتحَجّجاً بالإفعــوانِ ودابهِ *
****
نَضَجَتْ عناقيــدٌ وعزّ نوالُها
ما بين ملمسِـهِ وغرزةِ نابهِ
****
ما نامَ إلا قــــامَ يـــــومُ قيامةٍ
نشرت صحيفتهُ ليـومِ حسابهِ
****
كأسٌ من الآهاتِ كان مزاجها
كافورةَ الأيام مـــــن أوصابهِ
****
الكأس في يــدهِ تلألأ روقُـها
وبُراقَهُ حلمٌ وقــد أســرى بهِ
****
وإذا الرؤى أسـدٌ يطاردُ يومَهُ
فيًرَدُّ من شوقٍ علـــى أعقابه
****
ما كانَ إلا صــــــــادياً بمفازةٍ
يهماءَ حالَ الصـدُّ دونَ شرابهِ
****
ومررتُ بالأنحاءِ أبغي رشفةً
ووقفتُ ملهوفاً علــى أعتابـهِ
****
تُفّاحةٌ قلبـــــــي ودودتهُ الهوى
وهتفتُ أنْ هذا الـــذي أودى بهِ
****
دمهُ نبيذٌ والجــــــــــوى أقداحهُ
وجميعُ ممسوسيهِ من أصحابهِ
****
هذا فؤادي هـــل تراه مضرجاً
بالشوق مشتعلاً بلونِ خضابهِ
****
يطأ الحرائـقَ لا يهاب لهيبَها
وكأن نارَ العشقِ بعضُ ثيابهِ
****
نارٌ على قدمينِ تقضي وترَها
من هيكلٍ وتجوسُ في أحطابهِ
****
فإلامَ تنكرهُ وتبخـــــــسُ حقهُ
والكأسُ مُترعةٌ تفورُ بما بـهِ
****
بحرٌ من الأشــواقِ أتلعَ موجُهُ
لا تسألِ العـــــذّال عن أسبابهِ
****
اليوم لا تثريبَ مــا جنحت بهِ
فلكٌ وبرّحهُ غَضُــــوبُ عُبابهِ
****
مابين أمنيةٍ وبيــــــنَ عقوقِها
يهفو الشراعُ إلى بحارِ سرابهِ
****
ووقفتُ حتّى صاحَ بيْ منْ لوعةٍ
حجرُ الطريق مُبــــاهلاُ بترابـهِ
****
قلْ ما تشـــــاء فللهوى آرابُهُ
واعلمْ بأنّ ثوابَــــــــهُ بعقابهِ