[hide
فلنبدأ بنقطة واضحة, تخيل ان في عالمنا الشاسع هنالك مسلم واحد فقط من بين مليارات البشر. مسلم واحد فقط يدور حول بناء -يدعي بانه بيت الله- واضعاً رداءاً ابيض على جسده لا غير, يؤمن بان رسوله عرج الى السماء على ظهر بعير ذو اجنحة, ويؤمن بامكانية خروج ناقة من الصخر, ويؤمن بان الشمس تذهب الى ربها في كل ليلة وتسجد له, وكلما دققنا في معتقداته يزداد الأمر سوءاً اذ يصبح من الصعب التعايش معه لما يحتويه من افكار عدوانية تتمثل بشرعية قتال ذوي الديانات الاخرى كمحاولة لنشر معتقداته او وجوب دفع الاتاوات لحضرته و اباحة استملاكه للجواري والعبيد. سنظن جميعاً مهما اختلفنا في شتى الامور بان هذا الشخص ليس مجنوناً فقط, بل مصابٌ بنوعٍ خاص من الجنون يحصن نفسه بدفاعات تلقائية تجابه اي محاولة استطباب. وهذا لا يقتصر على الدين الاسلامي فقط, بل يشمل الديانات الاخرى ايضاً فتراها جميعاً تشترك في نقطة انك لابد ان تؤمن دون ان تشكك في مصداقية وامكانية حدوث ما قيل لك, وتراها تبرر لك اعمال عداونية تجاه اتباع الديانات الاخرى. ولكن النقطة الفاصلة هنا هي اعداد اتباع هذا المعتقد (اياً كان), إذ يتغاضى الطرف المحايد عن حماقة المعتقدات ذو الاتباع الكثر.وهذا ما يذكرنا بالـ “طائفة” او باللغة الانجليزية الـ “Cult” والتي يعرفها قاموس Webster على انها مجموعة من المعتقدات والممارسات المتعلقة بامور خارقة للطبيعة وتشمل ايضاً عبادة اله واحد او اكثر, وكأن هذا القاموس يعرف الديانة. ينظر لهم العالم (ومن ضمنه رجال الدين ودعاته) نظرة دونية وتتم الاشارة لهم عادة بالافراد المخدوعين الذين يتم التحكم بهم من قبل فرد واحد. وهنا أطرح سؤالاً : ما الفرق بين الطائفة والديانة ؟ هذا ليس سؤالا تقريرياً, اطلب اجابة من نفسك ولتعد الى تعريف Webster للطائفة. الجواب المنطقي هو الحجم, وحينما تصل الطائفة الى الكتلة الحرجة يتم الاعتراف بها على انها ديانة, ويتم توجيه الاحترام لها كالاحترام الموجه للديانات, وربما يشملها دستورياً قانون عدم ازدراء الاديان. وفي الفترة الزمنية بين نشوءها وبين وصولها الكتلة الحرجة ليست سوى مجموعة من المجانين وترى تلك النظرة الدونية واضحة على ملامح اتباع الاديان الاخرى.
لنتكلم بشكلٍ أدق على الاضطرابات النفسية بتعاريفها(1), ما هي مميزات الاضطراب النفسي؟ وحين تعيد النظر هل توافق ظاهرة التدين وصف الإضطراب النفسي؟
أولا: Neurosis : بالعربية “العُصاب” : هو نوع من انواع الخوف الذي يؤدي الى اضطراب في الشخصية وفي الأتزان النفسي يؤدي الى القلق وسيادة وأفكار متسلطة على حاملها وأعمال الزامية بدرجات وأنماط مختلفة تهيمن على الشخصية. رغم ما يحتويه اسم هذا الاضطراب من لفظ مشابه لكلمة الـ الأعصاب, إلا انه إضطراب غير مصحوب بتغير بنيوي في الجهاز العصبي. سلوك الأشخاص الذين يعانون من العصاب هو سلوك مقبول ضمن المعايير الاجتماعية, إلا انه يبقى اضطراباً نفسياً تتوجب معالجته للسلامة النفسية.
فيا ترى أين واجهت شخصية عُصابية سابقاً؟ يظهر هذا الاضطراب جلياً لدى اي متدين بدرجة كافية لكي يركض مسرعاً الى اقرب مسجد بغية أن لا تفوته صلاة الجماعة أو يجري خلف أمام او داعية بغية أن يعرف ما يريد الله منه في موقف معين أو ما موقف الله من خطيئة ارتكبها, والامثلة كثيرة وستجدها في اي طائفة او ديانة دخلت الى نفوس معتنقيها وزرعت في اذهانهم خوفاً من عذاب في حفرة قبرهم وأهوال يوم يطلقون عليه تسمية “الساعة” وجحيم أبدية اسموها “جهنم”, فهذه شخصية عُصابية حسب التعريف.
ثانياً: Psychosis : بالعربية “الذُهان” : هي حالات عقلية يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير العقلاني(2) rational thought والإدراك الحسي(3) perception مسببة أوهام وهلوسة وعيوب خطيرة في الحكم والعمليات المعرفية الأخرى وعدم القدرة على تقييم واقعي لطرح معين.
لحظة من فضلكم, أوهام؟ هل يوجد أكثر من أوهام الديانات؟ لنقف من منظور حيادي ونتابع ما يتهمون بعضهم البعض, هلوسة؟ تتخذ الهلوسة الدينية أوسع مظاهرها حين ترى رجلاً في مقابلة تلفزيونية لقناة محترمة يتكلم عن تجربته مع الجن والشياطين, أما العيوب في الحكم والعمليات المعرفية الاخرى تبدو جليةً ايضا حين ترى مشاهديّ هذه المقابلة التلفزيونية نفسها مُصدقين لما قيل ايمانا دون اي تفكير نقدي او جدلي لما طرحته قناتهم المفضلة. هذا الاضطراب هو ما ترتكز عليه الديانات وتبني على اساسه قاعدة جماهيرية تفتقد للتقييم الواقعي لمعتقدات هذه الديانة.
ثالثاً: Delusion : بالعربية “الهذيان” : في علم النفس, نظام صارم من المعتقدات التي تحتل الشخص ويرتبط بها الشخص ارتباطاً وثيقاً متغاضياً قيمتها المنطقية وافتقارها للدليل وضعفها أمام الحقائق الواقعية.
لا اعتقد خلو أي ديانة من هذا, بل إن صح التعبير فما ذكر في هذه الاسطر هو تعريف يصف الديانة وصفاً رائعاً ولا يخالف وصف اي عقلاني لظاهرة التدين. ولكن ما أود ان انوه له بان هذه الحالة تعتبر في علم النفس اضطراباً خطيراً يتوجب علاجه.
رابعاً: Monothematic Delusion : بالعربية “الوهم الأُحادي” حالة من الهذيان تتعلق بموضوع معين ويختلف هذا مع “الوهم المتعدد” في كون الفرد المصاب يعاني من حالة الوهم في أمر معين وله قابليات ذهنية جيدة في بقية الأمور.
نجد أحيانا شخصية ذو مرتبة علمية ممتازة وحاصلة على شهادات علية في الفلسفة أو الطب لكنك تجده كشخصية أخرى تؤمن بمعتقدات خارجة عن الأُطر المنطقية والحقائق العلمية التي أفنى عمره يَدرسها رغم كونها تناقض وبشدة اعتقاداته.
خامسا: Classical Schizophrenia بالعربية “الفِصام الكلاسيكي” مرض نفسي يصيب عدداً من وظائف العقل, وهو مجموعة من الأستجابات الذهنية تتميز بأضطراب أساسي في العلاقات الواقعية وتكوين المفهوم والقدرة على تمييز التناقضات وتضاد الأفكار وله اعراض أخرى كنقص عمق التفكير.
تتميز شخصية المتدين بقبولها الواسع لتناقضات العقيدة فتراه جاداً في قوله أن الله رحيما عادلاً ويتغاضى عن ما يحصل في ظل الله ذاته من مجاعات وهلاك وفقر لا ذنب لذويه, تراه يصرح بأن الله محبّة ولكنه سيلقيهم في حفرة مشتعلة بألهبة وعذاب لا مثيل له (وإن كانوا خيريين) ليهلكوا فيها أبداً لمجرد عدم تصديقهم اياه لغياب الدليل (حسب ظنهم), لابد أن تكون ملتوي التفكير بشكل حاد إن لم ترى التناقض هنا.
لو قمنا بدارسة اساطير الديانات المختلفة (ومن ضمنها الديانات الشرقية) سنجد أن لها نسق مشترك من العناصر المتناقضة بشدة, مما يقودني الى الاعتقاد بان هذه التناقضات وبطريقة ما توجد سبيلاً الى تقوية قبضة الديانة على معتنقيها, فهؤلاء الاتباع المساكين يجبروا على تجزئة عقولهم لكي يصنعوا مجالاً لكل هذه التناقضات وهذه هي طريقة الإخضاع الكلاسيكة المستخدمة حتى في الحروب والاحتلال, فالتجزئة تؤدي الى مزيد من السيطرة, جزؤا عقولهم تسيطروا عليهم, لا تدعوهم يضعون مجالاً لمقارنة الواقع وتناقضه مع الديانة ولا لمقارنة العلم وتناقضه مع الديانة ولا حتى تناقض الديانة مع نفسها, هكذا يخضع علماء وباحثون وداعون لحقوق المرأة لديانة تناقض ما كرسوا حياتهم لأجله, وهكذا يستخدم الخلقي أدلة علمية في محاولات بائسة لدحض نظرية التطور وينسى ان ما جاء به كتابه المقدس حول الخلق يناقض وبصراحة وبشدة كل ما تحمله العلوم من حقائق.
سادساً : Hebephrenic Schizophrenia : بالعربية “الفصام اللامنتظم” يظهر هذا الاضطراب على المصاب به بشكل انفعالات ضحلة وانفعالات عاطفية مبالغ بها وتقترن بإضطراب “الهذيان” والهلوسة.
ذكرت اضطراب الهذيان أعلاه وعلاقته مع الشخصية المتدينة, ولكن لدينا هنا نوع عادة ما نلقاه لدى الطرف المتدين في اي نقاش ينتقد أيديوجياته الميتافيزيقة إذ تظهر لنا انفعالات غير مبررة وردود فعل عاطفية مبالغ بها, وتظهر لنا عواطف مبالغ بها ايضاً عند استماعهم لنصوصهم المقدسة.
سابعاً: Cognitive Deficit : بالعربية “العجز الإدراكي” : مصطلح يشمل أي إضطراب نفسي يؤدي وظيفة حاجز لعملية الإدراك المعرفي.
عندما محاورة المؤمن ومناقشته سيطول الوقت وتتعدد أشكال المحاولات فنجد أن هذا الاضطراب يظهر بشكل حاد لدى الفئات المتدينة فكلما حاول العقلاني أستخدام المنطق والحقائق العلمية مع تلك الفئات تجدها قد قامت بتسييج نفسها بافكار تمتلئ بالمغالطات المنطقية وامضت تعيدها بتكرار, فتشعر نفسك تحدث شريطا قد سجلت عليه كلمات معينة لا أكثر. تلك الكلمات قد اوجدت نفسها فاصلاً بين الفرد المتدين وامكانية تقبل الحقائق. وكمثال على هذا عدم تقبل حقيقة أن عمر الارض تجاوز مليارات السنين, وعدم تقبل نظرية التطور وكلما ذكرت لهذا الفرد هذه النظرية رد عليك بأن اصل الانسان ليس قرداً ولمَ يتواجد القردة إن كان الانسان قد تطور عنهم, أو يصرح لك بأن العلماء والجامعات هم في مؤامرة كبيرة جداً يخوضوها لمحاربة دينه الحنيف ليس إلا. فتحاول من جانبك ان توضح سوء فهمه لنظرية التطور ثم تجده يعيد نفس الاسطوانة ويردد نفس الكلمات (وربما كلمات أخرى تفيد نفس المعنى) فتشعر بأنك تحاول تثقيف شخص يعاني من بطئ الإستيعاب, هذا هو الفاصل الذي أتكلم عنه.
ثامناً: Grandiose Disorder : بالعربية “إضطراب التفخم” : هو إضطراب نفسي يصيب الفرد بوهم عظمة القيمة والقوى والمعرفة والهوية أو وهم علاقة وثيقة بألهة معينة أو شخصية فريدة او مشهورة.
هذا ما نص عليه التعريف العلمي لهذا الاضطراب فبمن يذكرك ؟ يلاحظ على الفئات المتدينة بظنها أن تعلم ما يريد الله ولا يعلم أحد غيرها هذا, أرسل اليها مبشر معين لم يرسل الى غيرهم ولهم المعرفة العظيمة ليدعوا الى ديانتهم وليتكلموا عن مبشرهم وعن الله, ويلاحظ أيضا على الديانة اليهودية بأنها شعب الله المختار , والديانة المسيحية بأنهم أحباب الله , والاسلامية بأنهم خير أمة أخرجت للناس وكل هذه الاطراف تعتقد بأن الله يستمع لدعواتها ولا يستمع لدعوات غيرها, هنا نجد ظاهرة من تعظيم الهوية ونجد تلك العلاقة الخاصة مع الألهة المدعاة.
في أبحاث معاصرة للاضطرابات النفسية تبين وبوضوح علاقة العديد من المشاكل النفسية بتجارب مؤسفة منذ الصغر, ووجد أن كلما كان الإضطراب النفسي يظهر على الفرد بشكل حاد أكثر كلما كانت له علاقة بتجارب الطفولة. بعبارة أخرى استعبودهم وهم صغاراً. فلتسأل أي داعية او مبشر لدين معين عن امكانية استدراج الفئات العمرية الصغيرة مقارنة بصعوبة هذا الاستدراج لفئات عمرية أكبر. فتخيل موقف شاب تخرج من الجامعة قبل اسبوع بشهادة الطب مثلاً حين تعرض عليه ديانة معينة بكل ما تحتويه من فرضيات ميتافيزيقية ونصوص مقدسة من غير المقبول ان يجادلها وأن ينتقد أمرا مذكوراً فيها. بالإضافة الى هذا, يُلاحَظ أن معظم المتعصبين والأصوليين في الدين قد عانوا في طفولتهم من بيئات دينية وتم ترسيخ تلك المفاهيم العقائدية منذ الصغر, ومن الصعب جداً ان يقوم الداعية بهداية شخص ذو 30 سنة مثلاً الى سلفي مسلم. وهكذا في الحالات المثالية لتوسيع القاعدة الجماهيرة لتلك الديانة يتوجب على الداعية الديني أن يقوم بترويع نخبة معينة من الأطفال بتبشيرهم بحفرة جهنمية يُعذبون فيها أبداً.
إن كانت ظاهرة التدين إضطراب نفسي, علينا ان نفسر بعض الامور. سبب هذا الاضطراب النفسي ليس سبباً بنيوي ولا تشوهات جنينة, ولكن يمكننا القول بأن السبب هو الافكار السامة التي تحملها الديانة وكمصطلح علمي مناسب سنقول Parasitic Belief Complex أي بالعربية:(مجموع العقيدة الطُفَيلي) أي ان الديانة تتكون من جعبة معتقدات تعمل سوية لكي تسقط الجهاز الدفاعي للفرد وتحل اعراضها على شخصيته, لكن مهلا, ما هو الجهاز الدفاعي للفرد والذي يعمل بمجابهة الديانة ؟ يفهم الملحد جيداً هذا الجهاز ويعتنقه , إنه المنطق والنقد الجدلي للتصريحات الضخمة, ولكي يفهم المؤمن هذا الجهاز عليه ان يفكر بمعتقدات الديانات الاخرى وما تحمله من خرافات وكيف ينقدها منطقياً وبالحقائق العلمية.
فلنعد الى تلك الجعبة من المعتقدات, تحمل الديانة في طياتها معتقدات من شأنها ان تنجي الديانة داخل الفرد (المُضيّف) بمجابتها التفكير المنطقي والعقلاني, وتبدو صريحة في بعض الأحيان كالقول (لا تسألوا عن أمور ان تبدوا لكم تسوؤكم) أو كتحريم ابن تيمية لعلم المنطق وتكفير الفلاسفة وحكم الردة, بالاضافة الى امتلاكها معتقدات تعمل لنشرها الى افراد (مُضيّفات) أخرى.
الأن لنأخذ خطوة الى الوراء, هل من العقلاني ان نتكلم عن التدين كاضطراب ينتقل من مُضيّف الى أخر ؟ أليست الديانة مجرد أفكار ؟ هل فعلاً تم “تصميم” الديانة كي تسقط دفاعات الفرد ؟ للأجابة على هذه التساؤلات اشير الى مصطلح يقال عنه الـ Meme وهو مصطلح يشير الى التطور الإجتماعي للأفكار (القصد بالإجتماعي هو ثقافة مجتمع ما) حسب نظرية التطور هناك ثلاثة عوامل لكي يتم التطور , الأول : التكاثر , الثاني : الطفرات , الثالث : الانتخاب الطبيعي, اي نظام يمتلك العوامل الثلاث السابقة سيتطور, وهكذا هو تطور الافكار الاجتماعي, الافكار تنتقل من شخص الى أخر (تكاثر), وهذه الافكار تتغير اثناء انتقالها (طفرات), ولدينا حيز الأفكار تتنافس فيه تلك الافكار للبقاء (انتخاب طبيعي).. بعض الافكار تأتي سوية بشكل مضغوط, وهذه هي حالة الديانة. فالتطور يفسر لنا تصميم النُظم الدينية لكي تحتل نفسية الفرد وتسقط دفاعاته في ظل غياب المصمم.
حال الديانة كحال الاضطرابات النفسية الأخرى لها درجات وأنماط مختلفة وتظهر اعراض معينة على فرد معين وتظهر أعراض أخرى على فرد أخر, لكن يمكننا القول بان المؤمن المعتدل مصاب باضطراب الديانة بشكل معتدل والمؤمن المتعصب مصاب باضطراب الديانة بشكل حاد أما الانتحاريين (بغية مرضاة ربهم) فلديهم إصابة مزمنة قاتلة.
وأخيرا..
إن كنت تختلف معي, عليك بتفسير بعض الامور, عليك بتفسير سبب إعتبار الشخصيات العُصابية هي شخصيات “صحية” مجرد لكون مصدرها ديني, وتفسير إعتبار الشخصيات الذُهانية “صحية” لكون كثير من الأفراد يعانوها, عليك بتفسير الهذيان واعتباره “صحي” مجرد لانه مذكور في كتاب يقال عنه مقدس من قبل أتباعه ويتم رفضه من غيرهم وتذكر فأنه على الرغم من اتساع سطوة الأيدز في افريقيا فما زال يعتبر مرضاً.
إن كنت تتفق معي, هناك تغيير بسيط أودك ان تفعله, توقف عن الإشارة بالافراد المتدينين بأنهم في موضع فاعل حيال عقائدهم, هذه الجملة تشير بأن الفرد يمتلك الديانة بينما في الحقيقة الديانة هي من تمتلك الفرد, الديانة مرض وضع قبضته جيداً على هؤلاء الافراد, فالتعبير الصحيح يجب ان يشير الى الفرد على أنه مفعول به وليس فاعل, وحين تتكلم عن إنتشار الاسلام في أوربا, يجب عليك القول بأن الاسلام عدوة انتشرت في أوربا.
أنا لا أدعو هنا أن ننتشل ظاهرة التدين من هؤلاء الافراد (رغم أختلافي معها) فأنت حر بشكل مطلق أن تمارس شعائرك الدينية, ككونك حر بأن تكون مصاب بمرض معين, إذ تبقى مسألة الاستطباب من هذا المرض مسألة شخصية لك كامل الحرية في كيفيتها, ولكن بشرطين.. الشرط الأول بأن لا تدعوا الى نشر مرضك هذا الى بقية الافراد وخصوصا الاطفال, هذا خرق لبراءتهم الطفولية وصحتهم النفسية وفطرتهم السليمة التي تغتصبها بحديثك عن عذاب القبر وعن ويلات جهنم, الشرط الثاني أن تكون اصابتك بهذا المرض أمر شخصي لا يعدوا تأثيره نفسيتك, فحينما تجعل أوهامك وشخصيتك العصابية الذُهانية مبرراً بان تتجاوز على حقوق الأخرين فسيكون لدي المبررات أن اتدخل هنا وأدعوا لما اعتبره ادوية أو لقاحات تنتشل هذا المرض.أو][/hide]