** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Empty
05032016
مُساهمةأسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم

أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heaven
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم :: تعاليق

نابغة
رد: أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم
مُساهمة السبت مارس 05, 2016 3:26 am من طرف نابغة

العقل:[size=15][size=15][1] مصطلحٌ يُستعمل عادةً لوصف الوظائف العليا للدّماغ البشري، وخاصةً تلك الوظائف التّي يكون فيها الإنسان واعيًا بشكل شخصيٍ مثل: الشّخصية، التّفكير، الجدل، الذّاكرة، الذّكاء، وحتّى الانفعال العاطفي يعده البعض ضمن وظائف العقل.[/size][/size]
عندما نتحدث مع المؤمن فهو يدّعي المنطق، وأنّ دينه من عند خالق، هذا الخالق المفترض أنّه خالق العقل، لذلك من المفترض أن يكون دينه قمةً في المنطق وغير متعارضٍ مع العقل، ومن المفترض عندما أدرسه أن أجده قادرًا على إقناعي بالإيمان به، لكن عندما ندرس أبسط أمور الدّين ونخضعها للعقل والمنطق نجدها مجرد أسطورةٍ منافيةٍ للعقل ولا يقبلها منطق، وعلى سبيل المثال (الجنّة) فكلّ الأديان اتفقت على وجود الجنّة والخلود الأبدي، بل إنّ غرض الأديان الهروب من فكرة الموت والإغراء بالجنّة والخلود الأبدي لمن يتبع هذا الدّين، لكن عندما ندرس هذه الفكرة، ونخضعها للعقل سنجدها منافيةً للعقل تمامًا، فعلى سبيل المثال هذه الأسئلة:

[size=44][size=44]هل في الجنّة سيكون لنا عقل؟[/size][/size]

 فإذا كانت الإجابة نعم سيكون لنا عقل، فبالطّبع سيكون هناك تفاوتٌ في الذكاء، سيكون هناك شخصٌ ذكيٌّ وشخصٌ أقلّ منه ذكاءً، وبهذا سيكون معرضًا للوقوع في الخطأ؛ لأنّ هذا من صفات العقل البشري، فمن الممكن أن تخطئ مثل آدم ثانيةً، ولو اعتبرنا أنّ خطأ أدم كان بسبب إبليس، فمن جعل إبليس يخطئ على الرّغم من أنّ إبليس كان من الجنّ، ولم يكن هناك إبليسٌ قبله ليجعله يخطئ، ومع ذلك أخطأ، وفي الجنّة سيكون هناك إنسٌ وجن، والاثنان متساويان بالطّبع فستكون هناك فرصةٌ للوقوع في الخطأ مرّةً أخرى، ومن المعروف أنّ الجنّة لن تكون فوضى بل ستكون هناك قوانينٌ، فالله سيحدد لك مرتبتك وعدد زوجاتك وما إلى ذلك، وهو ما يوضحه هذا الحديث: «روى مسلم بن الحجّاج في صحيحه من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم قال: سأل موسى بن عمران ربّه جلّ وعلا وقال: يا رب! ما أدنى أهل الجنّة منزلةً؟ فقال الله جلّ وعلا: يا موسى! ذلك رجلٌ يجيء بعدما أدخل أهل الجنّة الجنّة فيقال له: ادخل الجنّة، فيقول: يا ربّ! كيف وقد نزل النّاس منازلهم وأخذوا آخذاتهم؟ فيقول الله جلّ وعلا: أما ترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِكٍ من ملوك الدّنيا؟ فيقول العبد: رضيت يا رب! رضيت يا رب! فيقول الرّب: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فيقول العبد في الخامسة: رضيت يا رب! رضيت يا رب! فيقول الرّب جلّ وعلا: لك ذلك وعشرة أمثاله معه، ولك فيها ما اشتهت نفسك، ولذّت عينك».
 لاحظ هنا الحديث، فقد تكلم عن درجات أهل الجنّة، وأنّ الشّخص الذي سيكون في أدنى منزلةٍ سأله الله هل رضيت؟ فهذا دليلٌ على أنّ الإنسان في الجنّة سيكون بعقلٍ ويفكر ويقرر، وهذا ما يجعل الباب مفتوحًا للتّمرد على هذا الحكم مستقبلًا فهو في الجنّة سيرى من هم أعلى منزلةً منه، وبما أنّ لديه عقلًا ويفكر فهذا سيجعل الباب مفتوحًا للتّمرد مثلما فعل إبليس في السّابق وتكبر على حكم الله، ولو كانت الإجابة نعم سيكون هناك عقلٌ لكنه سيكون مختلفًا عن العقل البشري، عندها لن يكون بشريًا بل شيئًا آخر معدلًا مثل (الرّوبوت) المبرمج لفعل أشياء معينةٍ فقط دون الأخرى، وهذا يغلق الباب أيضًا أمام نظرية أنّ في الجنّة سيكون كلّ شيءٍ متاحٌ، وستطلب أيّ شيءٍ ويتحقق لك؛ لأنّ الملائكة في الجنّة لا تطلب أشياءً بل تفعل ما تُؤمر به فقط.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heaven-1


الخمر:[size=15][size=15][2] ما أسكر من الشّراب وعصيرٍ العنب ونحْوِه؛ لأنّها تغطي العقل، سميت الخَمْرُ خَمْرًا؛ لأنَّها تُرِكَتْ فاختمرت، واختِمارها: تغيُّر ريحِها. ويقال: سُميَتْ بذلك لمُخامرتِها العَقْل.[/size][/size]
نابغة
رد: أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم
مُساهمة السبت مارس 05, 2016 3:26 am من طرف نابغة

[size=44][size=44]ما فائدة الخمر في الجنّة؟[/size][/size]

عندما يعد الله المؤمنين بخمرٍ في الجنّة، فهو يقصد الخمر المحرّم في الدّنيا لكن هذا شيءٌ غير منطقي، ففي الجنّة لن يغيب عقلك ولن تصاب بما يحدث لشارب الخمر في الدّنيا، فمن الواضح أنّ الله أراد أن يغري المؤمنين به لكنه لم يتطرق لهذه الإشكالية، لكننا نجد المؤمن لكي يغطّي على هذا الخطأ الفادح يقول: إنّ خمر الجنة غير خمر الدنيا، وهو لا يسكر، فبذلك يقع في خطأ آخر، عندها لن يكون خمرًا بل مجرد عصير؛ لأنّ الخمر لا يكون خمرًا عندما يفقد إحدى صفاته، فعندما أصنع عصير العنب دون أن يتخمّر، ويكون سببًا في غطاء العقل سيكون من الخطأ أن أطلق عليه اسم (خمر) فهو مجرّد عصيرٍ لا يختلف عن غيره من العصائر الأخرى، فعندما يحرّم الله خمر الدنيا ويعدنا به في الجنّة فهو بالطّبع يقصد نفس الخمر الذي حرمنا منه في الدنيا، فعندما أعِد شخصًا ظمآنًا أنّي سأعطيه ماءً ليشرب، ثمّ أعطيه مياهًا غازيةً ليشرب، وأقول له إنّها أفضل من المياه الأخرى فهذا خطأٌ في الفهم وتلاعبٌ بالمعنى، فعندما يقول الله (خمر)، و يكون غير خمر الدنيا، فالله هنا أخطأ في استخدام الكلّمة المناسبة لتصف ذلك وتلاعب بنا، و عند ذهابك للجنّة وشربك من هذا الخمر، ومهما تشرب دون أن تتغير عقليًا أو تشعر بلذة السّكر، فهو ليس خمرًا بل مجرّد عصيرٍ فقط، والله أخطأ في الوصف.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Wine-300x279


الغريزة:[size=15][size=15][3] ميلٌ فطريٌّ وراثيٌّ يدفع الكائن الحيّ لفعل حاجاتٍ تشبع حاجاته الحيوية. والغريزة عنصرٌ مشتركٌ بين كلّ أفراد النّوع الواحد مثل الغريزة الجنسية وغريزة البحث على الأكلّ. السّلوك النّاشئ عن الغريزة قابلٌ للتّعديل عن طريق الخبرة والتّعلّم. تُسمّى الغريزة دافعًا في الكتابات الحديثة.[/size][/size]

[size=44][size=44]ما فائدة الغريزة في الجنّة؟[/size][/size]

الغريزة لها فائدةٌ في حياتنا وتكون لغرضٍ معين، وهو الحفاظ على الحياة، فالغريزة الجنسية لها مهمّةٌ في حياتنا البشرية، وهي الحفاظ على التّكاثر، فلولا هذه الغريزة لانتهت الحياة البشرية، فذهابك بهذه الغريزة في الجنّة يجعلنا نفهم أنّه سيكون هناك تكاثرٌ في الجنّة، وسيكون هناك شخصٌ أقوى من شخصٍ آخر جنسيًا، وتتعرق وسيكون هناك ماءٌ للرّجل وماءٌ للمرأة، وستكون بحاجةٍ إلى الرّاحة بعد الانتهاء، وستكون النّساء في نظرك مختلفات، منهنّ الجميلة ومنهن الأقل جمالًا، وستكون أيضًا النّساء مجرّد وعاءٍ لفضّ الشّهوة لا تختلف عن الدّنيا، وغريزة الشّعور بالجوع لنأكل ولا نموت، فعندما تقول: إنّك ستجوع في الجنّة، فما فائدة ذهابك بهذه الغريزة؟ فأنت لن تموت على كلّ حال، وهل عندما تأكل ستشبع وتكون بحاجةٍ إلى الهضم والإخراج وما إلى ذلك؟ وغريزة الشّعور بالظّمأ لنشرب ولا نموت، فعندما تقول إنّك ستعطش في الجنّة، فما فائدة ذهابك بهذه الغريزة؟ فأنت لن تموت إذا لم تشرب أيضًا، فالغريزة تستمد متعتها من نقصانها، فعندما تأكل أكلًا كلّ مدةٍ أو تأكل وأنت جائعٌ ستكون لها متعةٌ أكثر من أن تأكلها يوميًا، أو تأكل وأنت غير جائع.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Sex-300x268


الشّخصيّة:[size=15][size=15][4] توجد عدّة تعريفات للشّخصيّة فيمكن تعريفها بمجموعة من أساليب التّفكير والتّصرف واتّخاذ القرارات والمشاعر المتأصّلة والفريدة لشخصٍ معيّنٍ.[/size][/size]

[size=44][size=44]هل ستذهب كما أنت، وبنفس شخصيتك في الدّنيا؟[/size][/size]

 عندما تقول إنّك ستذهب الجنّة كما أنت في الدنيا، وبنفس شخصيتك فسيكون هناك من هو أفضل من الآخر، وسيكون هناك الأعمى والعاجز والضعيف جنسيًا، والمعوق ذهنيًا، وسيكون هناك أشخاصٌ بيضٌ وسودٌ ومن هو أجمل من الآخر، وهذا ما تنفيه الأديان فهي تقول إنّك لن تذهب نفس الشّخص بل ستكون خاليًا من العيوب، فإذا كنت أعمى أو مصابًا بتشوهٍ فستذهب الجنّة دون هذه العيوب وستذهب شخصًا جميلًا، وهو ما يجعلك شخصًا آخر، فكلّ شخصٍ مكونٌ من مميزاتٍ وعيوب، فلا يوجد شخصٌ كاملٌ بالطّبع، وهذا ما يجعل الشّخص مختلفًا عن الآخر، فعندما تقول إنّك ستذهب دون هذه العيوب فبهذا سيكون أهل الجنة كلّهم متشابهون لا يوجد اختلافٌ بينهم، وهذا يجعلهم أشخاصا مختلفين عن ما كانوا عليه في الدنيا، فنجد أنّ كل من في الجنة سيكون في مرحلة الشباب، وهذا ما يثبته هذا الحديث: فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدًا، مُرْدًا، مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً)[size=15][5].[/size]
 وفي حديثٍ آخر: أتت عجوزٌ إلى النّبي فقالتّ: يا رسول الله ادعُ الله أن يدخلني الجنّة، فقال لها: يا أمّ فلان إنّ الجنّة لا يدخلها عجوزٌ، فَوَلَّتْ – المرأة – تبكي، فقال رسول الله: أخبروها أنّها لا تدخلها وهي عجوزٌ، إنّ الله يقول: إِنَّ أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارا عُرُبا أَتْرَابا.
 وحديثٌ آخر يؤكد أنّ أهل الجنّة سيكونون على صورة آدم: يدخل أهل الجنّة على أكمل صورةٍ وأجملها، على صورة أبيهم آدم عليه السّلام، وقد خلقه الله تعالى بيده فأتمّ خلقه وأحسن تصويره، وكلّ من يدخل الجنّة يكون على صورة آدم وخلقته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «خلق الله عزّ وجلّ آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا… فكلّ من يدخل الجنّة على صورة آدم وطوله ستون ذراعًا»[size=15][6].[/size]
 وهذا ما تتفق عليه تقريبا كلّ الأديان، فأهل الجنّة سيكونون في مرحلة الشباب، لكن لم يتطرق أحدٌ للأطفال، فيبدو أنّ مصطلح الجنّة لإغراء الكبار فقط، فنجد أنّ الكهل سيذهب شابًا فلا توجد شيخوخةٌ هناك، وهذا شيءٌ منافٍ للعقل والمنطق، فما يميز الأشخاص في الدّنيا هو اختلاف طباعهم وأعمارهم، فعندما تقول إنّه في الجنّة سأجد جدّي وجدّتي ووالدي ووالدتي وأخي وأختي وأصدقائي في نفس العمر، كلنا شبابٌ ولا يوجد اختلافٌ بيننا في المميزات والعيوب، فما كان يميزهم عن بعض قد ذهب، فلن يكونوا نفس الأشخاص الذين عرفتهم في الدّنيا، بل هم أشخاصٌ آخرون معدّلون، لا يوجد ما يميزهم عن بعضهم، والشّخص المعوق ذهنيًا عندما يذهب شخصًا سليمًا معافى فعندها لن يكون نفس الشّخص الذي كان عليه في الدّنيا، وهذا ما يؤكد أنّ من سيذهب للجنّة شخصٌ آخر غيرك معدّلٌ شخصيًا وجسمانيًا.
نابغة
رد: أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم
مُساهمة السبت مارس 05, 2016 3:27 am من طرف نابغة

أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heaven-2-300x216



[size=44][size=44]هل ستتحقّق كلّ أماني وطلبات أهل الجنّة؟[/size][/size]

 كلّ المؤمنين يقرّون أنّ الجنة سيكون فيها كل شيء، وسيتحقق لك أيّ طلبٍ تطلبه، فالاختبار انتهى وأنت الآن في الجنّة، ولا يوجد شيءٌ محرّم، فيحق لك أن تطلب أيّ شيءٍ وسيحققه لك الله.
وهذا ما توضّحه هذه الآيات:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ}[size=15][7][/size]
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ التّي كُنتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ*وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[size=15][8][/size]
 ويوجد الكثير من الآيات والأحاديث التّي تؤكد أنّ أماني وطلبات أهل الجنّة مستجابة، لكن ماذا لو كنتُ في الدنيا أنا وزوجتي لا ننجب وطلبنا ولدًا من الله، فهل سيجعل زوجتي تحمل وتنجب وسيكبر الولد مع الوقت، وسنعلّمه ونزوجه ونفرح به مثل الدنيا؟ وماذا لو دخل أحد أقاربي النّار وطلبت من الله أن يدخل الجنّة هل سيرفض الله رغم أنّه وعد بتحقيق كلّ أماني أهل الجنّة؟ ولو كان في الجنّة أشخاصٌ سودٌ فهل سيكون لهم في الجنّة طقسٌ حارٌّ لأنّهم يفضلونه؟ لكن يبدو أنّ الله نسي هذه المسألة، فقال عن جو الجنّة: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)[size=15][9][/size]
 وقال عن وصف الحور: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)[size=15][10] وقال عنهم أيضا: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)[11] وهذه الأوصاف يعشقها الرّجل الأبيض، لكن هل سيجعل الله في الجنّة حورا مختلفين عن هذا الوصف بشرتهم سوداء للرّجل الأسود؟ لكن بما أنّ الجنّة دار النّعيم وسيتحقق لي كل ما أطلبه فأنا الآن في الدنيا كنت أتمنى زيارة بعض الدّول فهل سيجعلني الله أزورها بعد أن أموت؟ لكن ماذا لو طلبت من الله شبكة (إنترنت) فائقة السّرعة أو هاتفًا جوّالا أو سيّارةً أو طائرةً ستجده شيئًا غير منطقي، لكن رغم ذلك نجد التّناقض الفادح، فالله يعد بتحقيق كلّ الأماني، ومع ذلك يقول: إنّ الجنّة ستكون على درجاتٍ، سيكون هناك من هو أفضل من الآخر، ومن ستتحقق له طلباتٌ أكثر من الآخر، فلو حدّد لي الله زوجتين فقط في الجنّة، أو اختار أن يكون لي قصرًا واحدًا فقط وطلبت أكثر من ذلك، فرفض الله، عندها لن تكون كل أماني أهل الجنة مجابةً كما يقول أصحاب الأديان، وإذا وافق الله عندئذٍ لن تكون هناك درجاتٌ في الجنّة كما يقولون أيضا، وهذا تناقضٌ لا يقع فيه إلهٌ بالطّبع.[/size]
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Black-212x300


[size=44][size=44]هل ستكون الجنّة دار نعيمٍ أبديٍّ أم جحيمًا أبديًا؟[/size][/size]

 يعتقد أصحاب الأديان أنّ الجنّة ستكون دار نعيمٍ وسعادةٍ لا يوجد حزنٌ ولا تعبٌ وكلّ شيءٍ هناك جميل، لكنهم لم يفكروا، ولو لمرّة ما سرّ جمال الدنيا؟ وما سرّ تمسكنا بها؟
إنّ ما يجعل الحياة على الأرض جميلةً ولا نريدها أن تنتهي هو معرفتنا أنّ هذه الحياة سوف تنتهي يومًا، وكلّ يومٍ في حياتنا من الممكن أن يكون آخر يومٍ لنا؛ لذلك نحبّها ونتمسّك بها لكن لو هذه الحياة كانت خالدةً لكانت جحيمًا أبديًا، فعلى سبيل المثال تخيل أنّي أعطيتك قصرًا في الدّنيا، وفي هذا القصر كلّ ما تحلم به من متعٍ، ثمّ أغلقت عليك القصر، وجعلتك تعيش فيه، ففي البداية ستكون في قمّة السعادة، ثمّ مع الوقت سيخفّ شعور المتعة، و بعد مئة عامٍ على سبيل المثال ستشعر بالملل، و تخيّل بعد ألف عامٍ أو أكثر ستعتبر هذا القصر نقمةً وليس نعمةً وستتمنى الموت ألف مرّة، كذلك في الجنّة مهما كانت ممتعةً، ومهما كان ما ستفعله فيها فسيكون ممتعًا بادئ الأمر فقط، فعلى سبيل المثال أنا أعشق كرة القدم، لكن عندما أشاهد نفس المباراة مرارًا، فسوف أشعر بالملل، والحاسب وشبكة الأنترنت أيضا في البداية كنت لا أتخيل حياتي دونهما لكن الآن أصبح تعلقي بهما أقلّ وبدأت أشعر بالملل، كذلك الجوال أستخدمه منذ عامٍ و قد مللت منه وأريد غيره، وهذه طبيعة البشر التّي لو تغيرت لما استطاعت أن تميز بين الشّيء الممتع والشّيء الممل، وستكون كلّ الأشياء واحدةً، ولا اختلاف بينهم، بالطّبع هناك من سيقول: في الجنّة ما لا عينٌ رأت، وستكون هذه الأشياء ممتعةً جدّا، لكن تخيل أنّك رأيت تقنيةً جديدةً لم يستخدمها أحدٌ قبلك، وعندما رأيتَها أُعجبت بها جدًا واشتريتها واستمتعت بها، وكنت لا تنام من كثرة متعتها، لكن تخيل أنّك ستستخدم هذه التّقنية لمئة عامٍ، بالطّبع لن يكون شغفك فيها وإعجابك بها مثل أوّل مرّةٍ رأيتها، بل ربما تدمّرها على الرّغم أنّها كانت تقنيةً رائعةً ولم يرها أحدٌ قبلك، تخيّل حياتك في الجنة، وأنّك تعرف أنّها لن تنتهي وستعيش ملايين ملايين السّنين تفعل نفس الشّيء، وحتى إن كان هذا الشيء ممتعًا، لكنّ المتعة ستكون في البداية فقط، ولو كنت إنسانًا في الجنّة ستتمنى الموت ألف مرّة، لكن لو حوّلك الله لجمادٍ في الجنّة لكي لا تشعر بالملل فهنيئًا لك هذه الجنّة.
هذا جزءٌ قليلٌ من أسئلةٍ كثيرةٍ عن أسطورة الجنّة، ومع ذلك إن حاولت الإجابة بنعم على هذه الأسئلة فستقع في خطأ، وإن أجبتَ بلا فستقع في خطأ آخر، بل أغلب من تحدثت معهم كان ردهم هذا شيءٌ أكبر من العقل ولا يعرفه إلّا الله، لكنّي أذكرك عزيزي المؤمن ألم تقل: إنّ إلهك هو من خلق العقل، وهو من أنزل الدّين وأنّ الدّين هو العقل، ولا يوجد فيه شيءٌ يخالف العقل، ووصف الجنّة المفترض أنّه من عند إلهٍ يعرف قدرة العقل البشري، وأنّه لا يعطينا شيئًا غير منطقي؟ لكن يبدو لنا الآن أنّ هذا الوصف بشريٌ بحتٌ أراد به شخصٌ أن يغري غيره ليتبعوه، فكلما زاد في الوصف كان عدد أتباعه أكثر، ولم يعطنا وصفًا واضحًا ليقول لنا إنّه من عند خالقٍ، وهذه الأشياء لم يكن يعلمها البشر، لكنّه وصفٌ بدائيٌ متعلّقٌ بما كان يعشقه البشر في هذا الوقت مثل الجنس والخمر والطّعام والشّراب، وكلّها أشياءٌ غير منطقيةٍ ولا يقتنع بها طفلٌ، لكنك وُلدت على دين أباءك، وأثقُ أنّك لم تفكر يومًا في هذه الأسئلة، كلّ ما تعلّمته هو افعل هذا ولا تفعل هذا ولا تعصي أمر سيدك وهو سيكافئك بالخلود الأبدي، ولم تفكر يومًا في فكرة الخلود، لأنّنا نريد أن نهرب من فكرة الموت فقط، وأنّ هذه الحياة جسرٌ لحياةٍ أخرى، وأنّ الموت وهمٌ، وهذه الفكرة ليست وليدة فكر الأديان الإبراهيمية، بل هذا ما فكّر فيه الإنسان منذ قديم الزّمان وبدأ يبحث عن الخلود؛ لأنّه لم يتقبل فكرة الموت أو فقدان شخصٍ عزيزٍ عليه، فظهر مصطلح «لا موت بعد الموت» وأنّ الموت حياةٌ وسنقابل كلّ من فقدناهم.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heaven-3
لنتعرّف على أولى الشّعوب التي اكتشفت مصطلح الخلود:
نابغة
رد: أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم
مُساهمة السبت مارس 05, 2016 3:28 am من طرف نابغة
لى الشّعوب التي اكتشفت مصطلح الخلود:

[size=44][size=44]البعث والخلود في الفكر المصري القديم[/size][/size]

 اعتقد المصريون القدماء أنّ الإنسان سيبعث ثانيةً بعد موته؛ ليحيا حياة الخلود، إذ تصعد روحه إلى السّماء وصوّروها على شكل طائر، وأنّ جسم الإنسان إذا ظلّ سليمًا بعد الدّفن عادت إليه الرّوح من السّماء. فالموت في نظر المصرين القدماء لم يكن هو النّهاية، فبعده يحيا الإنسان حياةً جديدة.

[size=36][size=36]الزّمن والأبديّة في معتقدات المصري القديم [12][/size][/size]

لقد كان الزّمن من وجهة نظر المصري القديم من الأشياء الغامضة، لكنه لم يقف ساكنًا، فقد حاول تحوير الأفكار أو الأشياء المبهمة إلى مظاهر حقيقيةً ملموسة، وقد استغرق تكوينه لتصوّراته عن العالم المحيط به فتراتٍ ليست بالقليلة، ارتكزت فيها أفكاره على التّأمل والملاحظة ومحاولات وضع التّفاسير والحلول، واتّسم ذلك بالتّرابط والمنطقية في كثيرٍ من الأحوال، وعندما فكر في الزّمن بدأ ذهنه يذهب إلى الزّوال، ومن خلال الزّوال أدرك الخلود، حيث حاول أن يسهل على نفسه الأمر، فبدأ يستخدم الرّموز كي يعبر بها عن فكرةٍ معينةٍ في رأسه؛ لذا نجد الرّمز دائمًا يتخطّى حاجزَي الزّمان والمكان، حيث إنّه يحملنا إلى عالمٍ آخر ذي مفاهيم ودلالاتٍ معينةٍ؛ لهذا نجد رموزًا للموت وأخرى للميلاد، وهناك رموزٌ للخير وأخرى للشر.
وبات المصري القديم يتصوّر الكون من خلال معبوداتٍ تتحكم فيه وتسيطر عليه، وأراد أن يبرّر أفعال وتصرفات المعبودات، فقال إنّهم يتصرفون من خلال قوةٍ غامضةٍ تسمى Hka وتعني «السّحر»، وهذه الكلمة كانت في بادئ الأمر تفي بالغرض الذي تمناه المصري القديم وعاش حياته ينشده، وهو البعث والنّشور والحياة السّرمدية، حيث الزّمن الأبديّ غير المنقطع في الحياة الأخروية، لهذا تميزت الحضارة المصرية القديمة عن غيرها من الحضارات؛ لأنّها انفردت بثقافةٍ وقيمٍ حضاريةٍ وحظيت برموزٍ وعقائد فكريةٍ لم تتواجد في أيّة حضارةٍ أخرى.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heave4-300x225
روح الميت تحلّق على شكلّ طائر

[size=36][size=36]البعث والخلود من خلال العقيدة الشّمسيّة [13][/size][/size]

 تجسّدت دورة الزمن وفكرة الأبدية في اعتقاد المصري القديم أن المعبودة (نوت) كانت تلِد ربّ الشّمس يوميًا عند الفجر، فيبقى في السّماء حتى يحين وقت الغروب فتبتلعه، ليمرّ داخلها طوال ساعات اللّيل ثم تعود فتلده من جديدٍ في فجر اليوم التّالي، ويُعتقد أنّ هذه الأسطورة أقدم من مذهب خلق الكون في أيونو، على اعتبار أنّ ربّ الشّمس هو أوّل مظهرٍ بزغ للوجود من العدم، وهو خالق الكون، ومن الملاحظ أنّ الحول دون تحقيق هذه الولادة لرّب الشمس يوميًا تعنى انقطاع أو توقف دورة الزّمن على الأرض، وهذا يُنبئ بنهاية العالم وتوقف مسيرة الحياة على الأرض، وكانت الشمس هي العامل المؤثر في عملية الخلق بعد الماء، حيث دون الشمس تختفي مظاهر الحياة، وقد اعتبر المصري القديم دورة الشمس يوميًا من الشّرق للغرب بمثابة دورةٍ للزّمن، إذا توقفت توقّف الزمن، لهذا اهتم المصري القديم بالشمس ودورتها، وصوّرها على جانبي جبلين متلاصقين يمثّلان الأفق، أحدهما الجبل الغربي (غروب الشمس)، والآخر الجبل الشّرقي (شروق الشمس).
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heave6-300x200
الاندماج مع قرص الشمس الذي يظهر في الأفق، مقبرة نفرتاري
 وكان يُعتقد أنّ مصير المتوفى مماثلٌ لمصير ربّ الشّمس وكان يختفي معه في عالم الغرب، حيث كان يمرّ معه داخل جسد نوت ربة السّماء، ثمّ يبعث من جديدٍ في الجهة الشّرقية من السّماء، وهذا يمثل دورة الزّمن ومسيرته دون انقطاع، مثل مصير ربّ الشمس والمتوفى، وقد جسّدت المعبودة نوت في هذه الفكرة التّابوت كما ورد في متون الأهرام، ذلك لأنّ المتوفى داخل التّابوت يعتبر كما لو كان داخل رحمٍ أو جسد نوت التي سوف تُعيد ولادته ليعيش حياةً أبديةً مجيدة، وهذا يرمز لدورة الزّمن التي لابدّ لها من الاستمرارية؛ ليبقى الكون مستمرًا، وتبعًا لمتون الأهرام كان يعتقد أنّ الملك المتوفى بعد دفنه في الغرب كان يصعد إلى السماء، ليتحوّل إلى جسمٍ سماويٍّ أو نجم، ويُحتمل أنّ أقدم اعتقادٍ بالولادة الثّانية كان يتمّ في السماء، حيث يولد المتوفى على هيئة نجم، وهذا تعبيرٌ عن الأبدية والاستمرارية، فالنّجم يرمز لخلود الزّمن ودوامه، ومن المُعتقد أنّ سبب قلّة النّصوص التي أشارت إلى لحظة اختفاء الشمس أو ابتلاعها هو أنّ هذه اللّحظة تجسد الموت، وكان النّاس يخشون الحديث عن الموت؛ لذا تجنبوا وصف لحظة اختفاء الشّمس بالرّغم من اعتقادهم أنّها كانت بمثابة مرحلةٍ انتقالية، لهذا تجنّبت متون الأهرام وصف هذه اللحظة؛ لأنّ الموت يعتبر بمثابة انقطاعٍ لدورة الزّمن، وهذا يعني نهاية الحياة ونهاية العالم، إلّا أنّ في الدولة الحديثة بدأ الحديث عن الغرب، حيث اعتبروه رمزًا للحياة الأبدية.

[size=36][size=36]البعث والخلود من خلال دورات النّيل [14][/size][/size]

تحكي الأسطورة أنّ الإله أوزيريس الذي هو إله الخصب، وهو إله مملكة الممات أيضًا أُعيد إلى الحياة بواسطة زوجته ايزيس. إنّ التأكيد على وجود الحياة الأخرى من معالم الحضارة المصرية القديمة، حيث تتمّ محاكمة الإنسان في العالم الآخر كما يظهر في المخطط أعلاه. هنا يظهر أوزيريس قاضيًا، وانوبس إله الموت يزن قلب الإنسان في الكفة الأخرى للعدالة توجد الإلهة معات، ويقوم الإله توت (إله القمر والحكمة) بتسجيل النّتيجة في نهاية المحكمة. وعلى الميت أن يقدّم اعترافًا وتبريرًا لما قام به من أفعالٍ في العالم الأرضي.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Heave7-300x224
«محاكمة الموتى» حيث يجلس أوزيريس على عرشه يحاسب البشر، بينما يقوم أنوبس بوزن قلب الميت للحكم على أعماله.

[size=44][size=44]الخلود فى الأساطير السّومريّة[/size][/size]

[size=36][size=36]أسطورة دلمون [15][/size][/size]

 تبدأ الأسطورة عندما منحت الآلهة الخلود لرجل الطّوفان زيوسدرا Ziusddra مقابل إنقاذه نسل البشر من الفناء، قد أسكنته في بلدٍ على البحر، في الشّرق، في دلمون Dilmun، وهي أرضٌ مطهرةٌ مشرقة، وقد حباها إله المياه إنكي رعايته الخاصة، فجلب إليها المياه العذبة وجعل من آبارها العسرة مياها حلوة، ومن شواطئها موانئ عامرةً للبلاد. وأهمّ من هذا وذاك فقد كانت دلمون أرض السّلام والطّمأنينة وهي أرضٌ لا يعرف سكّانها المرض، حيث لا ينعق الغراب، ولا يرفرف طائر الموت، ولا تشتكي عجوزٌ من الشّيخوخة، ولا يشتكي إنسانٌ من المرض، لا يوجد في دلمون شيخوخةٌ، لا يوجد في دلمون أيّ مرضٍ، ولا يوجد في دلمون بغضاءٌ.

[size=44][size=44]ملحمة جلجامش [size=33][size=33][16][/size][/size][/size][/size]

[size=36][size=36]رحلة جلجامش في بحثه عن الخلود[/size][/size]

 بعد موت أنكيدو يصاب جلجامش بحزنٍ شديدٍ على صديقه الحميم، حيث لا يريد أن يصدّق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحدٌ بدفن الجثة لمدّة أسبوعٍ إلى أن بدأت الدّيدان تخرج من جثة أنكيدو، فيقوم جلجامش بدفن أنكيدو بنفسه، لينطلق شاردًا في البرّية، خارج أورك وقد تخلّى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات. بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة نفسه خائفًا من حقيقة أنّه لابد من أن يموت يومًا؛ لأنّه بشرٌ، والبشرية فانيةٌ ولا خلود إلّا للآلهة بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية، لكن لكي يجد جلجامش سرّ الخلود عليه أن يجد الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدّا إن لم يكن مطابقًا لشخصية نوحٍ في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام. وأثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الآلهات واسمها سيدورى التي كانت آلهة النّبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعةً من النّصائح إلى جلجامش، تتلخّص في أن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود، وعليه أن يُشبع بطنه بأطيب المأكولات ويلبس أحسن الثّياب ويحاول أن يكون سعيدًا بما يملك، لكن جلجامش كان مصرًّا على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سرّ الخلود، فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى الطوّاف أورشنبى، ليساعده في عبور بحر الأموات، ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الّذي استطاع بلوغ الخلود.
عندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطّوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة، وقصة الطّوفان هنا شبيهة جدًا بقصة طوفان نوح، وقد نجا من الطّوفان أوتنابشتم وزوجته فقط، وقررت الآلهة منحهما الخلود. بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار جلجاش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصةٍ على جلجامش ليصبح خالدًا، إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقّظًا دون أن يغلبه النّوم لمدة ستة أيامٍ وسبع ليالٍ فإنّه سيصل إلى الحياة الأبدية، لكن جلجامش يفشل في هذا الاختبار، إلّا أنّه ظل يلحّ على أوتنابشتم وزوجته لإيجاد طريقةٍ أخرى له كي يحصل على الخلود.
تشعر زوجة أوتنابشتم بالشّفقة على جلجامش فتدله على عشبةٍ سحريةٍ تحت البحر بإمكانها إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود، يغوص جلجامش في أعماق البحر في أرض الخلود دلمون (البحرين حاليا) ويتمكن من اقتلاع العشبة السّحرية.

[size=36][size=36]عودة جلجامش إلى أورك[/size][/size]

بعد حصول جلجامش على العشبة السّحرية يقرر أن يأخذها إلى أورك ليجربها هناك على رجلٍ طاعنٍ في السّن قبل أن يقوم هو بتناولها، لكن في طريق عودته، وعندما كان يغتسل في النّهر سرقت العشبة إحدى الأفاعي وتناولتها، فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين، وفي طريق العودة يشاهد السّور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أنّ عمًلا ضخمّا كهذا السّور هو أفضل طريقةٍ ليخلد اسمه. في النّهاية تتحدّث الملحمة عن موت جلجامش وحزن أورك على وفاته.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Gilgamesh-300x256

[size=44][size=44]الخلود فى فكر الإغريق [size=33][size=33][17][/size][/size][/size][/size]

عند الإغريق كانت بداية ظهور الفكر الفلسفي العقلي، والمدارس الفكرية الإغريقية كثيرةٌ، لكن أهمها فلسفة أفلاطون، فقد حاول في نظريته الشّهيرة (المُثل) إيجاد حلٍ توفيقيٍ بين فكر بارمنداس المادّي الواقعي المستقرّ غير القابل للتّغير، وفكرة هراقليطس الذي آمن أنّ كلّ شيءٍ في تغيرٍ مستمرٍ بين الأضداد حينما قال قوله المشهور: «إنّك لا تستطيع الاستحمام في نفس النّهر مرّتين».
في نظرية المثل لأفلاطون نجد تشخيصًا واضحًا لفكرة وجود النّفس (الرّوح) التّي هي أبديةٌ، والجسد الّذي هو زائلٌ. إذا هناك عالمان، عالم المثل الذي لا يتغير المستقر الأبدي، وعالم الواقع الزّائف المتعرض للتّغير والزّوال، فالجسد هو من عالم الواقع لذلك هو زائلٌ، والرّوح هي من عالم المثل لذلك هي أبديةٌ؛ لذلك تتصارع الرّوح في هذا العالم مع الجسد (القبر) كي تتحرر منه وتعود إلى أبديتها. من هنا انطلق الفكر الميتافيزيقي الإغريقي الذي أثّر على الفكر الإنساني عبر التّاريخ كلّه.

[size=44][size=44]أسطورة فالهالا [size=33][size=33][18][/size][/size][/size][/size]

فالهالا Valhalla أو فالهول Valhöll أو قاعة المقتولين في الأساطير النّوردية هي القاعة الموجودة في العالم الآخر التّي يذهب إليها من مات في المعارك، ويعيش فيها بسعادةٍ بضيافة أودين.

[size=36][size=36]وصف فالهالا[/size][/size]

 هي مصورة كقصرٍ كبيرٍ مهيبٍ سقفه من الدّروع ويأكلون في وليمةٍ من لحم خنزيرٍ بريٍ يذبح كلّ يومٍ لهم ويعود كاملًا من جديدٍ كلّ مساءٍ، ويشربون من الخمر التي تنزل من ضرع معزاةٍ، ورياضتهم هي أن يحاربوا بعضهم كلّ يومٍ.
أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم Valhalla
 اختلفت الأزمان والأماكن، لكن تبقى الأسطورة، فمصطلح الخلود اختلقه البشر للهروب من حقيقة الموت؛ لأنّهم أرادوا أن يقابلوا كلّ من تركوهم في هذه الحياة، لذلك استغلّ مدعو النّبوة نقطة ضعف البشر وخوفهم من الموت، فكان الخلود وملذات لا تنتهي هي مكافأة من يصدّق رسالتهم، والجحيم الأبدي لمن ينكرها، واختلف الوصف من زمن لآخر، فجاء حسب ما يرغب به كلّ بشرٍ في هذا الزّمن، ومهما اختلفت الأسطورة فالبشر يعتقدون أنّها حقيقةٌ للهروب من حقيقةٍ أخرى، فإذا كنت تعتقد عزيزي المؤمن أنّك شخصٌ محظوظٌ لدرجة أنّك ولدت في الزّمن الصّحيح الذي توجد فيه الأسطورة الصّحيحة والوصف الصّحيح والدّين والطّائفة الصّحيحة، فأتمنى لك التّوفيق في رحلة الوهم للهروب من الموت.
نابغة
رد: أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم
مُساهمة السبت مارس 05, 2016 3:28 am من طرف نابغة
 

أسطورة الجنة بين الحقيقة والوهم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: