** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 كتابات وقراءات "لتفكيك نصوص الإسلام الأولى"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عادل احمد
مرحبا بك
مرحبا بك
avatar


عدد الرسائل : 69

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

كتابات وقراءات "لتفكيك نصوص الإسلام الأولى" Empty
19072010
مُساهمةكتابات وقراءات "لتفكيك نصوص الإسلام الأولى"

كتابات وقراءات "لتفكيك نصوص الإسلام الأولى" Arton8041-da242
تقـــــــــــــديم :


خصّصت "مجلّة دراسات العوالم الإسلامية والبحر المتوسط" عددها رقم 58،
الصادر سنة 1990 لموضوع "الكتابات الإسلامية الأولى" أشرف عليه المستشرق
ألفريد لويس دو بريمار وكتب له مقدّمة بعنوان "كتابات وقراءات". احتوى
العدد مجموعة من الدراسات المهمّة قام بها نخبة من المتخصّصين في التاريخ
الإسلامي والبرديات والحفريات والنقوش الإسلامية القديمة، وكذلك تفسير
القرآن وتاريخ الأدب العربي الإسلامي.

وقد اخترت أن أقدّم لقرّاء الأوان مقالتَيْ دو بريمار. الأولى "كتابات
وقراءات" تُقدّم البحوث المنشورة في المجلة وتعطي لمحة عن مختلف المناهج
التي اعتمدها الكتّاب، كلّ في اختصاصه، وتطرح تساؤلات مهمّة عن طرق البحث
التي يجب توخيها لتطوير الدراسات الإسلامية بالخروج بها مثلا من دائرة
الكتابات التراثية بالمعنى الحصري، ومقارنتها بالنصوص المؤسِّسة الأخرى
اليهودية والمسيحية. وهذا ما حاول القيام به دو بريمار في مقالته الثانية
"نبوّة وزنا" التي لم يكتف فيها، كما يفعل معظم الباحثين عندنا، بمجرّد سرد
الآيات والأحاديث والأخبار الواردة في القرآن والسيرة وكتب الحديث، بل رجع
إلى التقليدَيْن اليهودي والمسيحي، بالمعنى الواسع، ليعْقد مقارنة شيّقة
بين مختلف النصوص التي نشأت في فضاءات دينية وثقافية وحقب مختلفة تؤكّد بما
لا يدع مجالا للشّك مدى التأثيرات والتداخلات بين هذه الفضاءات، وتبرهن
كذلك على أنّ المحدّثين والأخباريين المسلمين الأوائل كانوا، عكس ما
تتوهّمه الأوساط المتحجّرة وتروّج له دون كلل، لا يكتبون في بيئة عذراء
نقيّة ولا في صفحات بيضاء ناصعة، ولكنّهم كانوا ملمّين إلماما تامّا بما
جاء في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، ولذلك تأثّروا عن وعي أو عن
غير وعي بما أنتجته هذه الفضاءات والأحقاب من نصوص ومأثورات.

في هذا البحث الثمين الذي ترجمته بصبر وأناة وعُدت إلى كلّ المراجع
الإسلامية والأجنبية تقريبا التي أوردها المؤلف، يقدم دو بريمار للقارئ
كلَّ أو على الأقل جلّ ما يريد أن يعرف عن الموضوع الذي هو حدّ الرجم بين
اليهودية والإسلام، ويقدّم أيضا للكتّاب والباحثين نماذج لمناهج البحث
والتنقيب وتحقيق النصوص القديمة ونقدها، وهو ما تفتقده الكتابات العربية
المعاصرة افتقادا مأساويّا. لقد فكّك دو بريمار أسطورة انتقال حدّ الرجم من
سفر التثنية إلى القرآن الكريم بطريقة علمية تجعل القارئ يفهم أخيرا كيف
اخترع ابن إسحاق أسطورة اختبار أحبار اليهود لمحمد لمعرفة ما إذا كان ملكا
فيطيعوه امتثالا لقول التلمود البابلي : "ملِك البلاد التي أنت فيها هو
ملِكك"، أما إذا اتّضح أنه نبيّ فقد قوّل ابن إسحاق الأحبار بأنّهم أوصوا
اليهود بأن يكونوا على حذر منه. وبالطبع، كما في أفلام إسماعيل ياسين،
فإنّنا نتوقع النكتة قبل النطق بها. فقد اكتشف اليهود أنّ محمّدا نبيّ لأنه
قال لهم إنّ حدّ الرجم موجود في التوراة ولكنكم تحاولون إخفاءه. فاعتراف
اليهود أساسي جدّا للنبيّ الذي حلّ حديثا بيثرب، كما كان أساسيّا جدّا
الاعتراف بنبوّته في مكّة من ممثل النصرانية ورقة بن نوفل. وتبلغ
المهزلة حدّ أنّ ابن إسحاق جعل ابن صوريا، أكثر أحبار اليهود علما
بالتوراة، يضع إصبعه على آية الرجم لكي لا يراها النبي وأصحابه الملتفّون
حوله مُتظاهرا بعدم وجودها وقافزا على قراءتها. نجح ابن إسحاق في جعل
الفقهاء وعامّة المسلمين يصدّقون بأن حدّ الرجم في التوراة هو حدّ إلهي لا
مناص من تطبيقه، وأنّ اليهود أماتوا إقامة هذا الحدّ، فأحياه رسول الله في
اليهودية وبالطبع في الإسلام أيضا. رواية ابن إسحاق من السذاجة إلى درجة أن
طالبا نابها يمكنه أن يكتشف ثغراتها فلا تُعتمد كأساس لتبنّي حد الرجم
اليهودي في الإسلام. ولكن عِداء المرأة المتأصّل في التقاليد العربية
الإسلامية فعل فعله السحري فقُبلت رواية ابن إسحاق المهلهلة كما لو كانت
تنزيلا من حكيم حميد.

هذا البحث، على قصره، يعطي نموذجا تطبيقيّا لدراسة الأديان المقارنة
وكيفية التعاطي مع النصوص الدينية، بمقابلتها ومقارنتها بعضها ببعض ووضعها
في إطارها الداخلي الذي نشأت فيه، والظروف الخارجية المحيطة بها والتي
تأثّرت بها وأثّرت فيها.

بحث دو بريمار لا مكان فيه للإسهال الإنشائيّ لبعض الكتاب العرب كما قال
المؤرخ المتميز هشام جعيّط في مقدمة كتابه "الشخصية العربية الإسلامية
والمصير العربي"، بحيث أنّ البحث الجيّد المترجم أفضل من مائة كتاب مملوء
بالثرثرة التي تصدر الآن في دور النشر العربية.

فإسهال الكتابات العربية يفسّره واقع أنها لا تتسلح إلا نادرا بالطرق
الحديثة والعلوم الحديثة المتخصّصة لنقد النصوص الدينية. وأهميّة هذا النص
ومعظم نصوص المستشرقين أنهم بالعكس من كتابنا يتسلحون بالطرق العلمية
لمقاربة النصوص الدينية. وصدق أمين الخولي في تعليق من تعليقاته على هامش
كتاب "أصول الفقه الإسلامي" للمستشرق الألماني شاخت عندما وضع يده على
إشكالية تخلّف الكتابة العربية عن التراث وتقدم الكتابات الإستشراقية عنه
عندما كتب : "كناّ ولا نزال نرى أنّ أَنْفسَ ما يُقتبس عن الغرب في
الدراسات الشرقية والإسلامية إنّما هو أساليب البحث العلمي وطرائق النقد
الدقيق الحرّ المنتظم …"( 1).

وهذا لا يعني أبدا أن نأخذ كمسلّمات بديهية كلّ ما يقوله ويردّده هذا
المستشرق أو ذاك؛ ولا شيء يمنعنا البتّة من أن نظلّ متنبّهين لما يصدر عن
المستشرقين والتعامل مع إنتاجاتهم مثلما نتعامل مع إنتاجات أي باحثين آخرين
مهما كانت جنسيّاتهم وإنتماءاتهم الثقافية والفكريّة، آخذين بعين الإعتبار
أنّهم هم أيضا بشر لهم إختياراتهم الشخصيّة والفكرية وغاياتهم المُعلَنة
والخفية. الغاية التي يجب أن نضعها نصب أعيننا كهدف لا محيد عنه هي السيطرة
على أدوات البحث الحديثة وتوظيفها على أحسن وجه، وحتى المساهمة في تطويرها
واستنباط طرائق جديدة كيما نسائل تراثنا مُساءلة علميّة ونقدية، بعيدا عن
روح التزمّت، وكذلك مُجانبة المقاربات الإستفزازية التي لا همّ لها سوى
تقوية روح العدوانية عند القارئ وإذكاء نار التعصّب لديه.

منذ قرون فرض الفقهاء والمحدّثون والمفسّرون طريقة واحدة جامدة لا مناص
منها تصدّ بعنف كلّ محاولة للتّغيير في التعاطي مع نصوص الإسلام المُؤسِّسة
هي طريقة تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن بالحديث بالرغم من ارتفاع بعض
الأصوات بين الفينة والأخرى منادية مثلا، ولكن دون طائل، بعدم مشروعيّة
الحديث لتفسير الآيات القرآنية والعديد من الإختلاقات في روايات وحتّى
مصداقية «أسباب النزول» المرفوعة للنّبي وصحابته. وهذه الطريقة في نظرنا
تشبه كثيرا زواج القرابة consanguinité الذي يُفضي مع مرور الزمن إلى إنجاب
أجيال مُعتلّة الأجسام تتدهور وتنحلّ عندها القدرات العقلية ويضعف لديها
البصر وتختلّ عندها البصيرة. ويكفينا كدليل على هذا أن نقارن بين عشرات كتب
التفسير وكتب السيرة والحديث المتداولة التي نجدها – مع اختلافات تكاد لا
تُدرك بالعين المجرّدة - تُكرر نفسها وتلوك نفس العبارات منذ قرون. وهذا
ينطبق حتّى على الكتابات التقليدية المعاصرة التي يُنتجها العلماء والشيوخ
والباحثون الرابضون على نفس منهج الأسلاف. فالمُصاهرة والتلاقح مع الثقافات
والديانات الأخرى وحدهما هما الكفيلان بضخّ دم جديد دافق شأنه إدخال
الحيويّة الجسدية والإنتعاش العقلي والروحي على جسم وعقل أنهكتهما قرون
طويلة من الفقر الجيني وعاهات نكاح المحارم الأخرى. كلّ هذا من شأنه أن
ينفض الغبار الكثيف الذي تراكم أو بالأحرى راكمته أجيال من الفقهاء
والمؤرّخين والمحدّثين لقرون طويلة فلم يعد بالإمكان – أو بعناء وكدّ -
العثور على آثار الأسس الأولى والوثائق والمصادر الأساسية لتراثنا. كما أن
هذا يساهم في فكّ عزلة الإسلام الثقافية والحضارية وكذلك الإنسانية التي
وضعه فيها نفس أولئك الذين ذكرناهم سابقا.

فبدون الإسرائيليات والمسيحيّات أيضا (أي الإلمام الدقيق بالتقليدين
اليهودي والمسيحي كرافدين أساسيين لفترة لإسلام الأولى)، التي كثيرا ما
يندّد بها الإسلاميون ويتهمونها بتعكير صفاء الشريعة الإسلامية "البيضاء
النقية" كما جاء في الحديث، لا يمكن بأي حال من الأحوال فهم كلّ ما جاء في
القرآن خاصة قصص الأنبياء وبداية الخلق وأوصاف اليوم الآخر والجنة والنار
التي جاءت كلّها متناثرة ومكرّرة باختصار وغموض شديدين في العديد من السور
ودون رابط بينها ما عدا سورة يوسف المُختلف فيها إذ لا تعتبرها بعض الفرق
الإسلامية سورة قرآنية. فمثلا لو لا الأسطورة التوراتية ما كان بإمكان أحد
أن يفهم من نصّ القرآن ذاته تفاصيل خلق الكون برمّته وخلق آدم وحواء،
والجنّة والنار، ولماذا قدّم كلّ من قابيل وهابيل قربانا إلى الله، ولماذا
سلّط الله شديد عقابه على قوم لوط ؟ … إلخ.

وهذا يدلّ، من بين الكثير من الأشياء الأخرى، على أن النبي كان يخاطب قوما
ملمّين شديد الإلمام بما جاء في الكتاب المقدس وإلاّ من أين لهم أنها
"أساطير الأوّلين" والدليل على ذلك أن كلّ الروايات تشير إلى أنّهم لم
يُصعقوا ولم يُصابوا بالذهول والدهشة لمّا سمعوا النبي يتلوها عليهم؛ وفي
هذا الصدد فإنّ كلمة "الأوّلين" لها دلالة خاصة باعتبارها كانت تُطلق على
اليهود أصحاب "الكتاب الأوّل" أي التوراة كما كان يحلو لابن إسحاق أن
يسمّيهم. وهذا قد يُفسّر أيضا لماذا جاءت هذه القصص في القرآن مبتسرة
وإيحائية أكثر منها سردية تخضع لشروط الرواية كما في العهد القديم.

كلّ النصوص المُؤسِّسة يجب أن تخضع لأدوات النقد العلمي الحديث بكلّ
أشكالها وطرائقها وبدون استثناء. وعلى هذا الأساس فنحن لا نتّفق مع ما يذهب
إليه أولئك الذين يفرّقون بين هذا النّص أو ذاك بحجّة أنّ هذا النّص مقدّس
ويقول عن نفسه بأنّه موحى به وأنّ ذاك الآخر هو فقط من صُنع يشري. وفي
اعتقادنا فإنّ الأستاذ هشام جعيط يُجانب الصواب حين يقرّر : «نحن كعلماء
نتّبع ما يقوله كلّ دين عن نفسه : القرآن، وهو الكتاب المقدّس لدى
المسلمين، يقول إنّه وحي من الله وكلام الله وأنّ محمّداً رسول الله أنزل
عليه هذا القرآن. القرآن يقول كذا وكذا عن تجربة الرؤية والوحي؛ وهي وثيقة
رائعة لـصحّتها التاريخية (التشديد في الأصل) ومعاصرتها
للبعثة. ونحن لا نعتمد على ما أُكْمِل به الإسلام فيما بعد من سيرة وتاريخ
وطبقات وحديث» ثمّ يضيف : «لأنّ القاعدة أنّ كلّ ما دُوِّن بعد
مائة سنة من الحدث فاقد لثقة المؤرِّخ
(التشديد هنا من
عندنا)»(2). دون أن نخوض في نقاش مطوّل لهذا الطرح، فقط لنلاحظ الفرق الذي
يقيمه الأستاذ جعيط، دون إعطاء أي برهان قطعي سوى عامل الزمن، بين تأكيده
على أنّ نصوص القرآن هي «وثيقة رائعة لصحّتها التاريخية»، وبين شكّه
المبدئي على أن كلّ ما عدا ذلك هو «فاقد لثقة المؤرِّخ».

أخيرا، لقد كانت غايتنا أساسا من هذا العمل المتواضع المساهمة في إثارة
حوار نزيه وبنّاء يهدف إلى الشروع بجديّة وتروّي في النظر إلى تراثنا بنظرة
عقلانية تعزف عن البكاء على الأطلال وأنّه ليس بالإمكان أبدع ممّا كان،
وتحثّنا على الإبتعاد عن النظرة الضيّقة المتعصّبة وتدفعنا إلى الخروج إلى
الآفاق الإنسانية الرحبة من خلال استعمال - ونُكرّرها ثانية - «أساليب
البحث العلمي وطرائق النقد الدقيق الحرّ المنتظم».

هوامش التقديم :
(1) أصول الفقه، يوسف شاخت، لجنة ترجمة دائرة المعارف الإسلامية، إبراهيم
خورشيد، د. عبد الحميد يونس، حسن عثمان، هوامش أمين الخولي، دار الكتاب
اللبناني، بيروت، 1981، هامش 1، ص 19.
(2) في السيرة النبوية : الوحي والقرآن والنبوّة، دار الطليعة، بيروت،
الطبعة الثالثة 2007، ص 94




كتـــــــــــابات وقـــــــــــــراءات(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

كتابات وقراءات "لتفكيك نصوص الإسلام الأولى" :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

كتابات وقراءات "لتفكيك نصوص الإسلام الأولى"

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  نصوص
» وثائقي: الحياة الأولى – الحلقة الأولى (1)
» من كتابات الأجساد المحترقة
» شعراء بلا نصوص
» نصوص وملفات

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: