[لوحة للفنانة الفلسطينية ريم المصري] المدن نساء حلم متأخر
القدس
امرأة يسكنها خوف قرون
تنام على طيف قزح
تحلم
تلاحقها الأبدية
تهبط المنحدر
رويداً رويداً
تخبئ أنوثتها في صوت المطر !
رام الله
امرأةٌ تلتحفُ رصيفَ الشارع
كشجرةٍ مسنةٍ
تمسح باستمرارٍ الغبارَ عن شفتيها
تلامس نهديها بخفة ظبيّ
تنتشي حين يمر الهواء بين فخديها
تراقب طيورَ طفولتِها
ترحلُ نحو البعيد !
حيفا
امرأةٌ على شاطئ الليل
تحرسُ شهوةَ الصيادين
تفاجئها سحابةَ دخان
تدخلُ البحر
ينكسرُ صمتُها في صَدَفِ الماء!
الناصرة
امرأةٌ تزعِجُها لحيةَ الجارِ وتلميحاتِه
اللطيفةِ والثقيلةِ
تحب القصص الواردة في الكتبِ المقدّسة
يهتزّ الصليبُ على صدرِها المستفزّ
كلما تحرّشَ أولادُ الحارةِ بها
وتُتمتِمُ مرتعشةً: المجد
لكِ
يا
مريم !
يافا
امرأةٌ يسيّرها الماءُ
وحكمةُ الحجارة
وكلما جاءت دورتُها لفّها البحرُ في عباءتِه
ورحَل !
اللّد
امرأةٌ أعمتها لفائفُ التّبغِ
سرقةُ التراثِ
ودثرُ التاريخ .!
الرملة
كم هي مرعبةٌ عتمةُ الرّغبةِ
حين تتحولُ إلى مدن!