** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 روبرت بلاي: قصائد مختارة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

روبرت بلاي: قصائد مختارة Empty
02032016
مُساهمةروبرت بلاي: قصائد مختارة



روبرت بلاي: قصائد مختارة RobertBly
كشاعرٍ ومحرِّرٍ ومترجمٍ أحدث روبرت بلاي (١٩٢٦-) تأثيراً عميقاً في الشعر الأميركي أدى إلى نقلة نوعية على صعيد الشكل الشعري.  ولم يكن شاعراً منغلقاً أسير تقاليد شعرية معينة، بل انطلق فاتحاً الحدود بين الثقافات ملقّحاً القصيدة بمؤثرات من تراثات مختلفة، وقد عدّ ترجمة الشعر عملية إبداعية تنفخ الروح في آداب البلدان المختلفة، إذ لا يمكن لشاعر أن يبقى أسير تراثه الشعري، بل يجب أن ينفتح وينطلق إلى فضاء الشعر الكوني الأرحب كي يمتح من ينابيع الآخر. ربما لهذا نظر بلاي إلى الترجمة كرديف للإبداع، مؤمناً أن هناك لغة خلف اللغات، هي لغة الشعر، ولا يمكن أن نخرجها من مناجمها الخفية إلا بمعاول الترجمة التي تتجاوز كونها عملية نقل من لغة إلى أخرى. ألم يقل صديق روبرت بلاي، الشاعر السويدي توماس ترانسترومر في مقدمته للطبعة العربية لأعماله الشعرية الكاملة الصادرة عن دار بدايات (سوريا، جبلة، 2005) إن الشعر الأصل هو في حد ذاته ترجمة، وإن القول الشعري بيان لقصيدة غير مرئية خلف اللغات المتعارف عليها، لذا تصبح الترجمة إلى لغة أخرى محاولة أخرى لتحقيق واقعية القصيدة الأصل؟
كان روبرت بلاي من كبار المدافعين عن قصيدة النثر في الأدب الأميركي كشكل أدبي. وقد ذكر في مقدمة كتاب “الوصول إلى العالم”، الذي يضم مختارات من قصائده النثرية… “إن هناك أنواعاً مختلفة من قصيدة النثر، بينها تلك التي تركّز على أشياء العالم (كالسرطان وهري المزرعة ولعبة الهوكي) وعلى التغيرات التي تطرأ على الذهن فيما هو يرصد هذه الأشياء… وتُؤَلَّف هذه القصائد عادة بعيداً عن المكتب وفي حضور الشيء المعني… وتُشجّع قصيدة النثر الكاتب على البقاء قريباً من الحواس وتكمن قوتها في الحميمية”. ويتابع بلاي مستضيئاً بكلام باشو:”إذا أردتَ أن تعرف عن الخيزران، اذهبْ إلى الخيزران، وإذا أردتَ أن تعرف عن الصنوبر، اذهب إلى الصنوبر”، ذلك أنه (كما قال كولردج) الذي يستشهد بلاي أيضاً بكلامه:”إذا ما نُظر إلى الشيء بطريقة صحيحة فإنه يُحرِّرُ ملكةً جديدةً للروح”.
في شعر روبرت بلاي عودةٌ إلى التراث الريفي وقوة الأسطورة وشعر السكان الأصليين لأميركا والتأمل والقص، ويعكس اهتماماً بعلم النفس اليونغي والأديان الوثنية. وقد تحدث النقاد عن مزجه في شعره لتأثيرات أوربية وأميركية جنوبية مطعمة بحساسية أميركية شمالية، ويهتم بالصلة بين الشعر والبساطة، ويرى أن العالم الجوهري للشعر عالم باطني نقترب منه أثناء العزلة. وهو يؤمن بوجهة نظر فرانسيس بونج، الذي يستشهد بكلامه في المقدمة نفسها حول وظيفة الشعر الوارد في مقالته “العالم الصامت وطننا”:…”إن وظيفة الشعر الحقيقية، كما أراها، هي تغذية روح الإنسان عبر منحه الكون كي يرضع منه، ويجب علينا أن نخفّف من هيمنتنا على الطبيعة ونرفع من نسبة مشاركتنا فيها كي نحقق هذه المصالحة”.
نشر روبرت بلاي أكثر من عشرين كتاباً من القصائد والترجمات الشعرية، وكان آخر ديوانين أصدرهما هما “الليلة التي نادى فيها إبراهيم الكواكب”، و”كان حكمي ألف عام من المتعة”. أما دواوينه التي تحتوي على قصائده النثرية فهي “عظمة الصباح”، و”هذا الجسد مصنوع من الكافور وخشب الجفْر”، و”ما الذي سبق أن فقدته بالموت؟”
عمل بلاي بدأب لترجمة الشعرالأوروبي والأميركي الجنوبي إلى الإنكليزية وقد ترجم بابلو نيرودا وريلكه وتوماس ترانسترومر ورولف جاكوبسون وغيرهم، ومن أحدث ترجماته أشعار منتخبة لحافظ بالاشتراك مع ليورنادو لويسهون صدرت بعنوان “الملائكة تقرع باب الحانة”.
  
دعوة واستجابة
 
أخبروني، لماذا لا نرفعُ أصواتَنا في هذه الأيام
كي نحتجَّ ضدَّ ما يجري. هل انتبهتم
أن الخطط وُضعتْ للعراق والغطاء الجليدي يذوب؟
 
أقول لنفسي: “هيّا، اصرخْ. ما معنى
أن تكون راشداً بلا صوت؟ اصرخْ!
وانظر إلى من يستجيب! هذه دعوة واستجابة!”
 
لنصرخ ملء أفواهنا كي يصلَ صوتُنا إلى
ملائكتنا، ثقيلة السمع، المختبئة
في أباريق صمتٍ مُلئت أثناء حروبنا.
 
هل وافَقْنا على كثيرٍ من الحروب وصرنا عاجزين
عن التخلّص من الصمت؟ إذا لم نصرخ، سنمكّنُ
الآخرين (الذين هم نحن) من السَّطو على المنزل.
 
كيف أصغينا إلى المحتجّين العظام ـ نيرودا،
أخماتوفا وثورو وفريدريك دوغلاس ـ فيما نحن الآن
صامتون كعصافير الدوري بين الأماليد الصغيرة؟
 
يقولُ بعض المعلّمين إن حياتنا لا تستمرُّ أكثر من سبعة أيام.
في أيِّ يوم من الأسبوع نحن؟ هل جاء الخميس؟
أسرعوا، صيحوا الآن! سُرْعَان ما سيصلُ مساء الأحد.
 
 
الليلة التي نادى فيها إبراهيم الكواكب
 
أتتذكرّون الليلة التي شاهد فيها إبراهيم الكواكب
للمرّة الأولى؟ نادى زحل:”أنت ربّي!”
كانت سعادته غامرة! حين رأى كوكب الزهرة،
 
ناداه بصوت مرتفع:”أنت ربّي!” لكنه شعر بأنه
مدمّرٌ حين شاهد الكواكب تأفل. أيها الأصدقاء، إنه مثلنا:
نحن الذين نتّخذ من الكواكب الآفلة آلهةً لنا.
 
نحن الرفاقُ المخلصين للكواكب الخائنة.
نحن الحفّارين كالغريّرات نحبُّ أن نشعر
بالتراب يتطايرُ خلف مخالبنا الخلفيّة.
 
ما من أحدٍ قادر على إقناعنا أن الطين ليس
جميلاً. إنها روحنا ـ الغريّر هي التي تفكّر بهذه الطريقة.
نحن مستعدّون كي نمضي حياتنا
 
سائرين بأحذيةٍ ملوثةٍ بالطّين في الحقول المبللة.
نحن نشبهُ المنفيين في مملكةِ الثعبان.
نقفُ في حقول البصل شاخصين بأبصارنا إلى الليل.
 
قلبي حبّةُ بطاطس هادئة في النهار،
وفي الليل امرأةٌ مهجورةٌ تبكي. قل لي يا صديقي، ماذا أفعلُ
فأنا رجلٌ يعشق الكواكب الآفلة.
   
فجر
 
يَهْوى البعض النَّظر إلى أدغال البحر وهي تبزغُ في الفجر،
أن يتأمّلوا الليل يُخيّم نازلاً من جناحَيْ إوزّةٍ، وأن يسمعوا
أحاديث يتبادلها بَحْر الليّل والفجر.
 
إذا لم نتمكن من العثور على السماء، فهناك دوماً طيور أبي زريّق.
تعرفون الآن لماذا أمضيتُ عشرينات عمري وأنا أصرخ.
الصرخات ضروريةٌ لمن يستيقظون مضطربين في الفجر.
 
استُدعيَ آدم كي يُسمّي الشحارير ذات الأجنحة الحمراء،
الأفاعي الجرسيّة وحيوانات الراكون
بأذيالها ذات الحَلقات التي تغسلُ الله في الجداول في الفجر.
 
بعد قرونٍ ظهرتْ آلهةُ بلاد ما بين النهرين،
ذات العقصات والآذان، وخلفها الجنرالات
مع أبنائهم الذين يرتدون الملابس الزرقاء، والذين سيموتون في الفجر.
 
كان أولئك النسّاك، آكلو الجنادب، في غاية الطيبة
ذلك أنهم أمضوا اليوم كلّه في الكهف، لكن من الجميل أيضاً
رؤية دعائم السياج تبزغ شيئاً فشيئاً في الفجر.
 
إن الذين يحبّون الكواكب الآفلة مُحقّون
في عبادتهم للطفل الذي تفوح منه رائحة الإصطبل، لكننا نعرف
أنه حتى الكواكب الآفلة ستختفي في الفجر.
  
الغروب عند البحيرة
 
الشمس تغوص. هنا، على ضفّةٍ مسكونةٍ بأشجار الصنوبر، يُحلّقُ البعوض بكسلٍ، وتنتأ الطحالبُ كما لو أنها ترغبُ بالتحدث. يجثمُ هدوءٌ على البحيرة، الأكثر ثقلاً وكآبةً الآن. بعيداً، تحلّق أطوافُ بطٍّ كعينين مُغمضتين، فيما خطُّ فضّةٍ نحيلٌ يتقدّم، من اللامرئيّ، بطيئاً نحو الشاطئ في ظلمةٍ لزجةٍ تحتَ الضفة الغربية. بضعةُ طيورٍ فحسب، مُضْطربةً، تتحدّثُ مع سَقْف الأرض الذي يُعْتم؛ أعشابٌ صغيرةٌ تنتصب مهجورةً، فيما يُرسل الطّين هداياه إلى مركز الأرض.
  
وردة متفتحة
 
لماذا نقول إنّ الوردة متفتّحة؟ تتفتّح كما ينفتحُ الطريق أما المسافر، كما تنفتحُ المياه للحظةٍ بعد أن يختفي الغوّاص… يتغذّى الأسد سرّاً بين الأعشاب الطويلة فيما يواصل نومه في الكهف. وما يزال التجويف العشبيّ خفيّاً، تقودنا إليه أزهارُ خَشْخاشٍ على المنحدر… وفوقَ أعشابِ تشرين الأول التي عصفتْ بها رياحُ الخريف، لا شيء يعلو إلا رأس طائر تَدْرُجٍ.
حين أرى المياه تتدفق عابرةً فوق نتوءٍ صخريٍّ، يستحثّني دافعٌ كي أتبعها (نسمع عن تلك الحوادث القاتلة بعد عدة شهور من موت صديق). أشعرُ بوحدة “إنه ليس معنا” ـ ذلك المكان، بعيداً داخل المياه المتغضنة، بعيداً  داخل تويجات الوردة. حيث تذهب، أذهب…
  
الصيحة تنطلق فوق المراعي
 
أحبّك بجسدي الحيّ والوحيد. جسدي باشقٌ فتيٌّ يحطُّ في شجرة قرب نهر المسيسيبيّ في أوائل الربيع، قبل نموِّ أية خضرةٍ على الأرض. وفي بعض الأيام تمتلئ تجاويف أشجار الجوز في صَدْري بأضواء وظلال مُطَقْطِقة، هناك تشرب الطيور من قطرات المياه… يحبّك جسدي بما يستخلصهُ من الرجل الحكيم المنحني فوق مستعمرته من العظاءات، يحبك، بهذا، منتهكاً جميع القواعد والتقاليد.
حتى الثقوب الستة في الفلوت تتحرك تحت أصابع الزنجيّ، فيما تُسمع الصرخة الثاقبة فوق مراع كثيفة النموّ، لا يراها أو يزورها أحد في الغسق، من بين جميع الأمكنة المسيجة، سوى الأيّل، الذي لم ير أبداً أيّ سرير إلا سريره المصنوع من أعشاب برية.
التقيتُ بك أوّل مرةٍ حين كنتُ وحيداً لتسعة أيام، والآن يتوقُ جسدي الباشق الوحيد إلى أن يكون معك، فأنت من يتذكّر… ويعرفُ كم نحبّ بعضنا، وسنكون دوماً هكذا. هنالك موت ولكن ثمة أيضاً هذا القرب، هذه المتعة، حين ترتفعُ النحلة في الجوّ فوق خليّتها للعثور على الشمس، كي تصبح الابن، وينطلق المسافر عبر المنفى والخسارة، عبر القذارة والفشل، كي يلمسَ ثانيةً تراب مملكته ويُقبّل الأرض…
ماذا أقول عن هذا؟ أقول: ليتمجّد الرجل الأوّل الذي خطّ  بجلاءٍ هذه المتعة، فنحن لا نستطيع أن نعشق ما لا نقدر على منحه اسماً…
  
الخروج لتفقّد النعاج
 
يا صديقي، هذا الجسد طعامٌ لتنانين الجوّ الألف، وكلّ تنين خفيفٌ كإبرة. هذا الجسد يُحبّنا، ويحملنا إلى المنزل بعد الانتهاء من الركش.
قديمٌ هو، ومليءٌ برزم النوم. في ذبذباته تنطلق الشمس بسرعة تحت الأرض، فيما النوافير التي فوق المحيط تتموج في معدتنا…تتغضّن المياه، النوافير التي تراها عينا الجمجمة في منتصف المحيط، هذا الجسد الذي من أعشابٍ عطريّة وخشب جفْرٍ، هذه البَرَكَة، هذا النتوء الصخري الذي تسيّر المياه دورياتها فوقه… أستيقظُ، الصباح هنا. النجوم ما تزال في الخارج؛ سماءُ الشتاء مدلهمّةً تحومُ فوق حملانٍ لم تُولد… الهُرْيُ باردٌ قبل الفجر، والبوّابات بطيئة…
يتوقُ هذا الجسد إلى نفسه بعيداً في البحر، يطوفُ في السماوات المعتمة، إنه كائنٌ متألّقٌ، مُعتقلٌ في سجن البلادة البشرية…
 اختارها وترجمها عن الإنكليزيةأسامة إسبر 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

روبرت بلاي: قصائد مختارة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

روبرت بلاي: قصائد مختارة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: