الشّعر دبّ
أكان دبّ سيرك بنّيا يحصد الجوائز
أم دبًا قطبيًّا يخزّق قصيدة
كالفقمة.
الفقمة أنثى
تبكي صيَّادًا
أكله الدبّ
بعد أن استفاق
من سباته الشّعري.
الشّعر دبّ قطنيّ
لا تدخل معركة معه
أو تفكّر بحلّ قطبه من أجل عيني فقمة.
الشّعر دبّ
يصرخ : قرّبا مربط النّعامة منّي.
***
للفقمة عينان واسعتان
كعماء البياض
تدمعان على تكسّر الجليد
تحت حيزوم ناقلة نفطٍ
تفضّ عذرية الدَّائرة القطبيَّة.
للفقمة هيئة طفل في قماطه
يلعب على شراشف بيضٍ،
في ماض ليس ببعيد
صبغتها أمّها بدمٍ
فلم يخطئها رمحُ صياد الحيتان.
الفقمة ترتدي الأسود النَّاصع
لذلك تقول الأسطورة:
تنوح الفقمة على صيّاد
تاه في سرمد البياض
فأكلته كلابُ مزلجته
هكذا
لا فرق بين الفقمة وديانا ربّة الصيد والقمر
فكلاهما ضيّعتْ صيادها.
***
البطريق قائد المائة
يجرّ خلفه تسعًا وتسعين صفة.
البطريق فيلسوف مشّاء
يعقد جناحيه خلف ظهره
قائلاً لكلّ الطيور المهاجرة:
ليس باﻹمكان أحسن ممّا كان.
البطريق تلميذ واصل بن عطّاء؛
فقد اعتزل التراب والهواء والنّار
وسَكَنَ يابسة الجليد
منزلة بين منزلتين.
البطريق ككلّ كهنة عشتار
خصى جناحيه
وقطع سمكة غلْمته
في فم حوت يونس.
2016/01/18
من ديوان مخطوط بعنوان “الببغاء مهرِّج الغابة”