البطارية البشرية أنتج طاقتك بنفسك يقدم الإنسان نفسه حلًا خلّاقًا لمشاكل الطاقة، حيث يحتوي جسمه على كمية هائلة من الطاقة على شكل سعرات حرارية نستخدمها لممارسة نشاطاتنا اليومية، ولكن ماذا لو استخدمنا هذه الطاقة لتشغيل الأجهزة الكهربائية! تمثل حركة الإنسان طاقة حركية يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية، فمنذ 150 عام تم استخدام الأجهزة التي تعمل بالطاقة البشرية كالدراجة والمخرطة التي تعمل بالدفع وكذلك آلة الحياكة والتي يمكنك العثور عليها في أغلب البيوت.
لكن عندما تم تطوير المحركات الكهربائية الميكانيكية قل الاعتماد على هذه الأجهزة التي تعمل بالطاقة البشرية. ونظراً لاحتياجاتنا المتزايدة من الطاقة، ولأننا نبحث عن مزيد من مصادر الطاقة المتجددة، فهل من الممكن التخلي عن استخدام الكهرباء التقليدية لبعض المهام والعودة إلى الطاقة البشرية؟
الدراجة تعد وسيلة رائعة لاستخدام الطاقة البشرية بطريقة توفر لنا التمرن والتنقل والتقليل من استهلاك الطاقة التقليدية في نفس الوقت. فكيف إذا قمنا بتصميم دراجات تولد كهرباء، يمكنها تشجيع المزيد من الناس لتبني القوة البشرية؟
استخدمت شركة البدالات الكهربائية في لندن London-based company Electric Pedals تقنية تعمل بالبدالة لتوفير الكهرباء لعدة أماكن مثل دور السينما، وورش العمل التعليمية وصالات العرض الموسيقية. ووفقاً لمؤسسة القلب البريطانية British Heart Foundation فإن حوالي 32% من البالغين يقضون ست ساعات في اليوم جالسين بدون أن يمارسوا أنشطة كافية.
ووفقاً لحساباتنا، إذا قضى هؤلاء الأشخاص نصف وقت جلوسهم في التمرن على التلفاز الذي يعمل بالبدالة، يمكن توليد حوالي 49 مليون يورو من الكهرباء سنويًا، إضافة إلى حرق الكثير من السعرات الحرارية.
وبالتالي فإن الأجهزة التي تعمل بالطاقة البشرية تشجع الأشخاص على بذل الأنشطة البدنية التي تساعدهم على البقاء في صحة جيدة، ولا ننسى كذلك المتعة التي تضيفها، وفوق كل هذا فإنها يمكن أن توفر مصدر طاقة بديل ونظيف وفي متناول الأيدي.
إشحن هاتفك يدويًا
لا داعي للقلق إذا كنت في الهواء الطلق أو مسافرًا لمسافات بعيدة وقد نفذت بطارية هاتفك المحمول ولم يكن لديك مصدر كهربائي قريب لشحنه.
قامت شركة آبل Apple بتطوير تقنية مبتكرة لشحن جهاز iPhone عن طريق مفاعل reactor وهو عبارة عن شاحن كهربائي متنقل يعتمد وصلة الناقل العام USB ويولد الطاقة الكهربائية عبر الحركة الدورانية لذراع يدوية موصولة في الجزء الخلفي منه.
وقامت شركة سوني اليابانية كذلك بتطوير تقنية يعتمد الشاحن فيها على بطارية داخلية بقوة “4000 mAh” ومنفذي USB قادرين على شحن جهازين يتم توصيلهما به، وما على المستخدم سوى تدوير الذراع اليدوية للجهاز ليتم تزويد البطارية بالطاقة الكهربائية،
وتشير سوني إلى أن بطارية هذا الجهاز تمتلك قدرة كبيرة تمكّنها من شحن هاتف ذكي مرتين متتاليتين.
ولا يحتاج شحن جهاز معين لمجهود كبير، فمن أجل دقيقة اتصال واحدة تحتاج لتدوير الذراع لمدة ثلاث دقائق فقط، أما تدويرها لمدة خمس دقائق فسيوفر إمكانية لتصفح الإنترنت لمدة دقيقة واحدة أيضًا، في حين قد يحتاج من يفضل الحصول على شحن تام لهاتفه إلى تدوير الذراع اليدوية لساعات، وهو أمر ممكن في ظروف عدم توفر مقبس كهربائي بحالات السفر الطويل مثلًا.
هذه الطريقة في توليد الطاقة ليست فكرة جديدة ولكن هذا المفهوم يلقي الضوء على كونه حلًا قابلًا للتطبيق في حالات الطوارئ ومدى فاعليته عند الطلب.
ضوء يعمل بطاقة الجاذبية
من أهم التحديات التي تواجه تصميم المنتجات التي تعمل بالطاقة البشرية هو كيفية تقليل كمية العمل الذي يستغرقه الجسم البشري لتوليد الطاقة كعملية التحريك أو التدوير.
لكن المصباح الذي اخترعه كل من المهندسين البريطانيين جيم ريفيس، ومارتين ريدفورد كان حلاً لهذه المشكلة، يحتاج فقط الجهاز إلى دفعة واحدة من القوة البشرية لرفع الوزن لثقل من الرمل.
يعتمد هذا المصباح على طاقة الجاذبية لإضاءة المصباح، لذلك فقد أطلقا عليه اسم ضوء الجاذبية gravity light.
كل ما يحتاجه هو ثقل من الرمل أو الصخور يتم تثبيته في سقف الغرفة علي حبل يمرّ من خلال وحدة مرتبطة بسلك متحرك يسمح للثقل أن يرتفع في الهواء ومن ثم يسقط ببطء إلي الأرض، ويعمل على تدوير نظام الترس المتحرك spur gear system الذي يقوم بتحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية، ويشغل ضوء الليد LED لمدة 20 دقيقة.
وإلى جانب العديد من التطبيقات فإن هذه الطاقة ستقدم خدمة مزدوجة لمستعمليها، فبالإضافة إلى أنها ستوفر مصدر غني بالطاقة يتميز برخصه ووفرته مقارنة بالعديد من المصادر الأخرى، فإنها يمكن أن تقدم وسيلة فاعلة للوقاية والعلاج لم تكن في الحسبان.