** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ بقلم : سهى بطرس قوجا عرض صفحة الكاتب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فدوى
فريق العمـــــل *****
فدوى


التوقيع : هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ 	  	بقلم : سهى بطرس قوجا  	عرض صفحة الكاتب I_icon_gender_male

عدد الرسائل : 1539

الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7

هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ 	  	بقلم : سهى بطرس قوجا  	عرض صفحة الكاتب Empty
13022016
مُساهمةهل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ بقلم : سهى بطرس قوجا عرض صفحة الكاتب

هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ 	  	بقلم : سهى بطرس قوجا  	عرض صفحة الكاتب News_icon هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟
هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ 	  	بقلم : سهى بطرس قوجا  	عرض صفحة الكاتب 652021394312947



الإنسان المتشيء هو الإنسان المتعلق بالأشياء المادية أكثر من المعنوية والروحية والإنسانية تعلقا شديدا، بحيث تجعله ينظر للإنسان على أنه شيء كباقي الأشياء!



كلما عشنا وتعمقنا في الحياة وفي النفس الإنسانية أكثر، اكتشفنا وعرفنا الكثير، بحيث نستطيع أن نقول بأن هذا الإنسان ما هو ألا سجين تلك النفس التي تتمرد وتتملك وتغيب وتغترب وتنطوي أحيانًا، جاعلة ذاك الإنسان غريب ذاته وتائه عنها.



والإنسان هذا الكائن بطبيعتهِ يمتلك بعض الحلم والخيال والازدواج في شخصيتهِ، فكرهِ، مشاعرهِ، رغباتهِ، حياتهِ، بحيث تجعلهُ يبتعد عن واقعهِ إلى تلك الأشياء ساعيًا إليها وباحثًا عنها دون أي اعتبارات أخرى! لكن الأسوأ من هذا حين يجعل علاقاتهِ الإنسانية كالعلاقة بين الأشياء ومن ثم يعامل هذا الإنسان كتلك الأشياء، علاقة جامدة بلا روح وبلا حياة، بعكس الإنسان الذي وجودهُ مُتحرك ونابض بالحياة، ووجودهُ في هذا الوجود هو من أجل الحياة والإنسانية.







هذه العلاقة الجامدة تأتي من انحصار الذات الإنسانية ضمن عالم الأشياء الخاص ومصالحهِ الذاتية، مما بالتالي يجعلها تنحصر في الفكر ومن ثم ينظرون للناس من خلال تلك النظرة للأشياء! نظرة غير مُترابطة ومُتكاملة، والإنسان في هذه الحالة يعيش في حالة الانعزال والانفصال عن النفس مع الترابط بالأشياء والخضوع لها!







لا ننسىّ بأن هذا الجموّد، الإنسان يصل إليهِ أحيانًا، من خلال سلسلة ضغوط داخلية مُتولدة فيهِ، تدفعهُ إلى الخروج عن ذاتهِ والسُكنى في الأشياء والخضوع لها، كالعوز والفقر وفقدان التواصل الداخلي! هذه تجعل الإنسان يهرب من ذاته وينساها ويلتفت ويلهثْ سعيًا للماديات سعيًا مُتكاملاً وغير مكتفيا، مما يجعله يكسب ذاتًا غير ذاته الحقيقية! يضيعها ويعيش مع الذات المزيفة المحصورة ضمن دائرتها المغلقة والمتعلقة بالأشياء!



يقول الحكيم (تشوانغ- تسي):" ليكف الإنسان عن التعلق بالأشياء، وسيرى كيف سيجد نفسهُ في مأمن". هذا إذا اقتنع فعلا وكفى، ولكن من يُطبق هذا في يومنا؟! الأشياء في حياة الإنسان باتت تأخذ مداها وأحيانا كثيرة هي من تسيره، تسيطر عليه وتجعله كخادم لها بدل أن تخدمه؟!



والإنسان نفسهُ هو من يجعل الحياة تصل به إلى هذه النتائج، عندما يسمح لنفسهُ بأن تغرق في كل ما هو جزئي ومنفصل عن الحياة والإنسانية، وهنا قمة المأساة والضياع! ومن ثم يقول أن الحياة حظ وحظيّ سيء ويتقوقع ويتخفى في الرمال كالنعام، مفسحين المجال بهذا لذلك الفكر أن يأخذ طريقهُ في الحياة ويتوسع ويتمدد ومن ثم تتحول نفس الإنسان إلى مهرج بارع في مسرح الحياة.



لكن لكيّ نحّيا الحياة الحقه بمعناها الساميّ ونعيش للإنسان من أجل إنسانيتهِ، وننظر إليهِ على هذا الأساس، فلابد من أن نعيد الذات إلى مسكنها ونجعلها نفسًا أمارة بالخير وليس بالسوء، لأن هذا سيعكس على النفس ومن ثم على الآخرين وسينظر لهم على أساس إنسانيتهم وليس كالنظرة للأشياء الفانية. أي بمعنى الخروج من الانحسار في الذوات الخاصة الآسرة إلى العالم العام المُحصن بالأخلاق والعقل والفكر والحكمة والجمال.



فالإنسان خلق محبا وبعيد كل البعد عن السطحية والتعلق بالأشياء، لأن مصير الأشياء إلى الزوال والضياع، ولكن النفس إذا ضاعت ستعيش الغربة والألم والانكسار والانفصال وفقدان الطريق، مما يجعل الإنسان يعيش التخبط والأوهام والتزييف، وهنا مكمن الخطورة لأنهُ هنا سيجعل تشيؤه ليس على نفسه فقط بل سيجر الآخرين إلى هذا الدرب!



فلابد للإنسان دائما من وضع مسافة بينه وبين أشياء العالم، من منطلق القناعة والإرادة وبفعلته هذه يثبت في كل لحظة أنه جدير بهذه الإنسانية وأنه فعلاً إنسان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ بقلم : سهى بطرس قوجا عرض صفحة الكاتب :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

هل خلق الإنسان مُتشيئًا؟ بقلم : سهى بطرس قوجا عرض صفحة الكاتب

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» اسمها 5000 بقلم : فاطمة حسن عرض صفحة الكاتب العودة الى صفحة المقالات
» هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها بقلم : د. ناهدة محمد علي عرض صفحة الكاتب العودة الى صفحة المقالات
» أوقات عصيبة لم يمحيها غبار الزمن.. بقلم : بدريه يوسف \"هناء\" عرض صفحة الكاتب العودة الى صفحة المقالات
» الكاتب في حضرة السلطان الخميس 30 نيسان (أبريل) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: مصطفى الغرافي
»  هل يحتاج التونسيون الى ثورة جديدة طباعة إرسال إلى صديق قضايا وآراء الكاتب بقلم الناصر خشيني

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: